تفسير الجلالين للقران الكريم أجزاء.. 18



تفسير الجلالين  للقران الكريم أجزاء.. 18


الجزء الثامن عشر

23. سورة المؤمنون
1. ( قد ) للتحقيق ( أفلح ) فاز ( المؤمنون )
2. ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) متواضعون
3. ( والذين هم عن اللغو ) من الكلام وغيره ( معرضون )
4. ( والذين هم للزكاة فاعلون ) مؤدون
5. ( والذين هم لفروجهم حافظون ) عن الحرام
6. ( إلا على أزواجهم ) أي من زوجاتهم ( أو ما ملكت أيمانهم ) أي السراري ( فإنهم غير ملومين ) في إتيانهن
7. ( فمن ابتغى وراء ذلك ) من الزوجات والسراري كالاستمناء بيده في اتيانهن ( فأولئك هم العادون ) المتجاوزون إلى ما لا يحل لهم
8. ( والذين هم لأماناتهم ) جمعا ومفردا ( وعهدهم ) فيما بينهم أو فيما بينهم وبين الله من صلاة وغيرها ( راعون ) حافظون
9. ( والذين هم على صلواتهم ) جميعا ومفردا ( يحافظون ) يقيمونها في أوقاتها
10. ( أولئك هم الوارثون ) لا غيرهم
11. ( الذين يرثون الفردوس ) هو جنة أعلى الجنان ( هم فيها خالدون ) في ذلك إشارة إلى المعاد ويناسبه ذكر المبدأ بعده
12. والله ( ولقد خلقنا الإنسان ) آدم ( من سلالة ) هي من سللت الشيء من الشيء أي استخرجته منه وهو خلاصته (من طين ) متعلق بسلالة
13. ( ثم جعلناه ) أي الإنسان نسل آدم ( نطفة ) منيا ( في قرار مكين ) هو الرحم
14. ( ثم خلقنا النطفة علقة ) دما جامدا ( فخلقنا العلقة مضغة ) لحمة قدر ما يمضغ ( فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما) وفي قراءة عظما في الموضعين وخلقنا في المواضع الثلاث بمعنى صيرنا ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) بنفخ الروح فيه ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) أي المقدرين ومميز أحسن محذوف للعلم به أي خلقا
15. ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون )
16. ( ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) للحساب والجزاء
17. ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ) أي سموات جمع طريقة لأنها طرق الملائكة ( وما كنا عن الخلق ) التي تحتها ( غافلين ) أن تسقط عليهم فتهلكهم بل نمسكها كآية ويمسك السماء أن تقع على الأرض
18. ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر ) من كفايتهم ( فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) فيموتون مع دوابهم عطشا
19. ( فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب ) هما أكثر فواكه العرب ( لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون ) صيفا وشتاء
20. وأنشأنا ( وشجرة تخرج من طور سيناء ) جبل بكسر السين وفتحها ومنع الصرف للعلمية والتأنيث للبقعة ( تنبت ) من الرباعي والثلاثي ( بالدهن ) الباء زائدة على الأول ومعدية على الثاني وهي شجرة الزيتون ( وصبغ للآكلين ) عطف على الدهن أي إدام يصبغ اللقمة بغمسها فيه وهو الزيت
21. ( وإن لكم في الأنعام ) الإبل والبقر والغنم ( لعبرة ) عظة تعتبرون بها ( نسقيكم ) بفتح النون وضمها ( مما في بطونها) أي اللبن ( ولكم فيها منافع كثيرة ) من الأصواف والأوبار والأشعار وغير ذلك ( ومنها تأكلون )
22. ( وعليها ) الإبل ( وعلى الفلك ) السفن ( تحملون )
23. ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ) أطيعوا الله ووحدوه ( ما لكم من إله غيره ) وهو اسم ما وما قبله الخبر ومن زائدة ( أفلا تتقون ) تخافون عقوبته بعبادتكم غيره
24. ( فقال الملأ الذين كفروا من قومه ) لأتباعهم ( ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل ) يتشرف ( عليكم ) بأن يكون متبوعا وأنتم أتباعه ( ولو شاء الله ) أن لا يعبد غيره ( لأنزل ملائكة ) بذلك لابشرا ( ما سمعنا بهذا ) الذي دعا إليه نوح من التوحيد ( في آبائنا الأولين ) الأمم الماضية
25. ( إن هو ) ما نوح ( إلا رجل به جنة ) حالة جنون ( فتربصوا به ) انتظروه ( حتى حين ) إلى زمن موته
26. ( قال ) نوح ( رب انصرني ) عليهم ( بما كذبون ) بسبب تكذيبهم إياي بأن تهلكهم قال تعالى مجيبا دعاءه
27. ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك ) السفينة ( بأعيننا ) بمرأى منا وحفظنا ( ووحينا ) أمرنا ( فإذا جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( وفار التنور ) للخباز بالماء وكان ذلك علامة لنوح ( فاسلك فيها ) أدخل في السفينة ( من كل زوجين ) ذكر وأنثى أي من كل أنواعهما ( اثنين ) ذكرا وأنثى وهو مفعول ومن متعلقة باسلك وفي القصة أن الله تعالى حشر لنوح السباع والطير وغيرهما فجعل يضرب بيديه في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الأنثى فيحملها في السفينة وفي قراءة كل بالتنوين فزوجين مفعول واثنين تاكيد له ( وأهلك ) زوجته وأولاده ( إلا من سبق عليه القول منهم ) بالإهلاك وهو زوجته وولده كنعان بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم ثلاثة وفي سورة هود ومن آمن وما آمن معه إلا قليل قيل كانوا ستة رجال ونساؤهم وقيل جميع من كان في السفينة ثمانية وسبعون نصفهم رجال ونصفهم نساء ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا ) كفروا بترك إهلاكهم ( إنهم مغرقون )
28. ( فإذا استويت ) اعتدلت ( أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) الكافرين وإهلاكهم
29. ( وقل ) عند نزولك من الفلك ( رب أنزلني منزلا ) بضم المبم وفتح الزاي مصدر واسم مكان وبفتح الميم وكسر الزاي مكان النزول ( مباركا ) ذلك الإنزال أو المكان ( وأنت خير المنزلين ) ما ذكر
30. ( إن في ذلك ) المذكور من أمر نوح والسفينة وإهلاك الكفار ( لآيات ) دلالات على قدرة الله تعالى ( وإن ) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن ( كنا لمبتلين ) مختبرين قوم نوح بإرساله إليهم ووعظه
31. ( ثم أنشأنا من بعدهم قرنا ) قوما ( آخرين ) هم عاد
32. ( فأرسلنا فيهم رسولا منهم ) هودا ( أن ) بأن ( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ) عقابه فتؤمنوا
33. ( وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة ) بالمصير إليها ( وأترفناهم ) نعمناهم ( في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون )
34. والله ( ولئن أطعتم بشرا مثلكم ) فيه قسم وشرط والجواب لأولهما وهو مغن عن جواب الثاني ( إنكم إذا ) أي إذا أطعتموه ( لخاسرون ) أي مغبونون
35. ( أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ) هو خبر أنكم الأولى وأنكم الثانية تأكيد لها لما طال الفصل
36. ( هيهات هيهات ) اسم فعل ماض بمعنى مصدر أي بعد بعد ( لما توعدون ) من الإخراج من القبور والام زائدة للبيان
37. ( إن هي ) ما الحياة ( إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ) بحياة آبائنا ( وما نحن بمبعوثين )
38. ( إن هو ) ما الرسول ( إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ) مصدقين بالبعث بعد الموت
39. ( قال رب انصرني بما كذبون )
40. ( قال عما قليل ) من الزمان وما زائدة ( ليصبحن ) ليصيرن ( نادمين ) على كفرهم وتكذيبهم
41. ( فأخذتهم الصيحة ) صيحة العذاب والهلاك كائنة ( بالحق ) فماتوا ( فجعلناهم غثاء ) وهو نبت يبس أي صيرناهم مثله في اليبس ( فبعدا ) من الرحمة ( للقوم الظالمين ) المكذبين
42. ( ثم أنشأنا من بعدهم قرونا ) أقواما ( آخرين )
43. ( ما تسبق من أمة أجلها ) بأن تموت قبله ( وما يستأخرون ) عنه ذكر الضمير بعد تأنيثه رعاية للمعنى
44. ( ثم أرسلنا رسلنا تترا ) بالتنوين وعدمه متتابعين بين كل اثنين زمان طويل ( كلما جاء أمة ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينهما وبين الواو ( رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا ) في الهلاك ( وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون )
45. ( ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين ) حجة بينة وهي اليد والعصا وغيرهما من الآيات
46. ( إلى فرعون وملئه فاستكبروا ) عن الإيمان بها والله ( وكانوا قوما عالين ) قاهرين بني إسرائيل بالظلم
47. ( فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون ) مطيعون خاضعون
48. ( فكذبوهما فكانوا من المهلكين )
49. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( لعلهم ) قومه بني إسرائيل ( يهتدون ) به من الضلالة واوتيها بعد هلاك فرعون وقومه جملة واحدة
50. ( وجعلنا ابن مريم ) عيسى ( وأمه آية ) لم يقل آيتين لأن الآية فيها واحدة ولادته من غير فحل ( وآويناهما إلى ربوة ) مكان مرتفع وهو البيت المقدس أو دمشق أو فلسطين أقوال ( ذات قرار ) أي مستوية يستقر عليها ساكنوها ( ومعين ) ماء جار ظاهر تراه العيون
51. ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات ) الحلالات ( واعملوا صالحا ) من فرض ونفل ( إني بما تعملون عليم ) فأجازيكم عليه
52. واعلموا ( وإن هذه ) ملة الإسلام ( أمتكم ) دينكم أيها المخاطبون يجب أن تكونوا عليها ( أمة واحدة ) حال لازمة وفي قراءة بتخفيف النون وفي أخرى بكسرها مشددة استئنافا ( وأنا ربكم فاتقون ) فاحذرون
53. ( فتقطعوا ) أي الأتباع ( أمرهم ) دينهم ( بينهم زبرا ) حال من فاعل تقطعوا أي أحزابا متخالفين كاليهود والنصارى وغيرهم (كل حزب بما لديهم ) عندهم من الدين ( فرحون ) مسرورين
54. ( فذرهم ) اترك كفار مكة ( في غمرتهم ) ضلالتهم ( حتى حين ) إلى حين موتهم
55. ( أيحسبون أنما نمدهم به ) نعطيهم ( من مال وبنين ) في الدنيا
56. ( نسارع ) نعجل ( لهم في الخيرات ) لا ( بل لا يشعرون ) أن ذلك استدراج لهم
57. ( إن الذين هم من خشية ربهم ) خوفهم منه ( مشفقون ) خائفون من عذابه
58. ( والذين هم بآيات ربهم ) القرآن ( يؤمنون ) يصدقون
59. ( والذين هم بربهم لا يشركون ) معه غيره
60. ( والذين يؤتون ) يعطون ( ما آتوا ) أعطوا من الصدقة والأعمال الصالحة ( وقلوبهم وجلة ) خائفة أن لا تقبل منهم ( أنهم ) يقدر قبله لام الجر ( إلى ربهم راجعون )
61. ( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) في علم الله
62. ( ولا نكلف نفسا إلا وسعها ) طاقتها فمن لم يستطع أن يصلي قائما فليصلي جالسا ومن لم يستطع أن يصوم فليأكل (ولدينا ) عندنا ( كتاب ينطق بالحق ) بما عملته وهو اللوح المحفوظ تسطر فيه الأعمال ( وهم ) أي النفوس العاملة ( لا يظلمون ) شيئا منها فلا ينقص من ثواب أعمال الخيرات ولا يزاد في السيئات
63. ( بل قلوبهم ) أي الكفار ( في غمرة ) جهالة ( من هذا ) القرآن ( ولهم أعمال من دون ذلك ) المذكون للمؤمنين ( هم لها عاملون ) فيعذبون عليها
64. ( حتى ) ابتدائية ( إذا أخذنا مترفيهم ) أغنياءهم ورؤساءهم ( بالعذاب ) السيف يوم بدر ( إذا هم يجأرون ) يضجون يقال لهم
65. ( لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون ) لا تمنعون
66. ( قد كانت آياتي ) من القرآن ( تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون ) ترجعون القهقرى
67. ( مستكبرين ) عن الإيمان ( به ) أي بالبيت أو الحرم بأنهم أهله في أمن بخلاف سائر الناس في مواطنهم ( سامرا ) حال أي جماعة يتحدثون بالليل حول البيت ( تهجرون ) من الثلاثي تتركون القرآن ومن الرباعي أي تقولون غير الحق في النبي والقرآن
68. ( أفلم يدبروا ) أصله بتدبروا فادغمت التاء في الدال ( القول ) أي القرآن الدال على صدق النبي ( أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين )
69. ( أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون )
70. ( أم يقولون به جنة ) الاستفهام فيه للتقرير بالحق من صدق النبي ومجيء الرسل للامم الماضية ومعرفة رسولهم بالصدق والأمانة وأن لا جنون به ( بل ) للانتقال ( جاءهم بالحق ) أي القرآن المشتمل على التوحيد وشرائع الإسلام ( وأكثرهم للحق كارهون )
71. ( ولو اتبع الحق ) أي القرآن ( أهواءهم ) بأن جاء بما يهوونه من الشريك والولد لله تعالى الله عن ذلك ( لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ) خرجت عن نظامها المشاهد لوجود التمانع في الشيء عادة عند تعدد الحاكم ( بل أتيناهم بذكرهم ) القرآن الذي فيه ذكرهم وشرفهم ( فهم عن ذكرهم معرضون )
72. ( أم تسألهم خرجا ) أجرا على ما جئتهم به من الإيمان ( فخراج ربك ) أجره وثوابه ورزقه ( خير ) وفي قراءة خرجا في الموضعين وفي قراءة أخرى خراجا فيهما ( وهو خير الرازقين ) أفضل من أعطى وآجر
73. ( وإنك لتدعوهم إلى صراط ) طريق ( مستقيم ) دين الإسلام
74. ( وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة ) بالبعث والثواب والعقاب ( عن الصراط ) الطريق ( لناكبون ) عادلون
75. ( ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر ) جوع أصابهم بمكة سبع سنين ( للجوا ) تمادوا ( في طغيانهم ) ضلالتهم ( يعمهون ) يترددون
76. ( ولقد أخذناهم بالعذاب ) الجوع ( فما استكانوا ) تواضعوا ( لربهم وما يتضرعون ) يرغبون إلى الله بالدعاء
77. ( حتى ) ابتدائية ( إذا فتحنا عليهم بابا ذا ) صاحب ( عذاب شديد ) هو يوم بدر بالقتل ( إذا هم فيه مبلسون ) آيسون من كل خير
78. ( وهو الذي أنشأ ) خلق ( لكم السمع ) بمعنى الأسماع ( والأبصار والأفئدة ) القلوب ( قليلا ما ) تأكيد للقلة ( تشكرون )
79. ( وهو الذي ذرأكم ) خلقكم ( في الأرض وإليه تحشرون ) تبعثون
80. ( وهو الذي يحيي ) بنفخ الروح في المضغة ( ويميت وله اختلاف الليل والنهار ) بالسواد والبياض والزيادة والنقصان ( أفلا تعقلون ) صنعه تعالى فتعتبروا
81. ( بل قالوا مثل ما قال الأولون )
82. ( قالوا ) الأولون ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ) لا وفي الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين
83. ( لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا ) البعث بعد الموت ( من قبل إن ) ما ( هذا إلا أساطير ) أكاذيب ( الأولين ) كالأضاحيك والأعاجيب جمع أسطورة بالضم
84. ( قل ) لهم ( لمن الأرض ومن فيها ) من الخلق ( إن كنتم تعلمون ) خالقها ومالكها
85. ( سيقولون لله قل ) لهم ( أفلا تذكرون ) بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون فتعلموا أن القادر على الخلق ابتداء قادر على الإحياء بعد الموت
86. ( قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ) الكرسي
87. ( سيقولون لله قل أفلا تتقون ) تحذرون عبادة غيره
88. ( قل من بيده ملكوت ) ملك ( كل شيء ) والتاء للمبالغة ( وهو يجير ولا يجار عليه ) يحمي ولا يحمى عليه ( إن كنتم تعلمون )
89. ( سيقولون لله ) وفي قراءة لله بلام الجر في الموضعين نظرا إلى أن المعنى من له ما ذكر ( قل فأنى تسحرون ) تخدعون وتصرفون عن الحق عبادة الله وحده أي كيف تخيل لكم أنه باطل
90. ( بل أتيناهم بالحق ) بالصدق ( وإنهم لكاذبون ) في نفيه وهو
91. ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا ) لو كان معه إله ( لذهب كل إله بما خلق ) انفرد به ومنع الآخر من الاستيلاء عليه ( ولعلا بعضهم على بعض ) مغالبة كفعل ملوك الدنيا ( سبحان الله ) تنزيها له ( عما يصفون ) به مما ذكر
92. ( عالم الغيب والشهادة ) ما غاب وما شوهد بالجر صفة والرفع خبر هو مقدرا ( فتعالى ) تعظم ( عما يشركون ) معه
93. ( قل رب إما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ( تريني ما يوعدون ) ـه من العذاب هو صادق بالقتل ببدر
94. ( رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ) فأهلك بإهلاكهم
95. ( وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون )
96. ( ادفع بالتي هي أحسن ) أي الخصلة من الصفح والإعراض عنهم ( السيئة ) أذاهم إياك وهذا قبل الأمر بالقتال ( نحن أعلم بما يصفون ) يكذبون ويقولون فنجازيهم عليه
97. ( وقل رب أعوذ ) اعتصم ( بك من همزات الشياطين ) نزعاتهم بما يوسوسون به
98. ( وأعوذ بك رب أن يحضرون ) في أموري لأنهم إنما يحضرون بسوء
99. ( حتى ) ابتدائية ( إذا جاء أحدهم الموت ) ورأى مقعده من النار ومقعده من الجنة لو آمن ( قال رب ارجعون ) الجمع للتعظيم
100. ( لعلي أعمل صالحا ) بأن أشهد أن لا إله إلا الله يكون ( فيما تركت ) ضيعت من عمري أي في مقابلته قال تعالى ( كلا ) أي لا رجوع ( إنها ) أي رب ارجعون ( كلمة هو قائلها ) ولا فائدة له فيها ( ومن ورائهم ) أمامهم ( برزخ ) حاجز يصدهم عن الرجوع ( إلى يوم يبعثون ) ولا رجوع بعده
101. ( فإذا نفخ في الصور ) القرن النفخة الأولى أو الثانية ( فلا أنساب بينهم يومئذ ) يتفاخرون بها ( ولا يتساءلون ) عنها خلاف حالهم في الدنيا لما يشغلهم من عظم الأمر عن ذلك في بعض مواطن القيامة وفي بعضها يفيقون وفي آية فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون
102. ( فمن ثقلت موازينه ) بالحسنات ( فأولئك هم المفلحون ) الفائزون
103. ( ومن خفت موازينه ) بالسيئات ( فأولئك الذين خسروا أنفسهم ) فهم ( في جهنم خالدون )
104. ( تلفح وجوههم النار ) تحرقها ( وهم فيها كالحون ) شمرت شفاههم العليا والسفلى عن أسنانهم ويقال لهم
105. ( ألم تكن آياتي ) من القرآن ( تتلى عليكم ) تخوفون بها ( فكنتم بها تكذبون )
106. ( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا ) وفي قراءة شقاوتنا بفتح أوله وألف وهما مصدران بمعنى ( وكنا قوما ضالين ) عن الهدية
107. ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا ) إلى المخالفة ( فإنا ظالمون )
108. ( قال ) لهم بلسان مالك بعد قدر الدنيا مرتين ( اخسئوا فيها ) ابعدوا في النار اذلاء ( ولا تكلمون ) في رفع العذاب عنكم فينقطع رجاؤهم
109. ( إنه كان فريق من عبادي ) هم المهاجرون ( يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين )
110. ( فاتخذتموهم سخريا ) بضم السين وكسرها مصدر بمعنى الهزء منهم بلال وصهيب وعمار وسلمان ( حتى أنسوكم ذكري ) فتركتموه لاشتغالكم بالاستهزاء بهم فهم سبب الإنساء فنسب إليهم ( وكنتم منهم تضحكون )
111. ( إني جزيتهم اليوم ) النعيم المقيم ( بما صبروا ) على استهزائهم بهم وأذاكم إياهم ( أنهم ) بكسر الهمزة استئناف وبفتحها مفعول ثان لجزيتهم ( هم الفائزون ) بمطلوبهم
112. ( قال ) تعالى لهم بلسان مالك وفي قراءة قل ( كم لبثتم في الأرض ) في الدنيا وفي قبوركم ( عدد سنين ) تمييز
113. ( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ) شكوا في ذلك واستقصروه لعظم ما هم فيه من العذاب ( فاسأل العادين ) الملائكة المحصين أعمال الخلق
114. ( قال ) تعالى بلسان مالك وفي قراءة أيضا قل ( إن ) ما ( لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ) مقدار لبثكم من الطول كان قليلا بالنسبة إلى لبثكم في النار
115. ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) لا لحكمة ( وأنكم إلينا لا ترجعون ) بالبناء للفاعل وللمفعول لا بل لنتعبدكم بالأمر والنهي وترجعون إلينا ونجازي على ذلك وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
116. ( فتعالى الله ) عن العبث وغيره مما لا يليق به ( الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) الكرسي الحسن
117. ( ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به ) صفة كاشفة لا مفهوم لها ( فإنما حسابه ) جزاؤه ( عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ) لا يسعدون
118. ( وقل رب اغفر وارحم ) المؤمنين في الرحمة زيادة عن المغفرة ( وأنت خير الراحمين ) أفضل راحم

24. سورة النور
1. هذه ( سورة أنزلناها وفرضناها ) مخففة ومشددة لكثرة المفروض فيها ( وأنزلنا فيها آيات بينات ) واضحات الدلالات ( لعلكم تذكرون ) بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون
2. ( الزانية والزاني ) غير المحصنين لرجمها بالسنة وأل فيما ذكر موصولة وهو مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو ( فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ) ضربة يقال جلده ضرب جلده ويزاد على ذلك بالسنة تغريب عام والرقيق على النصف مما ذكر ( ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ) حكمه بأن تتركوا شيئا من حدهما ( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) يوم البعث في هذا تحريض على ما قبل الشرط وهو جوابه أو دال على جوابه ( وليشهد عذابهما ) الجلد ( طائفة من المؤمنين ) قيل ثلاثة وقيل أربعة عدد شهود الزنا
3. ( الزاني لا ينكح ) يتزوج ( إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) أي المناسب لكل منهما ما ذكر (وحرم ذلك ) أي نكاح الزواني ( على المؤمنين ) الأخيار نزل ذلك لما هم فقراء المهاجرين أن يتزوجوا بغايا المشركين وهن موسرات لينفقن عليهم فقيل التحريم خاص بهم وقيل عام ونسخ بقوله تعالى وأنكحوا الأيامى منكم
4. ( والذين يرمون المحصنات ) العفيفات بالزنا ( ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ) على زناهن برؤيتهم ( فاجلدوهم ) كل واحد منهم ( ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ) في شيء ( أبدا وأولئك هم الفاسقون ) لإتيانهم كبيرة
5. ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا ) عملهم ( فإن الله غفور ) لهم قذفهم ( رحيم ) بهم بإلهامهم التوبة فبها ينتهي فسقهم وتقبل شهادتهم وقيل لا تقبل رجوعا بالاستثناء إلى الجملة الأخيرة
6. ( والذين يرمون أزواجهم ) بالزنا ( ولم يكن لهم شهداء ) عليه ( إلا أنفسهم ) وقع ذلك لجماعة من الصحابة ( فشهادة أحدهم ) مبتدأ ( أربع شهادات ) نصب على المصدر ( بالله إنه لمن الصادقين ) فيما رمى به زوجته من الزنى
7. ( والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ) في ذلك وخبر المبتدأ تدفع عنه حد القذف
8. ( ويدرأ ) يدفع ( عنها العذاب ) حد الزنا الذي ثبت بشهادته ( أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ) فيما رماها به من الزنا
9. ( والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ) في ذلك
10. ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ) بالستر في ذلك ( وأن الله تواب ) بقبوله التوبة في ذلك وغيره ( حكيم ) فيما حكم به في ذلك وغيره ليبين الحق في ذلك وعاجل بالعقوبة من يستحقها
11. ( إن الذين جاؤوا بالإفك ) أسوأ الكذب على عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين بقذفها ( عصبة منكم ) جماعة من المؤمنين قالت حسان بن ثابت وعبد الله بن أبي ومسطح وحمنة بنت جحش ( لا تحسبوه ) أيها المؤمنون غير العصبة ( شرا لكم بل هو خير لكم ) يأجركم الله به ويظهر براءة عائشة ومن جاء معها منه وهو صفوان فإنها قالت كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بعدما انزل الحجاب ففرغ منها ورجع ودنا من المدينة وآذن بالرحيل ليلة فمشيت وقضيت شأني وأقبلت النساء خفافا إنما نأكلن العلقة هو بضم المهملة القلادة فرجعت التمسه وحملوا هودجي على بعيري يحسبونني فيه وكانت النساء خفافا إنما يأكلن العلقة وهو بضم المهلة وسكون اللام من الطعام أي القليل ووجدت عقدي وجئت بعد ما ساروا فجلست في النزل الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي فغلبتني عيناي فنمت وكان صفوان قد عرس من وراء الجيش فادلج أي نزل من آخر الليل للاستراحة فسار منه فأصبح في منزله فرأى سواد إنسان نائم أي شخصه فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني أي قوله إنا لله وإنا إليه راجعون فخمرت وجهي بجلبابي أي غطيته بالملاءة والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته ووطيء على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة أي من أوغر واقفين في مكان وغر من شدة الحر فهلك من هلك وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول أه قولها رواه الشيخان قال تعالى ( لكل امرئ منهم ) أي عليه ( ما اكتسب من الإثم ) في ذلك ( والذي تولى كبره منهم ) أي تحمل معظمه فبدأ بالخوض فيه وأشاعه وهو عبد الله بن أبي ( له عذاب عظيم ) هو النار في الآخرة
12. ( لولا ) هلا ( إذ ) حين ( سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم ) ظن بعضهم ببعض ( خيرا وقالوا هذا إفك مبين ) كذب بين فيه التفات عن الخطاب أي ظننتم أيها العصبة وقلتم
13. ( لولا ) هلا ( جاؤوا ) أي العصبة ( عليه بأربعة شهداء ) شاهدوه ( فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله ) في حكمه ( هم الكاذبون ) فيه
14. ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم ) أيها العصبة أي خضتم ( فيه عذاب عظيم) في الآخرة
15. ( إذ تلقونه بألسنتكم ) أي يرويه بعضكم عن بعض وحذف من الفعل إحدى التاءين وإذ منصوب يمسكم أو بأفضتم (وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا ) لا إثم فيه ( وهو عند الله عظيم ) في الإثم
16. ( ولولا ) هلا ( إذ ) حين ( سمعتموه قلتم ما يكون ) ما ينبغي ( لنا أن نتكلم بهذا سبحانك ) هو للتعجب هنا ( هذا بهتان ) كذب ( عظيم )
17. ( يعظكم الله ) ينهاكم ( أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ) تتعظون بذلك
18. ( ويبين الله لكم الآيات ) في الأمر والنهي ( والله عليم ) بما يأمر به وينهى عنه ( حكيم ) فيه
19. ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة ) باللسان ( في الذين آمنوا ) بنسبتها إليهم وهم العصبة ( لهم عذاب أليم في الدنيا) بحد القذف ( والآخرة ) بالنار لحق الله ( والله يعلم ) انتفاءها عنهم ( وأنتم ) أيها العصبة بما قلتم من الإفك ( لا تعلمون ) وجودها فيهم
20. ( ولولا فضل الله عليكم ) أيها العصبة ( ورحمته وأن الله رؤوف رحيم ) بكم لعاجلكم بالعقوبة

21. ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ) طرق تزيينه ( ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه ) أي المتبع ( يأمر بالفحشاء ) أي القبيح ( والمنكر ) شرعا باتباعها ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم ) أيها العصبة بما قلتم من الإفك ( من أحد أبدا ) أي ما صلح وطهر من هذا الذنب بالتوبة منه ( ولكن الله يزكي ) يطهر ( من يشاء ) من الذنب بقبول توبته منه ( والله سميع ) بما قلتم ( عليم ) بما قصدتم22. ( ولا يأتل ) يحلف ( أولوا الفضل ) أصحاب الغنى ( منكم والسعة أن ) لا ( يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ) نزلت في أبي بكر حلف أن لا ينفق على مسطح وهو ابن خالته مسكين مهاجر بدري لما خاض في الإفك بعد أن كان ينفق عليه وناس من الصحابة أقسموا أن لا يتصدقوا على من تكلم بشيء من الإفك ( وليعفوا وليصفحوا ) عنهم في ذلك ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) للمؤمنين قال أبو بكر بلى أنا احب أن يغفر الله لي ورجع إلى مسطح ما كان ينفقه عليه23. ( إن الذين يرمون ) بالزنا ( المحصنات ) العفائف ( الغافلات ) عن الفواحش بأن لا يقع في قلوبهن فعلها ( المؤمنات ) بالله ورسوله ( لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم 24. ( يوم ) ناصبه الاستقرار الذي تعلق به لهم ( تشهد ) بالفوقانية والتحتانية ( عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) من قول وفعل وهو يوم القيامة25. ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ) يجازيهم جزاءه الواجب عليهم ( ويعلمون أن الله هو الحق المبين ) حيث حقق لهم جزاءه الذي كانوا يشكون فيه ومنهم عبد الله بن أبي والمحصنات هنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يذكر في قذفهن توبة ومن ذكر في قذفهن أول سورة التوبة غيرهن26. ( الخبيثات ) من النساء ومن الكلمات ( للخبيثين ) من الناس ( والخبيثون ) من الناس ( للخبيثات ) مما ذكر ( والطيبات ) مما ذكر ( للطيبين ) من الناس ( والطيبون ) منهم ( للطيبات ) مما ذكر أي اللائق بالخبيث مثله وبالطيب مثله ( أولئك ) الطيبون من الرجال والطبيبات من النساء ومنهم عائشة وصفوان ( مبرؤون مما يقولون ) أي الخبيثون والخبيثات من الرجال والنساء فيهم ( لهم ) للطيبين والطيبات ( مغفرة ورزق كريم ) من الجنة وقد افتخرت عائشة بأشياء منها أنها خلقت طيبة ووعدت مغفرة ورزقا كريما27. ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا ) تستأذنوا ( وتسلموا على أهلها ) فيقول الواحد السلام عليكم أأدخل كما ورد في الحديث ( ذلكم خير لكم ) من الدخول بغير استئذان ( لعلكم تذكرون ) بإدغام التاء الثانية في الذال خيريته فتعملوا به

28. ( فإن لم تجدوا فيها أحدا ) يأذن لكم ( فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ) بعد الاستئذان ( ارجعوا فارجعوا هو ) الرجوع ( أزكى ) خير ( لكم ) من القعود على الباب ( والله بما تعملون ) من الدخول بإذن وغير إذن ( عليم ) فيجازيكم عليه
29. ( ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع ) أي منفعة ( لكم ) باستكنان وغيره كبيوت الربط والخانات المسبلة ( والله يعلم ما تبدون ) تظهرون ( وما تكتمون ) تخفون في دخول غير بيوتكم من قصد صلاح أو غيره وسيأتي أنهم إذا دخلوا بيوتهم يسلمون على أنفسهم
30. ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) عما لايحل لهم نظره ومن زائدة ( ويحفظوا فروجهم ) عما لا يحل لهم فعله بها ( ذلك أزكى ) أي خير ( لهم إن الله خبير بما يصنعون ) بالأبصار والفروج فيجازيهم عليه
31. ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) عما لايحل لهن نظره ( ويحفظن فروجهن ) عما لا يحل لهن فعله بها ( ولا يبدين ) يظهرن ( زينتهن إلا ما ظهر منها ) وهو الوجه والكفان فيجوز نظره لأجنبي إن لم يخف فتنة في أحد وجهين والثاني يحرم لأنه مظنة الفتنة ورجح حسما للباب ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) أي يسترن الرؤوس والأعناق والصدور بالمقانع ( ولا يبدين زينتهن ) الخفية وهي ما عدا الوجه والفين ( إلا لبعولتهن ) جمع بعل أي زوج ( أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن ) فيجوز لهم نظره إلا ما بين السرة والركبة فيحرم نظره لغير الأزواج وخرج بنسائهن الكافرات فلا يجوز للمسلمات الكشف لهن وشمل ما ملكت أيمانهن العبيد ( أو التابعين ) في فضول الطعام (غير ) بالجر صفة والنصب استثناء ( أولي الإربة ) أصحاب الحاجة إلى النساء ( من الرجال ) بأن لم ينتشرذكر كل ( أو الطفل) بمعنى الأطفال ( الذين لم يظهروا ) يطلعوا ( على عورات النساء ) للجماع فيجوز أن يبدين لهم ما عدا بين السرة والركبة ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) من خلخال يتقعقع ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ) مما وقع لكم من النظر الممنوع منه ومن غيره ( لعلكم تفلحون ) تنجون من ذلك لقبول التوبة منه وفي الآية تغليب الذكور على الإناث
32. ( وأنكحوا الأيامى منكم ) جمع أيم وهي من ليس لها زوج بكرا كانت أو ثيبا ومن ليس له زوج وهذا في الأحرار والحرائر ( والصالحين ) المؤمنين ( من عبادكم وإمائكم ) وعباد من جموع عبد ( إن يكونوا ) أي الأحرار ( فقراء يغنهم الله ) بالتزوج ( من فضله والله واسع ) لخلقه ( عليم ) بهم
33. ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا ) ما ينكحون به من مهر ونفقة عن الزنا ( حتى يغنيهم الله ) يوسع عليهم ( من فضله ) فينكحوا ( والذين يبتغون الكتاب ) بمعنى المكاتبة ( مما ملكت أيمانكم ) من العبيد والإماء ( فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ) أي أمانة وقدرة على الكسب لإداء مال الكتابة وصيغتها مثلا كاتبتك على ألفين في شهرين كل شهر ألف فإذا أديتهما فأنت حر فيقول قبلت ( وآتوهم ) أمر للسادة ( من مال الله الذي آتاكم ) ما يستعينون به في أداء ما التزموه لكم (ولا تكرهوا فتياتكم ) إماءكم ( على البغاء ) الزنا ( إن أردن تحصنا ) تعففا عنه وهذه الإرادة محل الإكراه فلا مفهوم للشرط (لتبتغوا ) بالإكراه ( عرض الحياة الدنيا ) نزلت في عبد الله بن أبي كان يكره جواريه على الكسب بالزنا ( ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور ) لهن ( رحيم ) بهن
34. ( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ) بفتح الياء وكسرها في هذه السورة بين فيها ما ذكر أو بينة ( ومثلا ) خبرا عجيبا وهو خبر عائشة ( من الذين خلوا من قبلكم ) أي من جنس أمثالهم أي أخبارهم العجيبة كخبر يوسف ومريم ( وموعظة للمتقين ) في قوله تعالى ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون الخ ولولا إذ سمعتموه الخ يعظكم الله أن تعودوا الخ وتخصيصها بالمتقين لأنهم المنتفعون بها
35. ( الله نور السماوات والأرض ) أي منورهما بالشمس والقمر ( مثل نوره ) أي صفته في قلب المؤمن ( كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ) هي القنديل والمصباح السراج أي الفتيلة الموقودة والمشكاة الطاقة غير النافذة أي الأنبوبة في القنديل ( الزجاجة كأنها ) والنور فيها ( كوكب دري ) مضيء بكسر الدال وضمها من الدرء بمعنى الدفع لدفعها الظلام وبضمها وتشديد الياء منسوب إلى الدر اللؤلؤ ( يوقد ) المصباح بالماضي وفي قراءة بمضارع أوقد مبنيا للمفعول بالتحتانية وفي أخرى توقد بالفوقانية أي الزجاجة ( من ) زيت ( شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ) بل بينهما فلا يتمكن منها حر ولا برد مضرين (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ) لصفائه ( نور ) به ( على نور ) بالنار ونور الله أي هداه للمؤمن نور على نور الإيمان ( يهدي الله لنوره ) لدين الإسلام ( من يشاء ويضرب ) يبين ( الله الأمثال للناس ) تقريبا لأفهامهم ليعتبروا فيؤمنوا ( والله بكل شيء عليم ) ومنه ضرب الأمثال
36. ( في بيوت ) متعلق بيسبح الآتي ( أذن الله أن ترفع ) تعظم ( ويذكر فيها اسمه ) بتوحيده ( يسبح ) بفتح الموحدة وكسرها أي يصلي ( له فيها بالغدو ) مصدر بمعنى الغدوات أي البكر ( والآصال ) العشايا من بعد الزوال
37. ( رجال ) فاعل يسبح بكسر الباء وعلى فتحها نائب الفاعل له ورجال فاعل فعل مقدر جواب سؤال مقدر كأنه قيل من يسبحه ( لا تلهيهم تجارة ) شراء ( ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ) حذف هاء إقامة تخفيف ( وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب ) تضطرب ( فيه القلوب والأبصار ) من الخوف القلوب بين النجاة والهلاك والأبصار بين ناحيتي اليمين والشمال هو يوم القيامة
38. ( ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ) أي ثوابه وأحسن بمعنى حسن ( ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) يقال فلان ينفق بغير حساب أي يوسع كأنه لا يحسب ما ينفقه
39. ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ) جمع قاع أي فلاة وهي شعاع يرى فيها نصف النهار في شدة الحر يشبه الماء الجاري ( يحسبه ) يظنه ( الظمآن ) أي العطشان ( ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ) مما حسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله كصدقة ينفعه حتى إذا مات وقدم على ربه يجد عمله أي لم ينفعه ( ووجد الله عنده ) أي عند عمله ( فوفاه حسابه ) أي جازاه عليه في الدنيا ( والله سريع الحساب ) أي المجازاة
40. ( أو ) الذين كفروا أعمالهم السيئة ( كظلمات في بحر لجي ) عميق ( يغشاه موج من فوقه ) أي الموج ( موج من فوقه) أي الموج الثاني ( سحاب ) غيم هذه ( ظلمات بعضها فوق بعض ) ظلمة البحر وظلمة الموج الأول وظلمة الثاني وظلمة السحاب (إذا أخرج ) الناظر ( يده ) في هذه الظلمات ( لم يكد يراها ) أي لم يقرب من رؤيتها ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) أي من لم يهده الله لم يهتد
41. ( ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض ) ومن التسبيح صلاة ( والطير ) جمع طائر بين السماء والأرض ( صافات ) حال باسطات أجنحتهن ( كل قد علم ) الله ( صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ) فيه تغليب العاقل
42. ( ولله ملك السماوات والأرض ) خزائن المطر والرزق والنبات ( وإلى الله المصير ) المرجع
43. ( ألم تر أن الله يزجي سحابا ) يسوقه برفق ( ثم يؤلف بينه ) يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة ( ثم يجعله ركاما ) بعضه فوق بعض ( فترى الودق ) المطر ( يخرج من خلاله ) مخارجه ( وينزل من السماء من ) صلة (جبال فيها ) في السماء بدل باعادة الجار ( من برد ) أي بعضه ( فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ) يقرب ( يكاد سنا ) لمعانه ( برقه يذهب ) الناظرة له أي يخطفها
44. ( يقلب الله الليل والنهار ) أي يأتي بكل منهما بدل الآخر ( إن في ذلك ) التقليب ( لعبرة ) دلالة ( لأولي الأبصار) لأصحاب البصائر على قدرة الله تعالى
45. ( والله خلق كل دابة ) حيوان ( من ماء ) نطفة ( فمنهم من يمشي على بطنه ) كالحيات والهوام ( ومنهم من يمشي على رجلين ) كالإنسان والطير ( ومنهم من يمشي على أربع ) كالبهائم والأنعام ( يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير)
46. ( لقد أنزلنا آيات مبينات ) بينات هي القرآن ( والله يهدي من يشاء إلى صراط ) طريق ( مستقيم ) دين الإسلام
47. ( ويقولون ) المنافقون ( آمنا ) صدقنا ( بالله ) بتوحيده ( وبالرسول ) محمد ( وأطعنا ) هما فيما حكما به ( ثم يتولى ) يعرض ( فريق منهم من بعد ذلك ) عنه ( وما أولئك ) المعرضون ( بالمؤمنين ) المعهودين الموافق قلوبهم لألسنتهم
48. ( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ) المبلغ عنهم ( ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون ) عن المجيء إليه
49. ( وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ) مسرعين طائعين
50. ( أفي قلوبهم مرض ) كفر ( أم ارتابوا ) أي شكوا في نبوته ( أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ) في الحكم أي فيظلموا فيه لا ( بل أولئك هم الظالمون ) بالإعراض عنه
51. ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم ) فالقول اللائق بهم ( أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) بالإجابة ( وأولئك ) حينئذ ( هم المفلحون ) الناجون
52. ( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ) يخافه ( ويتقه ) بسكون الهاء وكسرها بأن يطيعه ( فأولئك هم الفائزون ) بالجنة
53. ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم ) غايتها ( لئن أمرتهم ) بالجهاد ( ليخرجن قل ) لهم ( لا تقسموا طاعة معروفة ) للنبي خير من قسمكم الذي لا تصدقون فيه ( إن الله خبير بما تعملون ) من طاعتكم بالقول ومخالفتكم بالفعل
54. ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا ) عن طاعته بحذف إحدى التاءين خطاب لهم ( فإنما عليه ما حمل ) من التبليغ ( وعليكم ما حملتم ) من طاعته ( وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) أي التبليغ البين
55. ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ) بدلا من الكفار ( كما استخلف ) بالبناء للفاعل والمفعول ( الذين من قبلهم ) من بني إسرائيل بدلا من الجبابرة ( وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ) وهو الإسلام بأن يظهره على جميع الأديان ويوسع لهم في البلاد فيملكوها ( وليبدلنهم ) بالتخفيف والتشديد ( من بعد خوفهم ) من الكفار ( أمنا ) وقد أنجز الله وعده لهم بما ذكر وأنثى عليهم بقوله ( يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) هو مستأنف في حكم التعليل ( ومن كفر بعد ذلك ) الإنعام منهم به ( فأولئك هم الفاسقون ) وأول من كفر به قتلة عثمان رضي الله عنه فصاروا يقتتلون بعد أن كانوا إخوانا
56. ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) رجاء الرحمة
57. ( لا تحسبن ) بالفوقانية والتحتانية والفاعل الرسول ( الذين كفروا معجزين ) لنا ( في الأرض ) بأن يفوتونا ( ومأواهم ) مرجعهم ( النار ولبئس المصير ) المرجع هي
58. ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ) من العبيد والإماء ( والذين لم يبلغوا الحلم منكم ) من الأحرار وعرفوا أمر النساء ( ثلاث مرات ) في ثلاثة أوقات ( من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ) وقت الظهر ( ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ) بالرفع خبر مبتدأ مقدر بعده مضاف وقام المضاف إليه مقامه هي أوقات أو بالنصب بتقدير أوقات منصوبا بدلا من محل ما قبله قام المضاف إليه مقامه وهي لإلقاء الثياب تبدو فيها العورات ( ليس عليكم ولا عليهم ) المماليك والصبيان ( جناح ) في الدخول عليكم بغير استئذان ( بعدهن ) بعد الأوقات الثلاثة هم ( طوافون عليكم ) للخدمة (بعضكم ) طائف ( على بعض ) والجملة مؤكدة لما قبلها ( كذلك ) كما بين ما ذكر ( يبين الله لكم الآيات ) أي الأحكام ( والله عليم ) بأمور خلقه ( حكيم ) بما دبره لهم وآية الاستئذان قيل منسوخة وقيل لا ولكن تهاون الناس في ترك الاستئذان
59. ( وإذا بلغ الأطفال منكم ) أيها الأحرار ( الحلم فليستأذنوا ) في جميع الأوقات ( كما استأذن الذين من قبلهم ) أي الأحرار الكبار ( كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم )
60. ( والقواعد من النساء ) قعدن عن الحيض والولد لكبرهن ( اللاتي لا يرجون نكاحا ) لذلك ( فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن ) من الجلباب والرداء والقناع فوق الخمار ( غير متبرجات ) مظهرات ( بزينة ) خفية كقلادة وسوار وخلخال ( وأن يستعففن ) بأن لا يضعنها ( خير لهن والله سميع ) لقولكم ( عليم ) بما في قلوبكم
61. ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ) في مؤاكلة مقابليهم ( ولا ) حرج ( على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ) بيوت أولادكم ( أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه ) خزنتموه لغيركم ( أو صديقكم ) وهو من صدقكم في مودته المعنى يجوز الأكل من بيوت من ذكر وإن لم يحضروا إذا علم رضاهم به ( ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا ) مجتمعين ( أو أشتاتا ) متفرقين جمع شت فيمن تحرج أن يأكل وحده وإذا لم يجد من يؤاكله يترك الأكل ( فإذا دخلتم بيوتا ) لكم لا أهل بها ( فسلموا على أنفسكم ) قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإن الملائكة ترد عليكم وإن كان بها أهل فسلموا عليهم (تحية ) مصدر حيا ( من عند الله مباركة طيبة ) يثاب عليها ( كذلك يبين الله لكم الآيات ) يفصل لكم معالم دينكم ( لعلكم تعقلون ) لكي تفهموا ذلك
62. ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه ) الرسول ( على أمر جامع ) كخطبة الجمعة ( لم يذهبوا ) لعروض عذر لهم ( حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم ) أمرهم ( فأذن لمن شئت منهم ) بالإنصراف ( واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم )
63. ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) بأن تقولوا يا محمد بل قولوا يا نبي الله يا رسول الله في لين وتواضع وخفض صوت ( قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا ) أي يخرجون من المسجد في الخطبة من غير استئذان خفية مستترين بشيء وقد للتحقيق ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي الله أو الرسول ( أن تصيبهم فتنة ) بلاء ( أو يصيبهم عذاب أليم ) في الآخرة
64. ( ألا إن لله ما في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( قد يعلم ما أنتم ) أيها المكلفون ( عليه ) من الإيمان والنفاق ويعلم ( ويوم يرجعون إليه ) فيه التفات عن الخطاب أي متى يكون ( فينبئهم ) فيه ( بما عملوا ) من الخير والشر ( والله بكل شيء ) من أعمالهم وغيرهم ( عليم )

25. سورة الفرقان
1. ( تبارك ) تعالى ( الذي نزل الفرقان ) القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل ( على عبده ) محمد ( ليكون للعالمين ) الإنس والجن دون الملائكة ( نذيرا ) مخوفا من عذاب الله
2. ( الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء ) من شأنه أن يخلق (فقدره تقديرا ) سواه تسوية
3. ( واتخذوا ) أي الكفار ( من دونه ) الله أي غيره ( آلهة ) هي الأصنام ( لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ) أي دفعه ( ولا نفعا ) أي جره ( ولا يملكون موتا ولا حياة ) أي إماتة لأحد وإحياء لأحد ( ولا نشورا ) بعثا للأموات
4. ( وقال الذين كفروا إن هذا ) ما القرآن ( إلا إفك ) كذب ( افتراه ) محمد ( وأعانه عليه قوم آخرون ) وهم من أهل الكتاب قال تعالى ( فقد جاؤوا ظلما وزورا ) كفرا وكذبا أي بهما
5. ( وقالوا ) أيضا هو ( أساطير الأولين ) أكاذيبهم جمع أسطورة بالضم ( اكتتبها ) انتسخها من ذلك القوم بغيره ( فهي تملى ) تقرأ ( عليه ) ليحفظها ( بكرة وأصيلا ) غدوة وعشية قال تعالى ردا عليهم
6. ( قل أنزله الذي يعلم السر ) الغيب ( في السماوات والأرض إنه كان غفورا ) للمؤمنين ( رحيما ) بهم
7. ( وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا ) هلا ( أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ) يصدقه
8. ( أو يلقى إليه كنز ) من السماء ينفقه ولا يحتاج إلى المشي في الأسواق لطلب المعاش ( أو تكون له جنة ) بستان (يأكل منها ) أي من أثمارها فيكتفي بها وفي قراءة نأكل بالنون أي نحن فيكون له مزية علينا بها ( وقال الظالمون ) الكافرون للمؤمنين ( إن ) ما ( تتبعون إلا رجلا مسحورا ) مخدوعا مغلوبا على عقله
9. ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال ) بالمسحور والمحتاج إلى ما ينفقه وإلى ملك يقوم معه بالأمر ( فضلوا ) بذلك عن الهدى (فلا يستطيعون سبيلا ) طريقا إليه
10. ( تبارك ) تكاثر خير ( الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك ) الذي قالوه من الكنز والبستان ( جنات تجري من تحتها الأنهار) في الدنيا لأنه شاء أن يعطيه إياها في الآخرة ( ويجعل ) بالجزم ( لك قصورا ) أيضا وفي قراءة بالرفع استئنافا
11. ( بل كذبوا بالساعة ) القيامة ( وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ) نارا مسعرة أي مشتدة
12. ( إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا ) غليانا كالغضبان اذا غلى صدره من الغضب ( وزفيرا ) صوتا شديدا أو سماع التغيظ رؤيته وعلمه
13. ( وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا ) بالتشديد والتخفيف بأن يضيق عليهم ومنها حال من مكانا لأنه في الأصل صفة له (مقرنين ) مصفدين قد قرنت أي جمعت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال والتشديد للتكثير ( دعوا هنالك ثبورا ) هلاكا فيقال لهم
14. ( لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا ) كعذابكم
15. ( قل أذلك ) المذكور من الوعيد وصفة النار ( خير أم جنة الخلد التي وعد ) ها ( المتقون كانت لهم ) في علمه تعالى (جزاء ) ثوابا ( ومصيرا ) مرجعا
16. ( لهم فيها ما يشاؤون خالدين ) حال لازمة ( كان ) وعدهم ما ذكر ( على ربك وعدا مسؤولا ) يسأله من وعد به ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك أو تسأله لهم الملائكة ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم
17. ( ويوم يحشرهم ) بالنون والتحتانية ( وما يعبدون من دون الله ) أي غيره من الملائكة وعيسى وعزيز والجن ( فيقول ) تعالى بالتحتانية والنون للمعبودين إثباتا للحجة على العابدين ( أأنتم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ( أضللتم عبادي هؤلاء ) أوقعتموهم في الضلال بأمركم إياهم بعبادتكم ( أم هم ضلوا السبيل ) طريق الحق بأنفسهم
18. ( قالوا سبحانك ) تنزيها لك عما لا يليق بك ( ما كان ينبغي ) يستقيم ( لنا أن نتخذ من دونك ) أي غيرك ( من أولياء ) مفعول أول ومن زائدة لتأكيد النفي وما قبله الثاني فكيف نأمر بعبادتنا ( ولكن متعتهم وآباءهم ) من قبلهم بإطالة العنر وسعة الرزق (حتى نسوا الذكر ) تركوا الموعظة والإيمان بالقرآن ( وكانوا قوما بورا ) هلكى
19. ( فقد كذبوكم ) كذب المعبودون العابدين ( بما تقولون ) بالفوقانية أنهم آلهة ( فما تستطيعون ) بالتحتانية والفوقانية أي لاهم ولا أنتم ( صرفا ) دفعا للعذاب عنكم ( ولا نصرا ) منعا لكم منه ( ومن يظلم ) يشرك ( منكم نذقه عذابا كبيرا ) شديدا في الآخرة
20. ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ) فأنت مثلهم في ذلك وقد قيل لهم ما قيل لك ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ) بلية ابتلي الغنى بالفقير والصحيح بالمريض والشريف بالوضيع يقول الثاني في كل مالي لا أكون كالأول في كل ( أتصبرون ) على ما تسمعون ممن ابتليتم بهم استفهام بمعنى الأمر أي اصبروا ( وكان ربك بصيرا ) بمن يصبر وبمن يجزع