تفسير الجلالين للقران الكريم أجزاء.. 20



تفسير الجلالين  للقران الكريم أجزاء.. 20


الجزء العشرون

56. ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط ) أهله ( من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) من أدبار الرجال
57. ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها ) جعلناها بتقديرنا ( من الغابرين ) الباقين في العذاب
58. ( وأمطرنا عليهم مطرا ) هو حجارة السجيل فأهلكتهم ( فساء ) بئس ( مطر المنذرين ) بالعذاب مطرهم
59. ( قل ) يا محمد ( الحمد لله ) على هلاك الكفار من الأمم الخالية ( وسلام على عباده الذين اصطفى ) هم ( آلله ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( خير ) لمن يعبده ( أما يشركون ) بالتاء والياء أي أهل مكة به الآلهة خير لعابديها
60. ( أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا ) فيه التفات من الغيبة إلى التكلم ( به حدائق ) جمع حديقة وهو البستان المحوط ( ذات بهجة ) حسن ( ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ) لعدم قدرتكم عليه ( أإله ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في مواضعه السبعة ( مع الله ) أعانه على ذلك أي ليس معه إله ( بل هم قوم يعدلون ) يشركون بالله غيره
61. ( أم من جعل الأرض قرارا ) لا تميد بأهلها ( وجعل خلالها ) فيما بينها ( أنهارا وجعل لها رواسي ) جبالا أثبت بها الأرض (وجعل بين البحرين حاجزا ) بين العذب والملح لا يختلط أحدهما بالآخر ( أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ) توحيده
62. ( أم من يجيب المضطر ) المكروب الذي مسه الضر ( إذا دعاه ويكشف السوء ) عنه وعن غيره ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) الإضافة بمعنى في أي يخلف كن قرن القرن الذي قبله ( أإله مع الله قليلا ما تذكرون ) تتعظون بالفوقانية والتحتانية وفيه إدغام التاء في الذال وما زائدة لتقليل القليل
63. ( أم من يهديكم ) يرشدكم إلى مقاصدكم ( في ظلمات البر والبحر ) بالنجوم ليلا وبعلامات الأرض نهارا ( ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ) قدام المطر ( أإله مع الله تعالى الله عما يشركون ) به غيره
64. ( أم من يبدأ الخلق ) في الأرحام من نطفة ( ثم يعيده ) بعد الموت وإن لم تعترفوا بالإعادة لقيام البراهين عليها ( ومن يرزقكم من السماء ) بالمطر ( والأرض ) بالنبات ( أإله مع الله ) أي لا يفعل شيئا مما ذكر إلا الله ولا إله معه ( قل ) يا محمد (هاتوا برهانكم ) حجتكم ( إن كنتم صادقين ) أن معي إلها فعل شيئا مما ذكر وسألوه عن وقت قيام الساعة فنزل
65. ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض ) من الملائكة والناس ( الغيب ) ما غاب عنهم ( إلا ) لكن ( الله ) يعلمه ( وما يشعرون ) كفار مكة كغيرهم ( أيان ) وقت ( يبعثون )
66. ( بل ) بمعنى هل ( ادارك ) وزن أكرم وفي قراءة أخرى ادارك بتشديد الدال وأصله تدارك أبدلت التاء دالا وأدغمت في الدال واجتلبت همزة الوصل أي بلغ ولحق أو تتابع وتلاحق ( علمهم في الآخرة ) بها حتى سألوا عن وقت مجيئها ليس الأمر كذلك (بل هم في شك منها بل هم منها عمون ) من عمى القلب وهو أبلغ مما قبله والأصل عميون استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الميم بعد حذف كسرتها
67. ( وقال الذين كفروا ) أيضا في إنكار البعث ( أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ) من القبور
68. ( لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن ) ما ( هذا إلا أساطير الأولين ) جمع أسطورة بالضم ما سطر من الكذب
69. ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ) بإنكاره وهي هلاكهم بالعذاب
70. ( ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ) تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أي لا تهتم بمكرهم عليك فإنا ناصروك عليهم
71. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالعذاب ( إن كنتم صادقين ) فيه
72. ( قل عسى أن يكون ردف ) قرب ( لكم بعض الذي تستعجلون ) فحصل لهم القتل ببدر وباقي العذاب يأتيهم بعد الموت
73. ( وإن ربك لذو فضل على الناس ) ومنه تأخير العذاب عن الكفار ( ولكن أكثرهم لا يشكرون ) فالكفار لا يشكرون تأخير العذاب لانكارهم وقوعه
74. ( وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم ) تخفيه ( وما يعلنون ) بألسنتهم
75. ( وما من غائبة في السماء والأرض ) الهاء للمبالغة أي شيء في غاية الخفاء على الناس ( إلا في كتاب مبين ) بين هو اللوح المحفوظ ومكنون علمه تعالى ومنه تعذيب الكفار
76. ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل ) الموجودين في زمان نبينا ( أكثر الذي هم فيه يختلفون ) أي ببيان ما ذكر على وجهه الرافع للاختلاف بينهم لو أخذوا به وأسلموا
77. ( وإنه لهدى ) من الضلالة ( ورحمة للمؤمنين ) من العذاب
78. ( إن ربك يقضي بينهم ) كغيرهم يوم القيامة ( بحكمه ) أي عدله ( وهو العزيز ) الغالب ( العليم ) بما يحكم به فلا يمكن أحدا مخالفته كما خالف الكفار في الدنيا أنبياءه
79. ( فتوكل على الله ) ثق به ( إنك على الحق المبين ) الدين البين فالعاقبة لك بالنصر على الكفار ثم ضرب أمثالا لهم بالموتى وبالصم وبالعمي
80. ( إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء ( ولوا مدبرين )
81. ( وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن ) ما ( تسمع ) سماع إفهام وقبول ( إلا من يؤمن بآياتنا ) القرآن ( فهم مسلمون ) مخلصةن بتوحيد الله
82. ( وإذا وقع القول عليهم ) حق العذاب أن ينزل بهم في جملة الكفار ( أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) تكلم الموجودين حين خروجها بالعربية تقول لهم من جملة كلامها عنا ( أن الناس ) كفار مكة وعلى قراءة فتح همزة إن نقدر الباء بعد تكلمهم ( كانوا بآياتنا لا يوقنون ) لا يؤمنون بالقرآن المشتمل على البعث والحساب والعقاب وبخروجها ينقطع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يؤمن كافر كما أوحى الله إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن
83. واذكر ( ويوم نحشر من كل أمة فوجا ) جماعة ( ممن يكذب بآياتنا ) وهم رؤساؤهم المتبعون ( فهم يوزعون ) يجمعون برد آخرهم إلى أولهم ثم يساقون
84. ( حتى إذا جاؤوا ) مكان الحساب ( قال ) تعالى لهم ( أكذبتم ) أنبيائي ( بآياتي ولم تحيطوا ) من جهة تكذيبكم ( بها علما أم ) فيه إدغام ما الاستفهامية ( ماذا ) موصول أي ما الذي ( كنتم تعملون ) مما أمرتم به
85. ( ووقع القول ) حق العذاب ( عليهم بما ظلموا ) أشركوا ( فهم لا ينطقون ) إذ لا حجة لهم
86. ( ألم يروا أنا جعلنا ) خلقنا ( الليل ليسكنوا فيه ) كغيرهم ( والنهار مبصرا ) بمعنى يبصر فيه ليتصرفوا فيه ( إن في ذلك لآيات ) دلالات على قدرته تعالى ( لقوم يؤمنون ) خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكافرين
87. ( ويوم ينفخ في الصور ) القرن النفخة الأولى من إسرافيل ( ففزع من في السماوات ومن في الأرض ) خافوا الخوف المفضي إلى الموت كما في آية أخرى فصعق والتعبير فيه بالماضي لتحقق وقوعه ( إلا من شاء الله ) جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وعن ابن عباس هم الشهداء إذ هم أحياء عند ربهم يرزقون ( وكل ) تنويه عوض عن المضاف إليه وكلهم بعد إحيائهم يوم القيامة ( أتوه ) بصيغة الفعل واسم الفاعل ( داخرين ) صاغرين والتعبير في الاتيان بالماضي لتحقيق وقوعه
88. ( وترى الجبال ) تبصرها وقت النفخة ( تحسبها ) تظنها ( جامدة ) واقفة مكانها لعظمها ( وهي تمر مر السحاب ) المطر إذا ضربته الريح تسير سيره حتى تقع على الأرض فتستوي بها مبثوثة ثم تصير كالعهن ثم تصير هباء منثورا ( صنع الله ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله صنع الله ذلك صنعا ( الذي أتقن ) أحكم ( كل شيء ) صنعه ( إنه خبير بما تفعلون ) بالياء والتاء أي أعداؤه من المعصية وأولياؤه من الطاعة
89. ( من جاء بالحسنة ) لا إله إلآ الله يوم القيامة ( فله خير ) وثواب ( منها ) بسببها وليس للتفضيل إذ لا فعل خير منها وفي آية أخرى عشر أمثالها ( وهم ) اللاجئون بها ( من فزع يومئذ ) بالإضافة وكسر الميم وفتحها وفزع منونا وفتح الميم ( آمنون)
90. ( ومن جاء بالسيئة ) الشرك ( فكبت وجوههم في النار ) بأن وليتها وذكرت الوجوه لأنها موضع الشرف من الحواس فغيرها من باب أولى لهم تبكيتا ( هل ) ما ( تجزون إلا ) جزاء ( ما كنتم تعملون ) من الشرك والمعاصي قل لهم
91. ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة ) مكة ( الذي حرمها ) جعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم الإنسان ولا يظلم فيها أحد ولا يصادد صيدها ولا يختلى خلاها وذلك من النعم على قريش أهلها في رفع الله عن بلدهم العذاب والفتن الشائعة في جميع بلاد العرب ( وله ) تعالى ( كل شيء ) فهو ربه وخالقه ومالكه ( وأمرت أن أكون من المسلمين ) لله بتوحيده
92. ( وأن أتلو القرآن ) عليكم تلاوة الدعوى إلى الإيمان ( فمن اهتدى ) له ( فإنما يهتدي لنفسه ) لأجلها فإن ثواب اهتدائه له ( ومن ضل ) عن الإيمان وأخطأ طريق الهدى ( فقل ) له ( إنما أنا من المنذرين ) المخوفين فليس علي إلآ التبليغ وهذا قبل الأمر بالقتال
93. ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ) فأراهم الله يوم بدر القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجلهم الله إلى النار ( وما ربك بغافل عما تعملون ) بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم

28. سورة القصص
1. ( طسم ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) الإضافة بمعنى من ( المبين ) المظهر الحق من الباطل
3. ( نتلوا ) نقص ( عليك من نبأ ) خبر ( موسى وفرعون بالحق ) الصدق ( لقوم يؤمنون ) لأجلهم لأنهم المنتفعون به
4. ( إن فرعون علا ) تعظم ( في الأرض ) أرض مصر ( وجعل أهلها شيعا ) فرقا في خدمته ( يستضعف طائفة منهم ) هم بنو إسرائيل ( يذبح أبناءهم ) المولودين ( ويستحيي نساءهم ) يستبقيهن أحياء لقول بعض الكهنة له إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سبب زوال ملكه ( إنه كان من المفسدين ) بالقتل وغيره
5. ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير (ونجعلهم الوارثين ) ملك فرعون
6. ( ونمكن لهم في الأرض ) أرض مصر والشام ( ونري فرعون وهامان وجنودهما ) وفي قراءة ويرى بفتح التحتانية والراء ورفع الأسماء الثلاثة ( منهم ما كانوا يحذرون ) يخافون من المولود الذي يذهب ملكهم على يديه
7. ( وأوحينا ) وحي إلهام أو منام ( إلى أم موسى ) وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته ( أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ) البحر أي النيل ( ولا تخافي ) غرقه ( ولا تحزني ) لفراقه ( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مطلي بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلا
8. ( فالتقطه ) بالتابوت صبيحة الليل ( آل ) أعوان ( فرعون ) فوضعوه بين يديه وفتح وأخرج موسى منه وهو يمص من إبهامه لبنا ( ليكون لهم ) في عاقبة الأمر ( عدوا ) يقتل رجالهم ( وحزنا ) يستعبد نساءهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون الزاي لغتان في المصدر وهو هنا بمعنى اسم الفاعل من حزنه كأحزنه ( إن فرعون وهامان ) وزيره ( وجنودهما كانوا خاطئين ) من الخطيئة أي عاصين فعوقبوا على يديه
9. ( وقالت امرأة فرعون ) وقد هم مع أعوانه بقتله هو ( قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) فأطاعوها ( وهم لا يشعرون ) بعاقبة أمرهمم معه
10. ( وأصبح فؤاد أم موسى ) لما علمت بالتقاطه ( فارغا ) مما سواه ( إن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها ( كادت لتبدي به ) بأنه ابنها ( لولا أن ربطنا على قلبها ) بالصبر أي سكناه ( لتكون من المؤمنين ) المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبله
11. ( وقالت لأخته ) مريم ( قصيه ) اتبعي أثره حتى تعلمي خبره ( فبصرت به ) أبصرته ( عن جنب ) من مكان بعيد اختلاسيا ( وهم لا يشعرون ) أنها اخته وأنها ترقبه
12. ( وحرمنا عليه المراضع من قبل ) قبل رده إلى أمه أي منعناه من قبول ثدي مرضعة غير أمه فلم يقبل ثدي واحدة من المراضع المحضرة له ( فقالت ) اخته ( هل أدلكم على أهل بيت ) لما رأت حنوهم عليه ( يكفلونه لكم ) بالارضاع وغيره ( وهم له ناصحون ) وفسرت ضمير له بالملك جوابا لهم فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طبية اللبن فاذن لها في إرضاعه في بيتها فرجعت به
13. ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ) بلقائه ( ولا تحزن ) حينئذ ( ولتعلم أن وعد الله ) برده إليها ( حق ولكن أكثرهم ) الناس ( لا يعلمون ) بهذا الوعد ولا بأن هذه اخته وهذه أمه فمكث عندها إلى أن فطمته وأجرى عليها اجرتها لكل يوم دينار وأخذتها لأنها مال حر بي فأتت به فرعون فتربى عنده كما قال تعالى حكاية عنه في سورة الشعراء ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين
14. ( ولما بلغ أشده ) وهو ثلاثون سنة أو وثلاث ( واستوى ) بلغ أربعين سنة ( آتيناه حكما ) حكمة ( وعلما ) فقها في الدين قبل أن يبعث نبيا ( وكذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم
15. ( ودخل ) موسى ( المدينة ) مدينة فرعون وهي منف بعد أن غاب عنها مدة ( على حين غفلة من أهلها ) وقت القيلولة (فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته ) إسرائيلي ( وهذا من عدوه ) قبطي يسخر الاسرائيلي ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ) فقال له موسى خل سبيله فقيل إنه قال لموسى لقد هممت أن أحمله عليك ( فوكزه موسى ) ضربه بجمع كفه وكان شديد القوة والبطش ( فقضى عليه ) ولم يمن يقصد قتله ودفنه في الرمل ( قال هذا ) قتله ( من عمل الشيطان ) المهيج غضبي ( إنه عدو ) لابن آدم ( مضل ) له ( مبين ) بين الاضلال
16. ( قال ) نادما ( رب إني ظلمت نفسي ) بقتله ( فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) أي المتصف بهما أزلا وأبدا
17. ( قال رب بما أنعمت ) بحق إنعامك ( علي ) بالمغفرة اعصمني ( فلن أكون ظهيرا ) عونا ( للمجرمين ) الكافرين بعد هذه إن عصمتني
18. ( فأصبح في المدينة خائفا يترقب ) ينتظر ما يناله من جهة القتيل ( فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه ) يستغيث به على قبطي آخر ( قال له موسى إنك لغوي مبين ) بين الغواية لما فعلته بالأمس واليوم
19. ( فلما أن ) زائدة ( أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما ) لموسى والمستغيث به ( قال ) المستغيث ظانا أنه يبطش به لما قال له ( يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن ) ما ( تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ) فسمع القبطي ذلك فعلم أن القاتل موسى فانطلق إلى فرعون فأخبره بذلك فأمر فرعون الذباحين بقتل موسى فأخذوا في الطريق إليه
20. ( وجاء رجل ) هو مؤمن آل فرعون ( من أقصى المدينة ) آخرها ( يسعى ) يسرع في مشيه من طريق أقرب من طريقهم ( قال يا موسى إن الملأ ) من قوم فرعون ( يأتمرون بك ) يتشاورون فيك ( ليقتلوك فاخرج ) من المدينة ( إني لك من الناصحين ) في الأمر بالخروج
21. ( فخرج منها خائفا يترقب ) لحوق طالب أو غوث الله إياه ( قال رب نجني من القوم الظالمين ) قوم فرعون
22. ( ولما توجه ) قصد بوجهه ( تلقاء مدين ) جهتها وهي قرية شعيب على مسيرة ثمانية أيام من مصر سمت بمدين بن إبراهيم ولم يكن يعرف طريقها ( قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ) أي قصد الطريق أي الطريق الوسط إليها فأرسل الله ملكا بيده عنزة فانطلق به إليها
23. ( ولما ورد ماء مدين ) بئر فيها أي وصل إليها ( وجد عليه أمة ) جماعة ( من الناس يسقون ) مواشيهم ( ووجد من دونهم ) سواهم ( امرأتين تذودان ) تمنعان أغنامهما عن الماء ( قال ) موسى لهما ( ما خطبكما ) ما شأنكما لا تسقيان ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء ) جمع راع أي يرجعون من سقيهم خوف الزحام فنسقي وفي قراءة يصدر من الرباعي أي يصرفون مواشيهم من الماء (وأبونا شيخ كبير ) لا يقدر أن يسقي
24. ( فسقى لهما ) من بئر أخرى بقربهما رفع حجرا عنها لا يرفعه إلا عشرة أنفس ( ثم تولى ) انصرف ( إلى الظل ) لسمرة من شدة الشمس وهو جائع ( فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير ) طعام ( فقير ) محتاج فرجعتا إلى أبيهما في زمن أقل مما كانتا ترجعان فيه فسألأهما عن ذلك فأخبرتاه بمن سقى لهما
25. ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) أي واضعة كم درعها على وجهها حياء منه ( قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) فأجابها منكرا في نفسه أخذ الأجرة كأنها قصدت المكافأة إن كان مما يريدها فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقيها فقال لها امشي خلفي ودليني على الطريق ففعلت إلى أن جاء أباها وهو شعيب عليه السلام وعنده عشاء فقال له اجلس فتعش قال أخاف أن يكون عوضا مما سقيت لهما وإنا أهل بيت لا نطلب على عمل خير عوضا قال لا عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فأكل وأخبره بحاله قال تعالى ( فلما جاءه وقص عليه القصص ) مصدر بمعنى المقصوص من قتله القبطي وقصدهم قتله وخوفه من فرعون ( قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) إذ لا سلطان لفرعون على مدين
26. ( قالت إحداهما ) وهي المرسلة الكبرى أو الصغرى ( يا أبت استأجره ) اتخذه أجيرا يرعى غنمنا بدلنا ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) استأجره بقوته وأمانته فسألها عنهما فأخبرته بما تقدم من رفعه حجر البئر ومن قوله لها امشي خلفي وزيادة انها لما جاءته وعلم بها صوب رأسه فلم يرفعه فرغب في إنكاحه
27. ( قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين ) وهي الكبرى أو الصغرى ( على أن تأجرني ) تكون أجيرا لي في رعي غنمي ( ثماني حجج ) سنين ( فإن أتممت عشرا ) رعي عشر سنين ( فمن عندك ) التمام ( وما أريد أن أشق عليك ) باشتراط العشر ( ستجدني إن شاء الله ) للتبرك ( من الصالحين ) الوافين بالعهد
28. ( قال ) موسى ( ذلك ) الذي قلته ( بيني وبينك أيما الأجلين ) الثمان أو العشر وما زائدة أي رعيه ( قضيت ) أي فرغت منه ( فلا عدوان علي ) بطلب الزيادة عليه ( والله على ما نقول ) أنا وأنت ( وكيل ) حفيظ أو شهيد فتم العقد بذلك وأمر شعيب ابنته أن تعطي موسى عصا يدفع بها السباع عن غنمه وكانت عصا الأنبياء عنده فوقع في يدها عصا آدم من آس الجنة فأخذها موسى بعلم شعيب
29. ( فلما قضى موسى الأجل ) أي رعيه وهو ثمان أو عشر سنين وهو المظنون به ( وسار بأهله ) زوجته بإذن أبيها نحو مصر ( آنس ) أبصر من بعيد ( من جانب الطور ) اسم جبل ( نارا قال لأهله امكثوا ) هنا ( إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر ) عن الطريق وكان قد أخطأها ( أو جذوة ) بتثليث الجيم قطعة وشعلة ( من النار لعلكم تصطلون ) تستدفئون والطاء بدل من تاء الافتعال من صلى بالنار بكسر اللام وفتحها
30. ( فلما أتاها نودي من شاطيء ) جانب ( الواد الأيمن ) لموسى ( في البقعة المباركة ) لموسى لسماعه كلام الله فيها ( من الشجرة ) بدل من شاطيء بإعادة الجار لنباتها فيه وهي شجرة عناب أو عليق أو عوسج ( أن ) مفسرة لا مخففة ( يا موسى إني أنا الله رب العالمين )
31. ( وأن ألق عصاك ) فألقاها ( فلما رآها تهتز ) تتحرك ( كأنها جان ) وهي الحية الصغيرة من سرعة حركتها ( ولى مدبرا ) هاربا منها ( ولم يعقب ) يرجع فنودي ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين )
32. ( اسلك ) أدخل ( يدك ) اليمنى بمعنى الكف ( في جيبك ) وهو طوق القميص وأخرجها ( تخرج ) خلاف ما كانت عليه من الأدمة ( بيضاء من غير سوء ) أي برص فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس تعشي البصر ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) بفتح الحرفين وسكون الثاني مع فتح الأول وضمه أي الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الأولى وعبر عنها بالجناح لأنها للإنسان كالجناح للطائر ( فذانك ) بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد وهما مؤنثان وإنما ذكر المشار به إليهما المبتدأ لتذكير خبره ( برهانان ) مرسلان ( من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين )
33. ( قال رب إني قتلت منهم نفسا ) هو القبطي السابق ( فأخاف أن يقتلون ) به
34. ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا ) أبين ( فأرسله معي ردء ) معينا وفي قراءة بفتح الدال بلا همزة ( يصدقني ) بالجزم جواب الدعاء وفي قراءة بالرفع وجملته صفة ردءا ( إني أخاف أن يكذبون )
35. ( قال سنشد عضدك ) نقويك ( بأخيك ونجعل لكما سلطانا ) غلبة ( فلا يصلون إليكما ) بسوء اذهبا ( بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ) لهم
36. ( فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات ) واضحات حال ( قالوا ما هذا إلا سحر مفترى ) مختلق ( وما سمعنا بهذا ) كائنا ( في ) أيام ( آبائنا الأولين )
37. ( وقال ) بواو وبدونها ( موسى ربي أعلم ) عالم ( بمن جاء بالهدى من عنده ) الضمير للرب ( ومن ) عطف على من قبلها (تكون ) بالفوقانية والتحتانية ( له عاقبة الدار ) العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أي وهو أنا في الشقين فأنا محق فيما جئت به ( إنه لا يفلح الظالمون ) الكافرون
38. ( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين ) فاطبخ لي الآجر ( فاجعل لي صرحا ) قصرا عاليا ( لعلي أطلع إلى إله موسى ) أنظر إليه وأقف عليه ( وإني لأظنه من الكاذبين ) في ادعائه إلاها آخر وأنه رسول
39. ( واستكبر هو وجنوده في الأرض ) أرض مصر ( بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ) بالبناء للفاعل وللمفعول
40. ( فأخذناه وجنوده فنبذناهم ) طرحناهم ( في اليم ) البحر المالح فغرقوا ( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) حين صاروا إلى الهلاك
41. ( وجعلناهم ) في الدنيا ( أئمة ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء رؤساء في الشرك ( يدعون إلى النار ) بدعائهم إلى الشرك ( ويوم القيامة لا ينصرون ) بدفع العذاب عنهم
42. ( وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ) خزيا ( ويوم القيامة هم من المقبوحين ) المبعدين
43. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم ( بصائر للناس ) حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي أنوارا للقلوب ( وهدى ) من الضلالة لمن عمل به ( ورحمة ) لمن آمن به ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون بما فيه من المواعظ
44. ( وما كنت ) يا محمد ( بجانب ) الجبل أو الوادي أو المكان ( الغربي ) من موسى حين المناجاة ( إذ قضينا ) أوحينا ( إلى موسى الأمر ) بالرسالة إلى فرعون وقومه ( وما كنت من الشاهدين ) لذلك فتعلمه فتخبر به
45. ( ولكنا أنشأنا قرونا ) امما من بعد موسى ( فتطاول عليهم العمر ) طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسولا وأوحينا إليك خبر موسى وغيره ( وما كنت ثاويا ) مقيما ( في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ) خبر ثان فتعرف قصتهم فتخبر بها ( ولكنا كنا مرسلين ) لك وإليك بأخبار المتقدمين
46. ( وما كنت بجانب الطور ) الجبل ( إذ ) حين ( نادينا ) موسى أن خذ الكتاب بقوة ( ولكن ) أرسلناك ( رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك ) وهم أهل مكة ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون
47. ( ولولا أن تصيبهم مصيبة ) عقوبة ( بما قدمت أيديهم ) من الكفر وغيره ( فيقولوا ربنا لولا ) هلا ( أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ) المرسل بها ( ونكون من المؤمنين ) وجواب لولا محذوف وما بعدها مبتدأ والمعنى لولا الاصابة المسبب عنها قولهم أو لولا قولهم المسبب عنها أي لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك رسولا
48. ( فلما جاءهم الحق ) محمد ( من عندنا قالوا لولا ) هلا ( أوتي مثل ما أوتي موسى ) من الآيات كاليد البيضاء والعصا وغيرهما أو الكتاب جملة واحدة قال تعالى ( أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ) حيث ( سحران ) فيه وفي محمد (تظاهرا ) أي القرآن والتوراة ( وقالوا ) تعاونا ( إنا بكل كافرون ) من النبيين والكتابين ( قل )
49. ( قل ) لهم ( فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما ) من الكتابين ( أتبعه إن كنتم صادقين ) في قولكم
50. ( فإن لم يستجيبوا لك ) دعاءك بالاتيان بكتاب ( فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ) في كفرهم ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) أي لاأضل منه ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) الكافرين
51. ( ولقد وصلنا ) بينا ( لهم القول ) القرآن ( لعلهم يتذكرون ) يتعظون فيؤمنوا
52. ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله ) أي القرآن ( هم به يؤمنون ) أيضا نزلت في جماعة أسلموا من اليهود كعبد الله بن سلام وغيره ومن النصارى قدموا من الحبشة ومن الشام
53. ( وإذا يتلى عليهم ) القرآن ( قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) موحدين
54. ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين ) بإيمانهم بالكتابين ( بما صبروا ) بصبرهم على العمل بهما ( ويدرؤون ) يدفعون ( بالحسنة السيئة ) منهم ( ومما رزقناهم ينفقون ) يتصدقون
55. ( وإذا سمعوا اللغو ) الشتم والأذى من الكفار ( أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم ) سلام متاركة سلمتم منا من الشتم وغيره ( لا نبتغي الجاهلين ) لا نصحبهم
56. ونزل في حرصه صلى الله عليه وسلم على إيمان عمه أبي طالب ( إنك لا تهدي من أحببت ) هدايته ( ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم ) أي عالم ( بالمهتدين )
57. ( وقالوا ) قومه ( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) ننتزع منها بسرعة قال تعالى ( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى) يأمنون فيه من الاغارة والقتل الواقعين من بعض العرب على بعض ( إليه ) بالفوقانية والتحتانية ( ثمرات كل شيء رزقا ) من كل أوب ( من ) لهم ( لدنا ولكن ) عندنا ( أكثرهم لا يعلمون وكم ) أن ما نقوله حق
58. ( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها ) عيشها واريد بالقرية أهلها ( فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا ) للمارة يوما أو بعضه ( وكنا نحن الوارثين ) منهم
59. ( وما كان ربك مهلك القرى ) بظلم منها ( حتى يبعث في أمها ) أعظمها ( رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ) بتكذيب الرسل
60. ( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها ) أي تتمتعون وتتزينون به أيام حياتكم ثم يفنى ( وما عند الله ) أي ثوابه ( خير وأبقى أفلا تعقلون ) بالياء والتاء أن الباقي خير من الفاني
61. ( أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ) مصيبه وهو الجنة ( كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ) فيزول عن قريب ( ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) النار الأول المؤمن والثاني الكافر أي لا تساوي بينهما
62. واذكر ( ويوم يناديهم ) الله ( فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) هم شركائي
63. ( قال الذين حق عليهم القول ) بدخول النار وهم رؤساء الضلالة ( ربنا هؤلاء الذين أغوينا ) هم مبتدأ وصفة ( أغويناهم ) خبره فغووا ( كما غوينا ) لم نكرههم على الغي ( تبرأنا إليك ) منهم ( ما كانوا إيانا يعبدون ) ما نافية
64. ( وقيل ادعوا شركاءكم ) أي الأصنام الذين تزعمون أنهم شركاء الله ( فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ) دعاءهم ( ورأوا ) هم (العذاب ) أبصروه ( لو أنهم كانوا يهتدون ) في الدنيا لما رأوه في الآخرة
65. واذكر ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) إليكم
66. ( فعميت عليهم الأنباء ) الأخبار المنجية في الجواب ( يومئذ ) لم يجدوا خبرا لهم فيه نجاة ( فهم لا يتساءلون ) عنه فيسكتون
67. ( فأما من تاب ) من الشرك ( وآمن ) صدق بتوحيد الله ( وعمل صالحا ) أدى الفرائض ( فعسى أن يكون من المفلحين ) الناجحين بوعد الله
68. ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) ما يشاء ( ما كان لهم ) للمشركين ( الخيرة ) الاختيار في شيء ( سبحان الله وتعالى عما يشركون ) عن إشراكهم
69. ( وربك يعلم ما تكن صدورهم ) تسر قلوبهم من الكفر وغيره ( وما يعلنون ) بألسنتهم من ذلك
70. ( وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى ) الدنيا ( والآخرة ) الجنة ( وله الحكم ) القضاء النافذ في كل شيء ( وإليه ترجعون ) بالنشور
71. ( قل ) لأهل مكة ( أرأيتم ) أي أخبروني ( إن جعل الله عليكم الليل سرمدا ) دائما ( إلى يوم القيامة من إله غير الله ) بزعمكم ( يأتيكم بضياء ) نهار تطلبون فيه المعيشة ( أفلا تسمعون ) ذلك سماع تفهم فترجعوا عن الإشراك
72. ( قل ) لهم ( أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله ) بزعمكم ( يأتيكم بليل تسكنون ) تستريحون ( فيه ) من التعب ( أفلا تبصرون ) ما أنتم عليه من الخطأ في الاشراك فترجعوا عنه
73. ( ومن رحمته ) تعالى ( جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ) في الليل ( ولتبتغوا من فضله ) في النهار للكسب (ولعلكم تشكرون ) النعمة فيهما
74. واذكر ( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) ذكر ثانيا ليبنى عليه
75. ( ونزعنا ) أخرجنا ( من كل أمة شهيدا ) وهو نبيهم يشهد عليهم بما قالوا ( فقلنا ) لهم ( هاتوا برهانكم ) على ما قلتم من الاشراك ( فعلموا أن الحق ) في الالاهية ( لله ) لا يشاركه فيه أحد ( وضل ) غاب ( عنهم ما كانوا يفترون ) في الدنيا من أن معه شريكا تعالى عن ذلك
76. ( إن قارون كان من قوم موسى ) ابن عمه وابن خالته وآمن به ( فبغى عليهم ) بالكبر والعلو وكثرة المال ( وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء ) تثقل ( بالعصبة ) الجماعة ( أولي ) أصحاب ( القوة ) أي تثقلهم فالباء للتعدية وعدتهم قيل سبعون وقيل أربعون وقيل عشرة وقيل غير ذلك اذكر ( إذ قال له قومه ) المؤمنون من بني إسرائيل ( لا تفرح ) بكثرة المال فرح بطر ( إن الله لا يحب الفرحين ) بذلك
77. ( وابتغ ) اطلب ( فيما آتاك الله ) من المال ( الدار الآخرة ) بأن تنفقه في طاعة الله ( ولا تنس ) تترك ( نصيبك من الدنيا ) أي أن تعمل فيها للآخرة ( وأحسن ) للناس بالصدقة ( كما أحسن الله إليك ولا تبغ ) تطلب ( الفساد في الأرض ) بعمل المعاصي ( إن الله لا يحب المفسدين ) بمعنى أنه يعاقبهم
78. ( قال إنما أوتيته ) أي المال ( على علم عندي ) أي في مقابلته وكان أعلم بني إسرائيل في التوراة بعد موسى وهرون قال تعالى ( أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من ) الأمم ( هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا ) للمال أي هو عالم بذلك ويهلكهم الله ( يسأل عن ذنوبهم المجرمون فخرج ) لعلمه تعالى بها فيدخلون النار بلا حساب
79. ( فخرج ) قارون ( على قومه في زينته ) باتباعه الكثيرين ركبانا متحلين بملابس الذهب والحرير على خيول وبغال متحلية ( قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ) للتنبيه ( ليت لنا مثل ما أوتي قارون ) في الدنيا ( إنه لذو حظ ) نصيب (عظيم ) واف فيها
80. ( وقال ) لهم ( الذين أوتوا العلم ) بما وعد الله في الآخرة ( ويلكم ) كلمة زجر ( ثواب الله ) في الآخرة بالجنة ( خير لمن آمن وعمل صالحا ) مما اوتي قارون في الدنيا ( ولا يلقاها ) الجنة المثاب بها ( إلا الصابرون ) على الطاعة وعن المعصية
81. ( فخسفنا به ) بقارون ( وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله ) أي غيره بأن يمنعوا عنه الهلاك (وما كان من المنتصرين ) منه
82. ( وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس ) أي من قريب ( يقولون ويكأن الله يبسط ) يوسع ( الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ) يضيق على من يشاء ووي اسم فعل بمعنى أعجب أي أنا والكاف بمعنى اللام ( لولا أن من الله علينا لخسف بنا ) بالبناء للفاعل والمفعول ( ويكأنه لا يفلح الكافرون ) لنعمة الله كفارون
83. ( تلك الدار الآخرة ) الجنة ( نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ) بالبغي ( ولا فسادا ) بعمل المعاصي ( والعاقبة ) المحمودة ( للمتقين ) عقاب الله بعمل الطاعات
84. ( من جاء بالحسنة فله خير منها ) ثواب بسببها وهو عشر أمثالها ( ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ) جزاء ( ما كانوا يعملون ) أي مثله
85. ( إن الذي فرض عليك القرآن ) أنزله ( لرادك إلى معاد ) إلى مكة وكان قد اشتاقها ( قل ربي أعلم ) بـ ( من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين ) نزل جوابا لقول كفار مكة إنك في ضلال أي فهو الجائي بالهدى وهم في ضلال وأعلم بمعنى عالم
86. ( وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب ) القرآن ( إلا ) لكن ألقي إليك ( رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا ) معينا (للكافرين ) على دينهم الذي دعوك إليه
87. ( ولا يصدنك ) أصله يصدونك حذفت نون الرفع للجازم والواو الفاعل لالتقائها مع النون الساكنة ( عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك ) أي لا نرجع إليهم في ذلك ( وادع ) الناس ( إلى ربك ) بتوحيده وعبادته ( ولا تكونن من المشركين ) بإعانتهم ولم يؤثر الجازم في الفعل لبنائه
88. ( ولا تدع ) تعبد ( مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه ) إلا إياه ( له الحكم ) القضاء النافذ ( وإليه ترجعون ) بالنشور من قبوركم

29. سورة العنكبوت
1. ( الم ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ) أي بقولهم ( آمنا وهم لا يفتنون ) يختبرون بما يتبين به حقيقة إيمانهم نزل في جماعة آمنوا فآذاهم المشركون
3. ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ) في إيمانهم علم مشاهدة ( وليعلمن الكاذبين ) فيه
4. ( أم حسب الذين يعملون السيئات ) الشرك والمعاصي ( أن يسبقونا ) يفوتونا فلا تنتقم منهم ( ساء ) بئس ( ما ) الذي (يحكمون ) ـه حكمهم هذا
5. ( من كان يرجوا ) يخاف ( لقاء الله فإن أجل الله ) به ( لآت ) فليستعد له ( وهو السميع ) لأقوال العباد ( العليم ) بألإعالهم
6. ( ومن جاهد ) جهاد حرب أو نفس ( فإنما يجاهد لنفسه ) فإن منفعة جهاده له لا لله ( إن الله لغني عن العالمين ) الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم
7. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ) بعمل الصالحات ( ولنجزينهم أحسن ) بمعنى حسن ونصبه بنزع الخافض الباء ( الذي كانوا يعملون ) وهو الصالحات
8. ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) أي إيصاء ذا حسن بأن يبرهما ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به ) بإشراكه (علم ) موافقة للواقع فلا مفهوم له ( فلا تطعهما ) في الاشراك ( إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) فاجازيكم به
9. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ) الأنبياء والأولياء بأن نحشرهم معهم
10. ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس ) أي أذاهم له ( كعذاب الله ) في الخوف منه فيطيعهم فينافق ( ولئن ) لام قسم ( جاء نصر ) للمؤمنين ( من ربك ) فغنموا ( ليقولن ) حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين ( إنا كنا معكم ) في الإيمان فأشركونا في الغنيمة قال تعالى ( أو ليس الله بأعلم ) أي بعالم ( بما في صدور العالمين ) قلوبهم من الإيمان والنفاق بلى
11. ( وليعلمن الله الذين آمنوا ) بقلوبهم ( وليعلمن المنافقين ) فيجازي الفريقين واللام في الفعلين لام قسم
12. ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ) ديننا ( ولنحمل خطاياكم ) في اتباعنا إن كانت والأمر بمعنى الخبر قال تعالى ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ) في ذلك
13. ( وليحملن أثقالهم ) أوزارهم ( وأثقالا مع أثقالهم ) بقولهم للمؤمنين اتبعوا سبيلنا وإضلالهم مقلديهم ( وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) يكذبون على الله سؤال توبيخ واللام في الفعلين لام قسم وحذف فاعلهما الواو ونون الرفع
14. ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) وعمره أربعون سنة أو أكثر ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ) بدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه ( فأخذهم الطوفان ) الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا ( وهم ظالمون ) مشركون
15. ( فأنجيناه ) نوحا ( وأصحاب السفينة ) الذين كانوا معه فيها ( وجعلناها آية ) عبرة ( للعالمين ) لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر الناس
16. واذكر ( وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ) خافوا عقابه ( ذلكم خير لكم ) مما أنتم عليه من عبادة الأصنام ( إن كنتم تعلمون ) الخير من غيره
17. ( إنما تعبدون من دون الله ) أي غيره ( أوثانا وتخلقون إفكا ) تقولون كذبا إن الأوثان شركاء الله ( إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا ) لا يقدرون أن يرزقوكم ( فابتغوا عند الله الرزق ) اطلبوه منه ( واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون )
18. ( وإن تكذبوا ) أي تكذبوني يا أهل مكة ( فقد كذب أمم من قبلكم ) من قبلي ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) إلا البلاغ البين في هاتين القصتين تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وقال تعالى في قومه
19. ( أولم يروا كيف ) بالياء والتاء ينظروا ( يبديء الله الخلق ثم ) هو بضم أوله وقرىء بفتحه من بدأ وأبدا بمعنى أي يخلقهم ابتداء ( يعيده ) هو ( إن ) الخلق كما بدأهم ( ذلك على ) المذكور من الخلق الأول والثاني ( الله يسير قل ) فكيف ينكرون الثاني
20. ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) لمن كان قبلكم وأماتهم ( ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ) مدا وقصرا مع سكون الشين ( إن الله على كل شيء قدير ) ومنه البدء والإعادة
21. ( يعذب من يشاء ) تعذيبه ( ويرحم من يشاء ) رحمته ( وإليه تقلبون ) تردون
22. ( وما أنتم بمعجزين ) ربكم عن إدراككم ( في الأرض ولا في السماء ) لو كنتم فيها أي لاتفوتونه ( وما لكم من دون الله ) غيره ( من ولي ) يمنعكم منه ( ولا نصير ) ينصركم من عذابه
23. ( والذين كفروا بآيات الله ولقائه ) أي القرآن والبعث ( أولئك يئسوا من رحمتي ) جنتي ( وأولئك لهم عذاب أليم ) مؤلم
24. قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار ) التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردا وسلاما ( إن في ذلك ) إنجائه منها ( لآيات ) هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير ( لقوم يؤمنون ) يصدقون بتوحيد الله وقدرته لأنهم المنتفعون بها
25. ( وقال ) إبراهيم ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا ) تعبدونها وما مصدرية ( مودة بينكم ) خبر إن وعلى قراءة النصب مفعول له وما كافة المعنى تواددتم على عبادتها ( في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ) يتبرأ القادة من الأتباع ( ويلعن بعضكم بعضا ) يلعن الأتباع القادة ( ومأواكم ) مصيركم جميعا ( النار وما لكم من ناصرين ) منها
26. ( فآمن له ) صدق بإبراهيم ( لوط ) وهو ابن أخيه هاران ( وقال ) إبراهيم ( إني مهاجر ) من قومي ( إلى ربي ) حيث أمرني ربي وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام ( إنه هو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
27. ( ووهبنا له ) بعد إسماعيل ( إسحاق ويعقوب ) بعد إسحق ( وجعلنا في ذريته النبوة ) فكل الأنبياء بعد إبراهيم من ذريته ( والكتاب ) بمعنى الكتب أي التوراة والانجيل والزبور والفرقان ( وآتيناه أجره في الدنيا ) وهو الثناء الحسن في كل أهل الأديان ( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) الذين لهم الدرجات العلى
28. واذكر ( ولوطا إذ قال لقومه إنكم ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين (لتأتون الفاحشة ) أدبار الرجال ( ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) الإنس والجن
29. ( أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل ) طريق المارة بفعلكم تافاحشة بمن يمر بكم فترك الناس الممر بكم ( وتأتون في ناديكم ) متحدثكم ( المنكر ) فعل الفاحشة بعضكم ببعض ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ) في استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه
30. ( قال رب انصرني ) بتحقيق قولي في إنزال العذاب ( على القوم المفسدين ) العاصين بإتيان الرجال فاستجاب الله دعاءه
31. ( ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ) بإسحاق ويعقوب بعده ( قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية ) قرية لوط ( إن أهلها كانوا ظالمين ) كافرين
32. ( قال ) إبراهيم ( إن فيها لوطا قالوا ) الرسل ( نحن أعلم بمن فيها لننجينه ) بالتخفيف والتشديد ( وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ) الباقين في العذاب
33. ( ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم ) حزن بسببهم ( وضاق بهم ذرعا ) لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه فأعلموه أنهم رسل ربه ( وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك ) بالتشديد والتخفيف ( وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين) ونصب أهلك عطف على محل الكاف
34. ( إنا منزلون ) بالتخفيف والتشديد ( على أهل هذه القرية رجزا ) عذابا ( من السماء بما ) بالفعل الذي ( كانوا يفسقون ) به أي بسبب فسقهم
35. ( ولقد تركنا منها آية بينة ) ظاهرة هي آثار خرابها ( لقوم يعقلون ) يتدبرون
36. أرسلنا ( وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ) اخشوه هو يوم القيامة ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد
37. ( فكذبوه فأخذتهم الرجفة ) الزلزاة الشديدة ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين
38. أهلكنا ( وعادا وثمود ) بالصرف وتركه بمعنى الحي والقبيلة ( وقد تبين لكم ) إهلاكهم ( من مساكنهم ) بالحجر واليمن ( وزين لهم الشيطان أعمالهم ) من الكفر والمعاصي ( فصدهم عن السبيل ) سبيل الحق ( وكانوا مستبصرين ) ذوي بصائر
39. أهلكنا ( وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم ) من قبل ( موسى بالبينات ) الحجج الظاهرات ( فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين ) فائتين عذابنا
40. ( فكلا ) من المذكورين ( أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ) ريحا عاصفة فيها حصباء كقوم لوط ( ومنهم من أخذته الصيحة ) كثمود ( ومنهم من خسفنا به الأرض ) كقارون ( ومنهم من أغرقنا ) كقوم نوح وفرعون وقومه ( وما كان الله ليظلمهم ) ليعذبهم بغير ذنب ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) بارتكاب الذنب
41. ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء ) أصناما يرجون نفعها ( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ) لنفسها تأوي إليه ( وإن أوهن ) أضعف ( البيوت لبيت العنكبوت ) لا يدفع عنها حرا ولا بردا كذلك الأصنام لا تنفع عابديها ( لو كانوا يعلمون ) ذلك ما عبدوها
42. ( إن الله يعلم ما ) بمعنى الذي ( يدعون ) يعبدون بالياء والتاء ( من دونه ) غيره ( من شيء وهو العزيز ) في ملكه (الحكيم ) في صنعه
43. ( وتلك الأمثال ) في القرآن ( نضربها ) نجعلها ( للناس وما يعقلها ) يفهمها ( إلا العالمون ) المتدبرون
44. ( خلق الله السماوات والأرض بالحق ) محقا ( إن في ذلك لآية ) دلالة على قدرته تعالى ( للمؤمنين ) خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين
45. ( اتل ما أوحي إليك من الكتاب ) القرآن ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) شرعا أي من شأنها ذلك ما دام المرء فيها ( ولذكر الله أكبر ) من غيره من الطاعات ( والله يعلم ما تصنعون ) فيجازيكم به