أسمـاءٌ فـي القُـرآن الكريـم
الكهــــــــف
الكهف في اللغة العربية البيت المنقور في الجبل، وهو كالغار إلا أنه أوسع
منه. ويروى أن الملك المعاصر لأصحاب الكهف هي دقيوس ويقال: دقيانوس، وكانوا بمدينة
للروم اسمها أفسوس ويقال: أن دقيوس حكم 60 سنة ويروى إن أصحاب الكهف فتية من
الروم، دخلوا الكهف قبل المسيح، فرارا بدينهم، وبعثهم الله تعالى في الفترة بعد
المسيح. وكان الملك المعاصر لهم يدعى دقيانوس الذي دعا الناس إلى المجوسية، وقد
خرج هؤلاء الفتية في عهد ملك مسلم يدعى بيدوس أو بونياس. ويعرف كهفهم باسم حزوم
والجبل الذي فيه الكهف يدعى ناجلّوس والمدينة التي كان فيها الفتية هي أفسيس
ويقال: هي طرسوس. ويقال: إن دقيوس خلفه على الحكم ملك يدعى جالش مدة ثلاث سنوات أو
لليانس ثم قليطانس مدة عشر سنوات وقيل: إن الكهف يقع بالقرب من بلدة هرقلة
المشهورة، إلى الشرق منها، ويعرف بجبل الكهف. وقيل: إنه يعرف بجبل الرقيم، ويروى
أن عبادة بن الصامت مر على هذا الجبل في طريقه لمقابلة قيصر الروم، ورأى الكهف
وفيه ثلاثة عشر جثة وقيل: إنّ الكهف في فلسطين وقيل: في الأندلس قريب من لوشة، جهة
غرناطة، قال تعالى في سورة الكهف/ 9:" أم حسبت أن أصحاب الكهف والقيم كانوا
من آياتنا
عجبا".
والراجح أنّ أفسيس هي مدينة يونانية مشهورة، تقع على الساحل الغربي لآسية
الصغرى، على الجانب الجنوبي من نهر قيسطرة" كايستر" بالقرب من مصبه،
وتبعد 60 كيلومتراً من مدينة أزمير، واشتهرت بعمائرها ومبانيها ومعابدها وأسواقها،
ولها ميناء صناعي مهم.
وروت عدد من كتب التفسير أنّه لما غزا الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان
بلاد الروم، مرّ بمنطقة في آسيا الصغرى يقال: إن بها الكهف، فبعث أناسا لينظروا إلى
أصحاب الكهف، فلما دخلوا جاءتهم ريح فأحرقتهم وقد روى هذا الحديث الواحدي في
تفسيره من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سفيان بن
حسين عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير أنه غزا مع معاوية غزوة المضيق نحو الروم
فمروا بالكهف. وقال ابن حجر: أخرجه ابن أبي حاتم وعبد بن حميد وأبو بكر من رواية
يعلى عن سعيد عن ابن عباس، وإسناده صحيح. ويقال: إن الكهف بالقرب من مدينة طرسوس
ويروى المسعودي: أنّ الخليفة الواثق بالله العباسي قد أرسل بعثة إلى بلاد الروم
بقيادة محمد بن موسى المنجم ليرى أصحاب الكهف والرقيم، فوجد الكهف في موضع يدعى
حارمي أو خارمي. وقيل: في منطقة تدعى الخان على بعد ثلاثة أيام من طرسوس والفتية
هم مكسلمينا أومكلمسينا وتمليخاأويمليخا ومرطوس أو مطرسوس ونيرويس و كسطومس و
دينموس وريطوفس قالوس ومحسيلمينيا، وقيل غير ذلك، بل نسب حديث للنبي صلى الله عليه
وسلم يذكر أسماء هؤلاء الفتية.
وكما يقول أبو حيان: " أسماء أهل الكهف
أعجمية لا تنضبط بشكل ولا نقط، والسند في معرفتها ضعيف والرواة مختلفون في قصصهم
وكيف كان اجتماعهم وخروجهم ولم يأت في الحديث الصحيح كيفية ذلك ولا في القرآن إلا
ما قص تعالى من قصصهم، بقوله الكريم في سورة الكهف/11: " فضربنا على ءاذانهم
في الكهف سنين عدداً ".
وعُرفت قصة أصحاب الكهف في المصادر
النصرانية واليونانية والسريانية والأثيوبية والأرمنية باسم:" نائموا إفسوس
السبعة" أو " النيام السبعة"، التي تتحدث عن سبعة من الفتيان فروا
بدينهم في عهد الإمبراطور الروماني ديكيوس249-251م، ولجؤوا إلى كهف قرب مدينتهم
أفسيس، ومكثوا فيه مدة ثلاثة قرون حتى استيقضوا في عهد الإمبراطور البيزنطي
ثيوديسبوس.
وإذا ما قارنا بين قصة هؤلاء الفتية في المصادر النصرانية وفي المصادر
الإسلامية نجد تشابهاً كبيراً في عدّة أمور مثل كون الحادثة وقعت في أفسوس وأنها
حدثت في عهد الإمبراطور الروماني الوثني ديكيوس وأنّ الفتية خرجوا من بلدتهم
فراراً بدينهم، وأنّ جنود الملك الظالم عثروا عليهم في الكهف بعد أن تتبعوا أحدهم،
وقد أمر الملك بسدِ مدخل الكهف عليهم عقاباً لهم، وأنّهم لبثوا مدة طويلة في
الكهف. بل أنّ أسماء الفتية تكاد تكون نفسها المذكورة في المصادر الإسلامية ولكن
باللفظ العربي: " مكسلمينا، وتمليخا، ومرطوس، ونيرويس، وكسطومس،
ودينموس".
وذكر الآلوسي رواية عن ابن عباس رضيّ الله عنهما أنّ: هؤلاء الفتية كانوا
في زمن ملك من الجبابرة، فرّوا بدينهم ولجأوا إلى الكهف، وبدأ الملك يتتبع أخبارهم
حتى عرف أنّهم مختبؤون في كهف قريب، وأحسّ الملك أنّه سيكون لهؤلاء الفتية شأن
كبير، لذا أمر بسد باب الكهف عليهم، وأمر بكتابة أسمائهم على لوح من الرصاص، وجعله
في خزانته للتاريخ،
وقال الحق في سورة الكهف/ 10:" إذ أوى الفتنة إلى الكهف
فقالوا ربنا آتنا
من لدنك رحمة".