تفسير الجلالين للقران الكريم أجزاء.. 25
الجزء الخامس والعشرون
47. ( إليه يرد علم الساعة ) متى تكون لا يعلمها غيره ( وما تخرج من ثمرات ) وفي قراءة ثمرات ( من أكمامها ) أوعيتها جمع كم بكسر الكاف إلا بعلمه ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ) أعلمناك الآن ( ما منا من شهيد ) شاهد بأن لك شريكا
48. ( وضل ) غاب ( عنهم ما كانوا يدعون ) يعبدون ( من قبل ) في الدنيا من الأصنام ( وظنوا ) أيقنوا ( ما لهم من محيص ) مهرب من العذاب والنفي في الموضعين معلق عن العمل وجملة النفي سدت مسد المفعولين
49. ( لا يسأم الإنسان من دعاء الخير ) لا يزال يسأل ربه المال والصحة وغيرهما ( وإن مسه الشر ) الفقر والشدة ( فيئوس قنوط ) من رحمة الله وهذا وما بعده للكافرين
50. ( ولئن ) لام قسم ( أذقناه ) آتيناه ( رحمة ) غنى وصحة ( منا من بعد ضراء ) شدة وبلاء ( مسته ليقولن هذا لي ) أي بعملي ( وما أظن الساعة قائمة ولئن ) لام قسم ( رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى ) الجنة ( فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ ) شديد واللام في الفعلين لام قسم
51. ( وإذا أنعمنا على الإنسان ) الجنس ( أعرض ) عن الشكر ( ونأى بجانبه ) ثنى عطفه متبخترا وفي قراءة بتقديم الهمزة ( وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض ) كثير
52. ( قل أرأيتم إن كان ) القرآن ( من عند الله ) كما قال النبي ( ثم كفرتم به من ) لا أحد ( أضل ممن هو في شقاق ) خلاف ( بعيد ) عن الحق أوقع هذا موقع منكم بيانا لحالهم
53. ( سنريهم آياتنا في الآفاق ) أقطار السموات والأرض من النيرات والنبات والأشجار ( وفي أنفسهم ) من لطيف الصنعة وبديع الحكمة ( حتى يتبين لهم أنه ) القرآن ( الحق ) المنزل من الله بالبعث والحساب والعقاب فيعاقبون على كفرهم به وبالجائي به ( أولم يكف بربك أنه ) فاعل يكف ( على كل شيء شهيد ألا ) بدل منه أي أو لم يكفهم في صدقك أن ربك لا يغيب عنه شيء ما
54. ( ألا إنهم في مرية ) شك ( من لقاء ربهم ) لانكارهم البعث ( ألا إنه ) تعالى ( بكل شيء محيط ) علما وقدرة فيجازيهم بكفرهم
42. سورة الشورى
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( عسق ) الله أعلم بمراده به
3. ( كذلك ) مثل ذلك الايحاء ( يوحي إليك ) أوحى ( وإلى الذين من قبلك الله ) فاعل الايحاء ( العزيز ) في ملكه (الحكيم ) في صنعه
4. ( له ما في السماوات وما في الأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( وهو العلي ) على خلقه ( العظيم ) الكبير
5. ( تكاد ) بالتاء والياء ( السماوات يتفطرن ) بالنون وفي قراءة بالتاء والتشديد ( من فوقهن ) تنشق كل واحدة فوق التي تليها من عظمة الله تعالى ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ) ملابسين للحمد ( ويستغفرون لمن في الأرض ) من المؤمنين ( ألا إن الله هو الغفور ) لأوليائه ( الرحيم ) بهم
6. ( والذين اتخذوا من دونه ) الأصنام ( أولياء الله حفيظ ) محص ( عليهم ) ليجازيهم ( وما أنت عليهم بوكيل ) تحصل المطلوب منهم ماعليك إلا البلاغ
7. ( وكذلك ) مثل ذلك الايحاء ( أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر ) به تخوف ( أم القرى ومن حولها ) أهل مكة وسائر الناس ( وتنذر) الناس ( يوم الجمع ) يوم القيامة تجمع فيه الخلائق ( لا ريب ) لا شك ( فيه فريق ) منهم ( في الجنة وفريق في السعير ) النار
8. ( ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ) أي على دين واحد وهو الإسلام ( ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ) الكافرون ( ما لهم من ولي ولا نصير ) يدفع عنهم العذاب
9. ( أم اتخذوا من دونه ) الأصنام ( أولياء ) أم منقطعة بمعنى بل التي للانتقال والهمزة للانكار أي ليس المتخذون اولياء ( فالله هو الولي ) أي الناصر للمؤمنين والفاء لمجرد العطف ( وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )
10. ( وما اختلفتم ) مع الكفار ( فيه من شيء ) من الدين وغيره ( فحكمه ) مردود ( إلى الله ) يوم القيامة يفصل بينكم قل لهم ( ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب ) أرجع
11. ( فاطر السماوات والأرض ) مبدعهما ( جعل لكم من أنفسكم أزواجا ) حيث خلق حواء من ضلع آدم ( ومن الأنعام أزواجا ) ذكورا وإناثا ( يذرؤكم ) بالمعجمة يخلقكم ( فيه ) في الجعل المذكور أي يكثركم بسببه بالتوالد والضمير للأناسي والأنعام بالتغليب ( ليس كمثله شيء ) الكاف زائدة لأنه تعالى لا مثل له ( وهو السميع ) لما يقال ( البصير ) لما يفعل
12. ( له مقاليد السماوات والأرض ) مفاتيح خزائنها من المطر والنبات وغيرهما ( يبسط الرزق ) يوسعه ( لمن يشاء ) امتحانا (ويقدر ) يضيقه لمن يشاء ابتلاء ( إنه بكل شيء عليم )
13. ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) هو أول أنبياء الشريعة ( والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) هذا هو المشروع الموصى به والموحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وهو التوحيد (كبر ) عظم ( على المشركين ما تدعوهم إليه ) من التوحيد ( الله يجتبي إليه ) إلى التوحيد ( من يشاء ويهدي إليه من ينيب ) يقبل إلى طاعته
14. ( وما تفرقوا ) أهل الأديان في الدين بأن وحد بعض وكفر بعض ( إلا من بعد ما جاءهم العلم ) بالتوحيد ( بغيا ) من الكافرين ( بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك ) بتأخير الجزاء ( إلى أجل مسمى ) يوم القيامة ( لقضي بينهم ) بتعذيب الكافرين في الدنيا ( وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم ) وهم اليهود والنصارى ( لفي شك منه ) من محمد صلى الله عليه وسلم (مريب ) موقع في الريبة
15. ( فلذلك ) التوحيد ( فادع ) يا محمد الناس ( واستقم ) عليه ( كما أمرت ولا تتبع أهواءهم ) في تركه ( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل ) بأن أعدل ( بينكم ) في الحكم ( الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) فكل يجازى بعمله ( لا حجة ) خصومة ( بيننا وبينكم ) هذا قبل أن يؤمر بالجهاد ( الله يجمع بيننا ) في المعاد لفصل القضاء ( وإليه المصير ) المرجع
16. ( والذين يحاجون في ) دين ( الله ) نبيه ( من بعد ما استجيب له ) بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود ( حجتهم داحضة ) باطلة ( عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد )
17. ( الله الذي أنزل الكتاب ) القرآن ( بالحق ) متعلق بأنزل ( والميزان ) العدل ( وما يدريك ) يعلمك ( لعل الساعة ) أي إتيانها ( قريب ) ولعل معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد مفعولين
18. ( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ) يقولون متى تأتي ظنا منهم أنها غير آتية ( والذين آمنوا مشفقون ) خائفون ( منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون ) يجادلون ( في الساعة لفي ضلال بعيد )
19. ( الله لطيف بعباده ) برهم وفاجرهم حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم ( يرزق من يشاء ) من كل منهم ما يشاء ( وهو القوي ) على مراده ( العزيز ) الغالب على أمره
20. ( من كان يريد ) بعمله ( حرث الآخرة ) أي كسبها وهو الثواب ( نزد له في حرثه ) بالتضعيف فيه الحسنة إلى العشرة وأكثر ( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها ) بلا تضعيف ما قسم له ( وما له في الآخرة من نصيب )
21. ( أم ) بل ( لهم ) لكفار مكة ( شركاء ) هم شياطينهم ( شرعوا ) أي الشركاء ( لهم ) للكفار ( من الدين ) الفاسد ( ما لم يأذن به الله ) كالشرك وإنكار البعث ( ولولا كلمة الفصل ) أي القضاء السابق بأن الجزاء في يوم القيامة ( لقضي بينهم ) وبين المؤمنين بالتعذيب لهم في الدنيا ( وإن الظالمين ) الكافرين ( لهم عذاب أليم ) مؤلم
22. ( ترى الظالمين ) يوم القيامة ( مشفقين ) خائفين ( مما كسبوا ) في الدنيا من السيئات أن يجازوا عليها ( وهو ) الجزاء عليها ( واقع بهم ) يوم القيامة لا محالة ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات ) أنزهها بالنسبة إلى من دونهم ( لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير )
23. ( ذلك الذي يبشر ) من البشارة مخففا ومثقلا به ( الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه ) على تبليغ الرسالة ( أجرا إلا المودة في القربى ) استثناء منقطع أي لكن أسألكم أن تودوا قرابتي التي هي قرابتكم أيضا فإن له في كل بطن من قريش قرابة ( ومن يقترف ) يكتسب ( حسنة ) طاعة ( نزد له فيها حسنا ) بتضعيفها ( إن الله غفور ) للذنوب ( شكور ) للقليل فيضاعفه
24. ( أم ) بل ( يقولون افترى على الله كذبا ) بنسبة القرآن إلى الله تعالى ( فإن يشأ الله يختم ) يربط ( على قلبك ) بالصبر على أذاهم بهذا القول وغيره وقد فعل ( ويمح الله الباطل ) الذي قالوه ( ويحق الحق ) يثبته ( بكلماته ) المنزلة على نبيه ( إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب
25. ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) منهم ( ويعفو عن السيئات ) المتاب عنها ( ويعلم ما تفعلون ) بالياء والتاء
26. ( ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) يجيبهم إلى ما يسألون ( ويزيدهم ) الله ( من فضله والكافرون لهم عذاب شديد )
27. ( ولو بسط الله الرزق لعباده ) جميعهم ( لبغوا ) جميعهم أو طغوا ( في الأرض ولكن ينزل ) بالتخفيف وضده من الارزاق ( بقدر ما يشاء ) فيبسطها لبعض عباده دون بعض وينشأ عن البسط البغي ( إنه بعباده خبير بصير )
28. ( وهو الذي ينزل الغيث ) المطر ( من بعد ما قنطوا ) يئسوا من نزوله ( وينشر رحمته ) يبسط مطره ( وهو الولي ) المحسن للمؤمنين ( الحميد ) المحمود عندهم
29. ( ومن آياته خلق السماوات والأرض ) خلق ( وما بث ) فرق ونشر ( فيهما من دابة ) هي ما يدب على الأرض من الناس وغيرهم ( وهو على جمعهم ) للحشر ( إذا يشاء قدير ) في الضمير تغليب العاقل على غيره
30. ( وما أصابكم ) خطاب للمؤمنين ( من مصيبة ) بلية وشدة ( فبما كسبت أيديكم ) كسبتم من الذنوب وعبر بالأيدي لأن أكثر الأفعال تزاول بها ( ويعفو عن كثير ) منها فلا يجازي عليه وهو تعالى أكرم من أن يثني الجزاء في الآخرة أما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة
31. ( وما أنتم ) يا مشركون ( بمعجزين ) الله هربا ( في الأرض ) فتفوتوه ( وما لكم من دون الله ) غيره ( من ولي ولا نصير ) يدفع عذابه عنكم
32. ( ومن آياته الجوار ) السفن ( في البحر كالأعلام ) كالجبال في العظم
33. ( إن يشأ يسكن الريح فيظللن ) يصرن ( رواكد ) ثوابت لا تجري ( على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) هو المؤمن يصبر في الشدة ويشكر في الرخاء
34. ( أو يوبقهن ) عطف على يسكن أي يغرقهن بعصف الريح بأهلهن ( بما كسبوا ) أي أهلهن من الذنوب ( ويعف عن كثير ) منها فلا يغرق أهله
35. ( ويعلم ) بالرفع مستأنف وبالتصب معطوف على تعليل مقدر أي يغرقهم لينتقم منهم ويعلم ( الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص ) مهرب من العذاب وجملة النفي سدت مسد مفعولي يعلم والنفي معلق عن العمل
36. ( فما أوتيتم ) خطاب للمؤمنين وغيرهم ( من شيء ) من أثاث الدنيا ( فمتاع الحياة الدنيا ) يتمتع به فيها ثم يزول ( وما عند الله ) من الثواب ( خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) ويعطف عليه
37. ( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ) موجبات الحدود من عطف البعض على الكل ( وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) يتجاوزون
38. ( والذين استجابوا لربهم ) أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة ( وأقاموا الصلاة ) أداموها ( وأمرهم ) الذي يبدو لهم ( شورى بينهم ) يتشاورون فيه ولا يعجلون ( ومما رزقناهم ) أعطيناهم ( ينفقون ) من طاعة الله ومن ذكر صنف
39. ( والذين إذا أصابهم البغي ) الظلم ( هم ينتصرون ) صنف أي ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه كما قال تعالى
40. ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) سميت الثانية سيئة لمشابهتها للأولى في الصورة وهذا ظاهر فيما يقتص فيه من الجراحات قال بعضهم وإذا قال له أخزاك الله فيجيبه أخزاك الله ( فمن عفا ) عن ظالمه ( وأصلح ) الود بينه وبين المعفو عنه ( فأجره على الله ) أي إن الله يأجره لا محالة ( إنه لا يحب الظالمين ) أي البادئين بالظلم فيرتب عليهم عقابه
41. ( ولمن انتصر بعد ظلمه ) ظلم الظالم إياه ( فأولئك ما عليهم من سبيل ) مؤاخذة
42. ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون ) يعملون ( في الأرض بغير الحق ) بالمعاصي ( أولئك لهم عذاب أليم ) مؤلم
43. ( ولمن صبر ) فبم ينتصر ( وغفر ) تجاوز ( إن ذلك ) الصبر والتجاوز ( لمن عزم الأمور ) معزوماتها بمعنى المطلوبات شرعا
44. ( ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده ) أحد يلي هدايته بعد إضلال الله إياه ( وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد ) إلى الدنيا ( من سبيل ) طريق
45. ( وتراهم يعرضون عليها ) النار ( خاشعين ) خائفين متواضعين ( من الذل ينظرون ) اليها ( من طرف خفي ) ضعيف النظر مسار رقة ومن ابتدائية أو بمعنى الباء ( وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) بتخليدهم في النار وعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا والموصول خبر إن ( ألا إن الظالمين ) الكافرين ( في عذاب مقيم ) دائم هو من مقول الله تعالى
46. ( وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ) أي غيره يدفع عذابه عنهم ( ومن يضلل الله فما له من سبيل ) طريق إلى الحق في الدنيا وإلى الجنة في الآخرة
47. ( استجيبوا لربكم ) أجيبوه بالتوحيد والعبادة ( من قبل أن يأتي يوم ) هو يوم القيامة ( لا مرد له من الله ) أي أنه إذا أتى به لا يرده ( ما لكم من ملجأ ) تلجئون إليه ( يومئذ وما لكم من نكير ) إنكار لذنوبكم
48. ( فإن أعرضوا ) عن الاجابة ( فما أرسلناك عليهم حفيظا ) تحفظ أعمالهم بأن توافق المطلوب منهم ( إن ) ما ( عليك إلا البلاغ ) وهذا قبل الأمر بالجهاد ( وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة ) نعمة كالغنى والصحة ( فرح بها وإن تصبهم ) الضمير للإنسان باعتبار الجنس ( سيئة ) بلاء ( بما قدمت أيديهم ) أي قدموه وعبر بالأيدي لأن أكثر الأفعال تزاول بها ( فإن الإنسان كفور ) للنعمة
49. ( لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء ) من الأولاد ( إناثا ويهب لمن يشاء الذكور )
50. ( أو يزوجهم ) يجعلهم ( ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما ) فلا يلد ولا يولد له ( إنه عليم ) بما يخلق ( قدير ) على ما يشاء
51. ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا ) أن يوحي إليه ( وحيا ) في المنام أو بالهام ( أو ) إلا ( من وراء حجاب ) بأن يسمعه كلامه ولا يراه كما وقع لموسى عليه السلام ( أو ) إلا أن ( يرسل رسولا ) ملكا كجبريل ( فيوحي ) الرسول إلى المرسل إليه أي يكلمه ( بإذنه ) أي الله ( ما يشاء ) الله ( إنه علي ) عن صفات المحدثين ( حكيم ) في صنعه
52. ( وكذلك ) مثل إيحائنا إلى غيرك من الرسل ( أوحينا إليك ) يا محمد ( روحا ) هو القرآن به تحيا القلوب ( من أمرنا ) الذي نوحيه إليك ( ما كنت تدري ) تعرف قبل الوحي إليك ( ما الكتاب ) القرآن ( ولا الإيمان ) أي شرائعه ومعالمه والنفي معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين ( ولكن جعلناه ) الروح أو الكتاب ( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي) تدعو بالوحي إليك ( إلى صراط ) طريق ( مستقيم ) دين الإسلام
53. ( صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( ألا إلى الله تصير الأمور ) ترجع
43. سورة الزخرف
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( والكتاب ) القرآن ( المبين ) المظهر طريق الهدى وما يحتاج إليه من الشريعة
3. ( إنا جعلناه ) أوجدنا الكتاب ( قرآنا عربيا ) بلغة العرب ( لعلكم ) يا أهل مكة ( تعقلون ) تفهمون معانيه
4. ( وإنه ) مثبت ( في أم الكتاب ) أصل الكتب أي اللوح المحفوظ ( لدينا ) بدل عندنا ( لعلي ) على الكتب قبله (حكيم ) ذو حكمة بالغة
5. ( أفنضرب ) نمسك ( عنكم الذكر ) القرآن ( صفحا ) إمساكا فلا تؤمرون ولا تنهون لأجل ( أن كنتم قوما مسرفين ) مشركين لا
6. ( وكم أرسلنا من نبي في الأولين )
7. ( وما ) كان ( يأتيهم ) أتاهم ( من نبي إلا كانوا به يستهزئون ) كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم
8. ( فأهلكنا أشد منهم ) من قومك ( بطشا ) قوة ( ومضى ) سبق في آيات ( مثل الأولين ) صفتهم في الاهلاك فعاقبه قومك كذلك
9. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن ) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو الضمير لالتقاء الساكنين ( خلقهن العزيز العليم ) آخر جوابهم الله ذو العزة والعلم
10. ( الذي جعل لكم الأرض مهدا ) فرشا كالمهد للصبي ( وجعل لكم فيها سبلا ) طرقا ( لعلكم تهتدون ) إلى مقاصدكم في أسفاركم
11. ( والذي نزل من السماء ماء بقدر ) بقدر حاجتكم إليه ولم ينزله طوفانا ( فأنشرنا ) أحيينا ( به بلدة ميتا كذلك ) مثل هذا الاحياء ( تخرجون ) من قبوركم أحياء
12. ( والذي خلق الأزواج ) الأصناف ( كلها وجعل لكم من الفلك ) السفن ( والأنعام ) كالإبل ( ما تركبون ) حذف العائد اختصارا وهو مجرور في الأول أي فيه منصوب في الثاني
13. ( لتستووا ) لتستقروا ( على ظهوره ) ذكر الضمير وجمع الظهر نظرا للفظ ما ومعناها ( ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) مطيقين
14. ( وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) لمنصرفون
15. ( وجعلوا له من عباده جزء ) حيث قالوا الملائكة بنات الله لأن الولد جزء من الوالد والملائكة من عباد الله تعالى ( إن الإنسان ) لقائل ما تقدم ( لكفور مبين ) بين ظاهر الكفر
16. ( أم ) بمعنى همزة الانكار والقول مقدر أي أتقولون ( اتخذ مما يخلق بنات ) لنفسه ( وأصفاكم ) خصكم ( بالبنين ) اللازم من قولكم السابق فهو من جملة المنكر
17. ( وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ) جعل له شبها بنسبة البنات إليه لأن الولد يشبه الولد المعنى إذا اخبر أحدهم بالبنت تولد له ( ظل ) صار ( وجهه مسودا ) متغير تغير مغتم ( وهو كظيم ) ممتلئ غما فكيف ينسب البنات إليه تعالى عن ذلك
18. ( أومن ) همزة الانكار وواو العطف بجملة أي يجعلون لله ( ينشأ في الحلية وهو ) الزينة ( في الخصام غير مبين وجعلوا ) مظهر الحجة لضعفه عنها بالانوثة
19. ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا ) أحضروا ( خلقهم ستكتب شهادتهم ) بأنهم إناث ( ويسألون ) عنها في الآخرة فيرتب عيها العقاب
20. ( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ) أي الملائكة فعبادتنا إياهم بمشيئته فهو راض بها قال تعالى ( ما لهم بذلك ) المقول من الرضا بعبادتها ( من علم إن ) ما ( هم إلا يخرصون ) يكذبون فيه فيترتب عليهم العقاب به
21. ( أم آتيناهم كتابا من قبله ) أي القرآن بعبادة غير الله ( فهم به مستمسكون ) أي لم يقع ذلك
22. ( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة ) ملة ( وإنا ) ماشون ( على آثارهم مهتدون ) بهم وكانوا يعبدون غير الله
23. ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها ) منعموها مثل قول قومك ( إنا وجدنا آباءنا على أمة ) ملة ( وإنا على آثارهم مقتدون ) متبعون
24. ( قال ) لهم أتتبعون ذلك ( أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به ) أنت ومن قبلك (كافرون )
25. ( فانتقمنا منهم ) أي المكذبين للرسل قبلك ( فانظر كيف كان عاقبة المكذبين )
26. واذكر ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء ) بريء ( مما تعبدون )
27. ( إلا الذي فطرني ) خلقني ( فإنه سيهدين ) يرشدني إليه
28. ( وجعلها ) أي كلمة التوحيد المفهومة من قوله إني ذاهب إلى ربي سيهدين ( كلمة باقية في عقبه ) ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله ( لعلهم ) أهل مكة ( يرجعون ) عما هم عليه إلى دين إبراهيم أبيهم
29. ( بل متعت هؤلاء ) المشركين ( وآباءهم ) ولم أعاجلهم العقوبة ( حتى جاءهم الحق ) القرآن ( ورسول مبين ) مظهر لهم الأحكام الشرعية وهومحمد صلى الله عليه وسلم
30. ( ولما جاءهم الحق ) القرآن ( قالوا هذا سحر وإنا به كافرون )
31. ( وقالوا لولا ) هلا ( نزل هذا القرآن على رجل من ) أهل ( القريتين ) من أية منهما ( عظيم ) أي الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف
32. ( أهم يقسمون رحمة ربك ) النبوة ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ) فجعلنا بعضهم غنيا وبعضهم فقيرا ( ورفعنا بعضهم ) بالغنى ( فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم ) الغني ( بعضا ) الفقير ( سخريا ) مسخرا في العمل له بالاجرة والياء للنسب وقرىء بكسر السين ( ورحمة ربك ) أي الجنة ( خير مما يجمعون ) في الدنيا
33. ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ) على الكفر ( لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم ) بدل من لمن ( سقفا ) بفتح السين وسكون القاف وبضمها جمعا ( من فضة ومعارج ) كالدرج من فضة ( عليها يظهرون ) يعلون إلى السطح
34. ( ولبيوتهم أبوابا ) من فضة وجعلنا لهم ( وسررا ) من فضة جمع سرير ( عليها يتكئون )
35. ( وزخرفا ) ذهبا لمعنى لولا خوف الكفر على المؤمنين من إعطاء الكافر ما ذكر لأعطيناه ذلك لقلة خطر الدنيا عندنا وعدم حظه في الآخرة في النعيم ( وإن ) مخففة من الثقيلة ( كل ذلك لما ) بالتخفيف فما زائدة بالتشديد بمعنى إلا فإن نافية ( متاع الحياة الدنيا ) ينمنع به فيها ثم يزول ( والآخرة ) الجنة ( عند ربك للمتقين )
36. ( ومن يعش ) يعرض ( عن ذكر الرحمن ) أي القرآن ( نقيض ) نسبب ( له شيطانا فهو له قرين ) لا يفارقه
37. ( وإنهم ) أي الشياطين ( ليصدونهم ) أي العاشين ( عن السبيل ) أي طريق الهدى ( ويحسبون أنهم مهتدون ) في الجمع رعاية معنى من
38. ( حتى إذا جاءنا ) العاشي بقرينه يوم القيامة ( قال ) له ( يا ) للتنبيه ( ليت بيني وبينك بعد المشرقين ) أي مثل بعد ما بين المشرق والمغرب ( فبئس القرين ) أنت لي
39. ( ولن ينفعكم ) أي العاشين تمنيتكم وندمكم ( اليوم إذ ظلمتم ) أي تبين لكم ظلمكم بالإشراك في الدنيا وإذ بدل من اليوم ( أنكم ) مع قرنائكم بتقدير لام العلة ( في العذاب مشتركون ) لعدم النفع
40. ( أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين ) بين أي فهم لا يؤمنون
41. ( فإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ( نذهبن بك ) بأن نميتك قبل تعذيبهم ( فإنا منهم منتقمون ) في الآخرة
42. ( أو نرينك ) في حياتك ( الذي وعدناهم ) به من العذاب ( فإنا عليهم ) على عذابهم ( مقتدرون ) قادرون
43. ( فاستمسك بالذي أوحي إليك ) أي القرآن ( إنك على صراط ) طريق ( مستقيم )
44. ( وإنه لذكر ) لشرف ( لك ولقومك ) لنزوله بلغتهم ( وسوف تسألون ) عن القيام بحقه
45. ( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن ) غيره ( آلهة يعبدون ) قيل هو على ظاهره بأن جمع له الرسل ليلة الاسراء وقيل المراد امم من أي أهل الكتابين ولم يسأل على واحد من القولين لأن المراد من الأمر بالسؤال التقرير لمشركي قريش أنه لم يأت رسول من الله ولا كتاب بعبادة غير الله
46. ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه ) القبط ( فقال إني رسول رب العالمين )
47. ( فلما جاءهم بآياتنا ) الدالة على رسالته ( إذا هم منها يضحكون )
48. ( وما نريهم من آية ) من آيات العذاب كالطوفان وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام والجراد ( إلا هي أكبر من أختها ) قرينتها التي قبلها ( وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ) عن الكفر
49. ( وقالوا ) لموسى لما رأوا العذاب ( يا أيها الساحر ) أي العالم الكامل لأن السحر عندهم علم عظيم ( ادع لنا ربك بما عهد عندك ) من كشف العذاب عنا إن آمنا ( إننا لمهتدون ) أي مؤمنون
50. ( فلما كشفنا ) بدعاء موسى ( عنهم العذاب إذا هم ينكثون ) ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم
51. ( ونادى فرعون ) افتخارا ( في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار ) من النيل ( تجري من تحتي ) تحت قصوري ( أفلا تبصرون ) عظمتي
52. ( أم ) تبصرون وحينئذ ( أنا خير من هذا ) موسى ( الذي هو مهين ) ضعيف حقير ( ولا يكاد يبين ) يظهر كلامه للثغته بالجمرة التي تناولها في صغره
53. ( فلولا ) هلا ( ألقي عليه ) إن كان صادقا ( أسورة من ذهب ) جمع أسورة كأغربة جمع سوار كعادتهم فيمن يسودونه أن يلبسوه أسورة ذهب ويطوقونه طوق ذهب ( أو جاء معه الملائكة مقترنين ) متتابعين يشهدون بصدقه
54. ( فاستخف ) استفز فرعون ( قومه فأطاعوه ) فيما يريد من تكذيب موسى ( إنهم كانوا قوما فاسقين )
55. ( فلما آسفونا ) أغضبونا ( انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين )
56. ( فجعلناهم سلفا ) جمع سالف كخادم وخدم أي سابقين عبرة ( ومثلا للآخرين ) بعدهم يتمثلون بحالهم فلا يقدمون على مثل أفعالهم
57. ( ولما ضرب ) جعل ( ابن مريم مثلا ) حين نزل قوله تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم فقال المشركون رضينا أن تكون آلهتنا مع عيسى لأنه عبد من دون الله ( إذا قومك ) المشركون ( منه ) من المثل ( يصدون ) يضحكون فرحا بما سمعوا
58. ( وقالوا أآلهتنا خير أم هو ) أي عيسى فنرضى أن تكون آلهتنا معه ( ما ضربوه ) المثل ( لك إلا جدلا ) خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فلا يتناول عيسى عليه السلام ( بل هم قوم خصمون ) شديدو الخصومة
59. ( إن ) ما ( هو ) عيسى ( إلا عبد أنعمنا عليه ) بالنبوة ( وجعلناه ) بوجوده من غير أب ( مثلا لبني إسرائيل ) أي كالمثل لغرابته يستدل بها على قدرة الله تعالى على ما يشاء
60. ( ولو نشاء لجعلنا منكم ) بدلكم ( ملائكة في الأرض يخلفون ) بأن نهلككم
61. ( وإنه ) عيسى ( لعلم للساعة ) تعلم بنزوله ( فلا تمترن بها ) تشكن فيها حذف فيها نون الرفع للجزم وواو الضمير لالتقاء الساكنين وقل لهم ( واتبعون ) على التوحيد ( هذا ) الذي آمركم به ( صراط ) طريق ( مستقيم )
62. ( ولا يصدنكم ) يصرفكم عن دين الله ( الشيطان إنه لكم عدو مبين ) بين العداوة
63. ( ولما جاء عيسى بالبينات ) بالمعجزات والشرائع ( قال قد جئتكم بالحكمة ) بالنبوة وشرائع الانجيل ( ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه ) من أحكام التوراة من أمر الدين وغيره فبين لهم أمر الدين ( فاتقوا الله وأطيعون )
64. ( إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط ) طريق ( مستقيم )
65. ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) في عيسى أهو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة ( فويل ) كلمة عذاب ( للذين ظلموا ) كفروا بما قالوه في عيسى ( من عذاب يوم أليم ) مؤلم
66. ( هل ينظرون ) كفار مكة أي ما ينتظرون ( إلا الساعة أن تأتيهم ) بدل من الساعة ( بغتة ) فجأة ( وهم لا يشعرون ) بوقت مجيئها قبله
67. ( الأخلاء ) على المعصية في الدنيا ( يومئذ ) يوم القيامة متعلق بقوله ( بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) المتحابين في الله على طاعته فإنهم اصدقاء
68. ( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون )
69. ( الذين آمنوا ) نعت لعبادي ( بآياتنا ) القرآن ( وكانوا مسلمين )
70. ( ادخلوا الجنة أنتم ) مبتدأ ( وأزواجكم ) زوجاتكم ( تحبرون ) تسرون وتكرمون خبر المبتدأ
71. ( يطاف عليهم بصحاف ) بقصاع ( من ذهب وأكواب ) جمع كوب وهو إناء لا عروة له ليشرب الشارب من حيث شاء (وفيها ما تشتهيه الأنفس ) تلذذا ( وتلذ الأعين ) نظرا ( وأنتم فيها خالدون )
72. ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )
73. ( لكم فيها فاكهة كثيرة منها ) أي بعضها ( تأكلون ) وكل ما يؤكل يخلف بدله
74. ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون )
75. ( لا يفتر ) يخفف ( عنهم وهم فيه مبلسون ) ساكتون سكوت يأس
76. ( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين )
77. ( ونادوا يا مالك ) هو خازن النار ( ليقض علينا ربك ) ليمتنا ( قال ) بعد ألف سنة ( إنكم ماكثون ) مقيمون في العذاب دائما
78. قال تعالى ( لقد جئناكم ) أي أهل مكة ( بالحق ) على لسان االرسول ( ولكن أكثركم للحق كارهون )
79. ( أم أبرموا ) أي كفار مكة احكموا ( أمرا ) في كيد محمد النبي ( فإنا مبرمون ) محكمون كيدنا في إهلاكهم
80. ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ) ما يسرون إلى غيرهم وما يجهرون به بينهم ( بلى ) نسمع ذلك ( ورسلنا ) الحفظة ( لديهم ) عندهم ( يكتبون ) ذلك
81. ( قل إن كان للرحمن ولد ) فرضا ( فأنا أول العابدين ) للولد لكن ثبت أن لا ولد له تعالى فانتفت عبادته
82. ( سبحان رب السماوات والأرض رب العرش ) الكرسي ( عما يصفون ) يقولون من الكذب بنسبة الولد إليه
83. ( فذرهم يخوضوا ) في باطلهم ( ويلعبوا ) في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) فيه العذاب وهو يوم القيامة
84. ( وهو الذي ) هو ( في السماء إله ) بتحقيق الهمزتين وإسقاط الأولى وتسهيلها كالياء أي معبود ( وفي الأرض إله ) وكل من الظرفين متعلق بما بعده ( وهو الحكيم ) في تدبير خلقه ( العليم ) بمصالحهم
85. ( وتبارك ) تعظم ( الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة ) متى تقوم ( وإليه ترجعون ) بالباء والتاء
86. ( ولا يملك الذين يدعون ) يعبدون أي الكفار ( من دونه ) أي من دون الله ( الشفاعة ) لأحد ( إلا من شهد بالحق ) قال لا إله إلا الله ( وهم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم وهم عيسى وعزيز والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين
87. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) حذف منه نون الرفع وواو الضمير ( فأنى يؤفكون ) يصرفون عن عبادة الله
88. ( وقيله ) أي قول محمد النبي ونصبه بفعله المقدر أي وقال ( يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون )
89. ( فاصفح ) أعرض ( عنهم وقل سلام ) منكم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم ( فسوف يعلمون ) بالياء والتاء تهديد لهم
74. ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون )
75. ( لا يفتر ) يخفف ( عنهم وهم فيه مبلسون ) ساكتون سكوت يأس
76. ( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين )
77. ( ونادوا يا مالك ) هو خازن النار ( ليقض علينا ربك ) ليمتنا ( قال ) بعد ألف سنة ( إنكم ماكثون ) مقيمون في العذاب دائما
78. قال تعالى ( لقد جئناكم ) أي أهل مكة ( بالحق ) على لسان االرسول ( ولكن أكثركم للحق كارهون )
79. ( أم أبرموا ) أي كفار مكة احكموا ( أمرا ) في كيد محمد النبي ( فإنا مبرمون ) محكمون كيدنا في إهلاكهم
80. ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ) ما يسرون إلى غيرهم وما يجهرون به بينهم ( بلى ) نسمع ذلك ( ورسلنا ) الحفظة ( لديهم ) عندهم ( يكتبون ) ذلك
81. ( قل إن كان للرحمن ولد ) فرضا ( فأنا أول العابدين ) للولد لكن ثبت أن لا ولد له تعالى فانتفت عبادته
82. ( سبحان رب السماوات والأرض رب العرش ) الكرسي ( عما يصفون ) يقولون من الكذب بنسبة الولد إليه
83. ( فذرهم يخوضوا ) في باطلهم ( ويلعبوا ) في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) فيه العذاب وهو يوم القيامة
84. ( وهو الذي ) هو ( في السماء إله ) بتحقيق الهمزتين وإسقاط الأولى وتسهيلها كالياء أي معبود ( وفي الأرض إله ) وكل من الظرفين متعلق بما بعده ( وهو الحكيم ) في تدبير خلقه ( العليم ) بمصالحهم
85. ( وتبارك ) تعظم ( الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة ) متى تقوم ( وإليه ترجعون ) بالباء والتاء
86. ( ولا يملك الذين يدعون ) يعبدون أي الكفار ( من دونه ) أي من دون الله ( الشفاعة ) لأحد ( إلا من شهد بالحق ) قال لا إله إلا الله ( وهم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم وهم عيسى وعزيز والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين
87. ( ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) حذف منه نون الرفع وواو الضمير ( فأنى يؤفكون ) يصرفون عن عبادة الله
88. ( وقيله ) أي قول محمد النبي ونصبه بفعله المقدر أي وقال ( يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون )
89. ( فاصفح ) أعرض ( عنهم وقل سلام ) منكم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم ( فسوف يعلمون ) بالياء والتاء تهديد لهم
19. ( وأن لا تعلوا ) تتجبروا ( على الله ) بترك طاعته ( إني آتيكم بسلطان ) برهان ( مبين ) بين على رسالتي فتوعدوه بالرجم
20. فقال ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) بالحجارة
21. ( وإن لم تؤمنوا لي ) تصدقوني ( فاعتزلون ) فاتركوا أذاي فلم يتركوه
22. ( فدعا ربه أن ) أي بأن ( هؤلاء قوم مجرمون ) مشركون
23. فقال تعالى ( فأسر ) بقطع الهمزة ووصلها ( بعبادي ) بني إسرائيل ( ليلا إنكم متبعون ) يتبعكم فرعون وقومه
24. ( واترك البحر ) إذا قطعته أنت وأصحابك ( رهوا ) ساكنا منفرجا حتى يدخله القبط ( إنهم جند مغرقون ) فاطمأن بذلك فاغرقوا
25. ( كم تركوا من جنات ) بساتين ( وعيون ) تجري
26. ( وزروع ومقام كريم ) مجلس حسن
27. ( ونعمة ) متعة ( كانوا فيها فاكهين ) ناعمين
28. ( كذلك ) خبر مبتدأ أي الأمر ( وأورثناها ) أي أموالهم ( قوما آخرين ) أي بني إسرائيل
29. ( فما بكت عليهم السماء والأرض ) بخلاف المؤمنين يبكي عليهم بموتهم مصلاهم من الأرض ومصعد عملهم من السماء ( وما كانوا منظرين ) مؤخرين للتوبة
30. ( ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ) قتل الأبناء واستخدام النساء
31. ( من فرعون ) قيل بدل من العذاب بتقدير مضاف أي عذاب وقيل حال من العذاب ( إنه كان عاليا من المسرفين )
32. ( ولقد اخترناهم ) أي بني إسرائيل ( على علم ) منا بحالهم ( على العالمين ) أي عالمي زمانهم أي العقلاء
33. ( وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ) نعمة ظاهرة من فلق البحر والمن والسلوى وغيرها
34. ( إن هؤلاء ) أي كفار مكة ( ليقولون )
35. ( إن هي ) ما الموتة التي بعدها الحياة ( إلا موتتنا الأولى ) أي وهم نطف ( وما نحن بمنشرين ) بمبعوثين أحياء بعد الثانية
36. ( فأتوا بآبائنا ) أحياء ( إن كنتم صادقين ) أنا نبعث بعد موتنا أي نحيا
37. قال تعالى ( أهم خير أم قوم تبع ) هو نبي أو رجل صالح ( والذين من قبلهم ) من الأمم ( أهلكناهم ) بكفرهم والمعنى ليسوا أقوى منهم وأهلكوا ( إنهم كانوا مجرمين )
38. ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ) بخلق ذلك الحال
39. ( ما خلقناهما ) وما بينهما ( إلا بالحق ) أي محقين في ذلك ليستدل به على قدرتنا ووحدانيتنا وغير ذلك ( ولكن أكثرهم ) أي كفار نمة ( لا يعلمون )
40. ( إن يوم الفصل ) يوم القيامة يفصل الله فيه بين العباد ( ميقاتهم أجمعين ) للعذاب الدائم
41. ( يوم لا يغني مولى عن مولى ) بقرابة أو صداقة أي لا يدفع عنه ( شيئا ) من العذاب ( ولا هم ينصرون ) يمنعون منه ويوم بدل من يوم الفصل
42. ( إلا من رحم الله ) وهم المؤمنون فإنه يشفع بعضهم لبعض بإذن الله ( إنه هو العزيز ) الغالب في انتقامه من الكفار ( الرحيم ) بالمؤمنين
43. ( إن شجرة الزقوم ) هي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله تعالى في الجحيم
44. ( طعام الأثيم ) أبي جهل وأصحابه ذوي الإثم الكبير
45. ( كالمهل ) أي كدردي الزيت الاسود خبر ثان ( يغلي في البطون ) بالفوقانية خبر ثالث وبالتحتانية حال من المهل
46. ( كغلي الحميم ) الماء الشديد الحرارة
47. ( خذوه ) يقال للزبانية خذوا الأثيم ( فاعتلوه ) بكسر التاء وضمها جروه بغلظة وشدة ( إلى سواء الجحيم ) وسط النار
48. ( ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ) أي من الحميم الذي لا يفارقه العذاب فهو أبلغ مما في آية يصب من فوق رؤوسهم
49. ويقال له ( ذق ) أي العذاب ( إنك أنت العزيز الكريم ) بزعمك وقولك ما بين جبليها أعز وأكرم مني
50. ويقال لهم ( إن هذا ) الذي ترون من العذاب ( ما كنتم به تمترون ) فيه تشكون
51. ( إن المتقين في مقام ) مجلس ( أمين ) يؤمن فيه من الخوف
52. ( في جنات ) بساتين ( وعيون )
53. ( يلبسون من سندس وإستبرق ) أي مارق من الديباج وما غلظ منه ( متقابلين ) حال أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الأسرة بهم
54. ( كذلك ) يقدر قبله الأمر ( وزوجناهم ) من التزوج أو قرناهم ( بحور عين ) بنساء بيض واسعات الأعين حسانها
55. ( يدعون ) يطلبون من الخدم ( فيها ) أي الجنة أن يأتوا ( بكل فاكهة ) منها ( آمنين ) من انقطاعها ومضرتها ومن كل مخوف حال
56. ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ) أي التي في الدنيا بعد حياتهم فيها قال بعضهم الا بمعنى بعد ( ووقاهم عذاب الجحيم )
57. ( فضلا ) مصدر بمعنى تفضلا منصوب تفضل مقدرا ( من ربك ذلك هو الفوز العظيم )
58. ( فإنما يسرناه ) أي سهلنا القرآن ( بلسانك ) بلغتك لتفهمه العرب منك ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون فيؤمنون بك لكنهم لا يؤمنون
59. ( فارتقب ) انتظر هلاكهم ( إنهم مرتقبون ) هلاكك وهذا قبل نزول الأمر بجهادهم
44. سورة الدخان
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( والكتاب ) القرآن ( المبين ) المظهر الحلال من الحرام
3. ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) هي ليلة القدر أو ليلة النصف من شعبان نزل فيها من أم الكتاب من السماء السابعة إلى سماء الدنيا ( إنا كنا منذرين ) مخوفين به
4. ( فيها ) أي في لبلة القدر أو ليلة النصف من شعبان ( يفرق ) يفصل ( كل أمر حكيم ) محكم من الأرزاق والآجال وغيرها التي تكون في السنة إلى مثل تلك الليلة
5. ( أمرا ) فرقا ( من عندنا إنا كنا مرسلين ) الرسل محمد ومن قبله
6. ( رحمة ) رأفة بالمرسل إليهم ( من ربك إنه هو السميع ) لأقوالهم ( العليم ) بأفعالهم
7. ( رب السماوات والأرض وما بينهما ) برفع رب خبر ثالث وبحره بدل من ربك ( إن كنتم ) يا أهل مكة ( موقنين ) بأنه تعالى رب السموات والأرض فأيقنوا بأن محمد رسوله
8. ( لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين )
9. ( بل هم في شك ) من البعث ( يلعبون ) استهزاء بك يا محمد فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف
10. ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) فأجدبت الأرض واشتد بهم الجوع إلى أن رأوا من شدله كهيئة الدخان بين السماء والأرض
11. ( يغشى الناس ) فقالوا ( هذا عذاب أليم )
12. ( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ) مصدقون نبيك
13. ( أنى لهم الذكرى ) أي لا ينفعهم الإيمان عند نزول العذاب ( وقد جاءهم رسول مبين ) بين الرسالة
14. ( ثم تولوا عنه وقالوا معلم ) أي يعلمه القرآن بشر ( مجنون )
15. ( إنا كاشفوا العذاب ) أي الجوع عنكم زمنا ( قليلا ) فكشف عنهم ( إنكم عائدون ) إلى كفركم فعادوا إليه
16. اذكر ( يوم نبطش البطشة الكبرى ) هو يوم بدر ( إنا منتقمون ) منهم والبطش الأخذ بالقوة
17. ( ولقد فتنا ) بلونا ( قبلهم قوم فرعون ) معه ( وجاءهم رسول ) هو موسى عليه السلام ( كريم ) على الله تعالى
18. ( أن ) أي بأن ( أدوا إلي ) ما أدعوكم إليه من الإيمان أي أظهروا إيمانكم لي يا ( عباد الله إني لكم رسول أمين ) على ما أرسلت به
19. ( وأن لا تعلوا ) تتجبروا ( على الله ) بترك طاعته ( إني آتيكم بسلطان ) برهان ( مبين ) بين على رسالتي فتوعدوه بالرجم
20. فقال ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) بالحجارة
21. ( وإن لم تؤمنوا لي ) تصدقوني ( فاعتزلون ) فاتركوا أذاي فلم يتركوه
22. ( فدعا ربه أن ) أي بأن ( هؤلاء قوم مجرمون ) مشركون
23. فقال تعالى ( فأسر ) بقطع الهمزة ووصلها ( بعبادي ) بني إسرائيل ( ليلا إنكم متبعون ) يتبعكم فرعون وقومه
24. ( واترك البحر ) إذا قطعته أنت وأصحابك ( رهوا ) ساكنا منفرجا حتى يدخله القبط ( إنهم جند مغرقون ) فاطمأن بذلك فاغرقوا
25. ( كم تركوا من جنات ) بساتين ( وعيون ) تجري
26. ( وزروع ومقام كريم ) مجلس حسن
27. ( ونعمة ) متعة ( كانوا فيها فاكهين ) ناعمين
28. ( كذلك ) خبر مبتدأ أي الأمر ( وأورثناها ) أي أموالهم ( قوما آخرين ) أي بني إسرائيل
29. ( فما بكت عليهم السماء والأرض ) بخلاف المؤمنين يبكي عليهم بموتهم مصلاهم من الأرض ومصعد عملهم من السماء ( وما كانوا منظرين ) مؤخرين للتوبة
30. ( ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ) قتل الأبناء واستخدام النساء
31. ( من فرعون ) قيل بدل من العذاب بتقدير مضاف أي عذاب وقيل حال من العذاب ( إنه كان عاليا من المسرفين )
32. ( ولقد اخترناهم ) أي بني إسرائيل ( على علم ) منا بحالهم ( على العالمين ) أي عالمي زمانهم أي العقلاء
33. ( وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ) نعمة ظاهرة من فلق البحر والمن والسلوى وغيرها
34. ( إن هؤلاء ) أي كفار مكة ( ليقولون )
35. ( إن هي ) ما الموتة التي بعدها الحياة ( إلا موتتنا الأولى ) أي وهم نطف ( وما نحن بمنشرين ) بمبعوثين أحياء بعد الثانية
36. ( فأتوا بآبائنا ) أحياء ( إن كنتم صادقين ) أنا نبعث بعد موتنا أي نحيا
37. قال تعالى ( أهم خير أم قوم تبع ) هو نبي أو رجل صالح ( والذين من قبلهم ) من الأمم ( أهلكناهم ) بكفرهم والمعنى ليسوا أقوى منهم وأهلكوا ( إنهم كانوا مجرمين )
38. ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ) بخلق ذلك الحال
39. ( ما خلقناهما ) وما بينهما ( إلا بالحق ) أي محقين في ذلك ليستدل به على قدرتنا ووحدانيتنا وغير ذلك ( ولكن أكثرهم ) أي كفار نمة ( لا يعلمون )
40. ( إن يوم الفصل ) يوم القيامة يفصل الله فيه بين العباد ( ميقاتهم أجمعين ) للعذاب الدائم
41. ( يوم لا يغني مولى عن مولى ) بقرابة أو صداقة أي لا يدفع عنه ( شيئا ) من العذاب ( ولا هم ينصرون ) يمنعون منه ويوم بدل من يوم الفصل
42. ( إلا من رحم الله ) وهم المؤمنون فإنه يشفع بعضهم لبعض بإذن الله ( إنه هو العزيز ) الغالب في انتقامه من الكفار ( الرحيم ) بالمؤمنين
43. ( إن شجرة الزقوم ) هي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله تعالى في الجحيم
44. ( طعام الأثيم ) أبي جهل وأصحابه ذوي الإثم الكبير
45. ( كالمهل ) أي كدردي الزيت الاسود خبر ثان ( يغلي في البطون ) بالفوقانية خبر ثالث وبالتحتانية حال من المهل
46. ( كغلي الحميم ) الماء الشديد الحرارة
47. ( خذوه ) يقال للزبانية خذوا الأثيم ( فاعتلوه ) بكسر التاء وضمها جروه بغلظة وشدة ( إلى سواء الجحيم ) وسط النار
48. ( ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ) أي من الحميم الذي لا يفارقه العذاب فهو أبلغ مما في آية يصب من فوق رؤوسهم
49. ويقال له ( ذق ) أي العذاب ( إنك أنت العزيز الكريم ) بزعمك وقولك ما بين جبليها أعز وأكرم مني
50. ويقال لهم ( إن هذا ) الذي ترون من العذاب ( ما كنتم به تمترون ) فيه تشكون
51. ( إن المتقين في مقام ) مجلس ( أمين ) يؤمن فيه من الخوف
52. ( في جنات ) بساتين ( وعيون )
53. ( يلبسون من سندس وإستبرق ) أي مارق من الديباج وما غلظ منه ( متقابلين ) حال أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الأسرة بهم
54. ( كذلك ) يقدر قبله الأمر ( وزوجناهم ) من التزوج أو قرناهم ( بحور عين ) بنساء بيض واسعات الأعين حسانها
55. ( يدعون ) يطلبون من الخدم ( فيها ) أي الجنة أن يأتوا ( بكل فاكهة ) منها ( آمنين ) من انقطاعها ومضرتها ومن كل مخوف حال
56. ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ) أي التي في الدنيا بعد حياتهم فيها قال بعضهم الا بمعنى بعد ( ووقاهم عذاب الجحيم )
57. ( فضلا ) مصدر بمعنى تفضلا منصوب تفضل مقدرا ( من ربك ذلك هو الفوز العظيم )
58. ( فإنما يسرناه ) أي سهلنا القرآن ( بلسانك ) بلغتك لتفهمه العرب منك ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون فيؤمنون بك لكنهم لا يؤمنون
59. ( فارتقب ) انتظر هلاكهم ( إنهم مرتقبون ) هلاكك وهذا قبل نزول الأمر بجهادهم
45. سورة الجاثية
1. ( حم ) الله أعلم بمراده به
2. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( من الله ) خبره ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
3. ( إن في السماوات والأرض ) أي في خلقهما ( لآيات ) دالة على قدرة الله ووحدانيته تعالى ( للمؤمنين )
4. ( وفي خلقكم ) أي في خلق كل منكم من نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى أن صار إنسانا وخلق ( وما يبث ) يفرق في الأرض ( من دابة ) هي ما يدب على الأرض من الناس وغيرهم ( آيات لقوم يوقنون ) بالبعث
5. وفي ( واختلاف الليل والنهار ) ذهابهما ومجيئهما ( وما أنزل الله من السماء من رزق ) مطر لأنه سبب الرزق ( فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح ) تقليبها مرة جنوبا ومرة شمالا وباردة وحارة ( آيات لقوم يعقلون ) الدليل فيؤمنون
6. ( تلك ) الآيات المذكورة ( آيات الله ) حججه الدالة على وحدانيته ( نتلوها ) نقصها ( عليك بالحق ) متعلق بنتلو ( فبأي حديث بعد الله ) أي حديثه وهو القرآن ( وآياته ) حججه ( يؤمنون ) أي كفار مكة أي لا يؤمنون وفي قراءة بالتاء
7. ( ويل ) كلمة عذاب ( لكل أفاك ) كذاب ( أثيم ) كثير الإثم
8. ( يسمع آيات الله ) القرآن ( تتلى عليه ثم يصر ) على كفره ( مستكبرا ) متكبرا عن الإيمان ( كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم ) مؤلم
9. ( وإذا علم من آياتنا ) أي القرآن ( شيئا اتخذها هزوا ) أي مهزوءا بها ( أولئك ) أي الأفاكون ( لهم عذاب مهين ) ذو إهانة
10. ( من ورائهم ) أي أمامهم لأنهم في الدنيا ( جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا ) من المال والفعال ( شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله ) أي الأصنام ( أولياء ولهم عذاب عظيم )
11. ( هذا ) القرآن ( هدى ) من الضلالة ( والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب ) حظ ( من رجز ) أي عذاب ( أليم ) موجع
12. ( الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك ) السفن ( فيه بأمره ) بإذنه ( ولتبتغوا ) تطلبوا بالتجارة ( من فضله ولعلكم تشكرون )
13. ( وسخر لكم ما في السماوات ) من شمس وقمر ونجوم وماء وغيره ( وما في الأرض ) من دابة وشجر ونبات وأنهار وغيرها أي خلق ذلك لمنافعكم ( جميعا ) تأكيد ( منه ) حال أي سخرها كائنة منه تعالى ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) فيها فيؤمنون
14. ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون ) يخافون ( أيام الله ) وقائعه أي اغفروا للكفار ما وقع منهم من الأذى لكم وهذا قبل الأمر بجهادهم ( ليجزي ) أي الله وفي قراءة بالنون ( قوما بما كانوا يكسبون ) من الغفر للكفار أذاهم
15. ( من عمل صالحا فلنفسه ) عمل ( ومن أساء فعليها ) أساء ( ثم إلى ربكم ترجعون ) تصيرون فيجازي المصلح والمسيء
16. ( ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب ) التوراة ( والحكم ) به بين الناس ( والنبوة ) لموسى وهارون منهم ( ورزقناهم من الطيبات) الحلالات كالمن والسلوى ( وفضلناهم على العالمين ) عالمي زمانهم العقلاء
17. ( وآتيناهم بينات من الأمر ) أمر الدين من الحلال والحرام وبعثة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ( فما اختلفوا ) في بعثته ( إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ) أي لبغي حدث بينهم حسدا له ( إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون )
18. ( ثم جعلناك ) يا محمد ( على شريعة ) طريقة ( من الأمر ) أمر الدين ( فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ) في عبادة غير الله
19. ( إنهم لن يغنوا ) يدفعوا ( عنك من الله ) من عذابه ( شيئا وإن الظالمين ) الكافرين ( بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ) المؤمنين
20. ( هذا ) القرآن ( بصائر للناس ) معالم يتبصرون بها في الأحكام والحدود ( وهدى ورحمة لقوم يوقنون ) بالبعث
21. ( أم ) بمعنى همزة الانكار ( حسب الذين اجترحوا ) اكتسبوا ( السيئات ) الكفر والمعاصي ( أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء ) خبر ( محياهم ومماتهم ) مبتدأ ومعطوف والجملة بدل من الكاف والضميران للكفار المعنى احسبوا أن نجعلهم في الآخرة في خير كالمؤمنين في رغد من العيش مساو لعيشهم في الدنيا حيث قالوا للمؤمنين لئن بعثنا لنعطى من الخير مثل ما تعطون قال تعالى على وفق إنكاره بالهمزة ( ساء ما يحكمون ) أي ليس الأمر كذلك فهم في الآخرة في العذاب على خلاف عيشهم في الدنيا والمؤمنون في الآخرة في الثواب بعملهم الصالحات في الدنيا من الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك وما مصدرية أي بئس حكما حكمهم هذا
22. ( وخلق الله السماوات ) خلق ( والأرض بالحق ) متعلق بخلق ليدل على قدرته ووحدانيته ( ولتجزى كل نفس بما كسبت ) من المعاصي والطاعات فلا يساوي الكافر المؤمن ( وهم لا يظلمون )
23. ( أفرأيت ) أخبرني ( من اتخذ إلهه هواه ) ما يهواه من حجر بعد حجر يراه أحسن ( وأضله الله على علم ) منه تعالى أي عالما بأنه من أهل الضلالة قبل خلقه ( وختم على سمعه وقلبه ) فلم يسمع الهدى ولم يعقله ( وجعل على بصره غشاوة ) ظلمة فلم يبصر الهدى ويقدر هنا المفعول الثاني لرأيت أيهتدي ( فمن يهديه من بعد الله ) أي بعد إضلاله إياه أي لا يهتدي ( أفلا تذكرون ) تتعظون فيه إدغام إحدى التاءين في الذال
24. ( وقالوا ) أي منكروا البعث ( ما هي ) أي الحياة ( إلا حياتنا ) التي في ( الدنيا نموت ونحيا ) أي يموت بعض ويحيا بعض بأن يولدوا ( وما يهلكنا إلا الدهر ) مرور الزمان قال تعالى ( وما لهم بذلك ) المقول ( من علم إن ) ما ( هم إلا يظنون )
25. ( وإذا تتلى عليهم آياتنا ) من القرآن الدالة على قدرتنا على البعث ( بينات ) واضحات حال ( ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا ) أحياء ( إن كنتم صادقين ) أنا نبعث
26. ( قل الله يحييكم ) حين كنتم نطفا ( ثم يميتكم ثم يجمعكم ) أحياء ( إلى يوم القيامة لا ريب ) لا شك ( فيه ولكن أكثر الناس ) وهم القائلون ما ذكر ( لا يعلمون )
27. ( ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة ) يبدل منه ( يومئذ يخسر المبطلون ) الكافرون أي يظهر خسرانهم بأن يصيروا إلى النار
28. ( وترى كل أمة ) أي أهل الدين ( جاثية ) على الركب أو مجتمعة ( كل أمة تدعى إلى كتابها ) كتاب أعمالها ويقال لهم (اليوم تجزون ما كنتم تعملون ) أي جزاءه
29. ( هذا كتابنا ) ديوان الحفظة ( ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ) نثبت ونحفظ ( ما كنتم تعملون )
30. ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ) جنته ( ذلك هو الفوز المبين ) البين الظاهر
31. ( وأما الذين كفروا ) فيقال لهم ( أفلم تكن آياتي ) القرآن ( تتلى عليكم فاستكبرتم ) تكبرتم ( وكنتم قوما مجرمين ) كافرين
32. ( وإذا قيل ) لكم أيها الكفار ( إن وعد الله ) بالبعث ( حق والساعة ) بالرفع والنصب ( لا ريب ) لا شك ( فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن ) ما ( نظن إلا ظنا ) قال المبرد أصله إن نحن إلا نظن ظنا ( وما نحن بمستيقنين ) أنها آتية
33. ( وبدا ) ظهر ( لهم ) في الآخرة ( سيئات ما عملوا ) في الدنيا جزاؤها ( وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي العذاب
34. ( وقيل اليوم ننساكم ) نترككم في النار ( كما نسيتم لقاء يومكم هذا ) أي تركتم العمل للقائه ( ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ) مانعين منه
35. ( ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله ) القرآن ( هزوا وغرتكم الحياة الدنيا ) حتى قلتم لا بعث ولا حساب ( فاليوم لا يخرجون) بالبناء للفاعل وللمفعول ( منها ) النار ( ولا هم يستعتبون ) لا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالتوبة والطاعة لأنها لا تنفع يومئذ
36. ( فلله الحمد ) الوصف بالجميل على وفاء وعده في المكذبين ( رب السماوات ورب الأرض رب العالمين ) خلق ما ذكر والعالم ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه ورب بدل
37. ( وله الكبرياء ) العظمة ( في السماوات والأرض ) حال أي كائنة فيهما ( وهو العزيز الحكيم ) تقدم