تفسير الجلالين للقران الكريم أجزاء.. 16



تفسير الجلالين  للقران الكريم أجزاء.. 16


الجزء السادس عشر

75. ( قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ) زاد لك على ما قبله لعدم العذر هنا
76. ولهذا ( قال إن سألتك عن شيء بعدها ) أي بعد هذه المرة ( فلا تصاحبني ) لا تتركني أتبعك ( قد بلغت من لدني ) بالتشديد والتخفيف من قبلي ( عذرا ) في مفارقتك لي
77. ( فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية ) هي أنطاكية ( استطعما أهلها ) طلبا منهم الطعام بضيافة ( فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا ) ارتفاعه مائة ذراع ( يريد أن ينقض ) أي يقرب أن يسقط لميلانه ( فأقامه ) الخضر بيده ( قال ) له موسى ( لو شئت لاتخذت ) وفي قراءة لاتخذت ( عليه أجرا ) جعلا حيث لم يضيفونا مع حاجتنا إلى الطعام
78. ( قال ) له الخضر ( هذا فراق ) أي وقت فراق ( بيني وبينك ) فيه إضافة بين إلى غير متعدد سوغها تكريره بالعطف بالواو ( سأنبئك ) قبل فراقي لك ( بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا )
79. ( أما السفينة فكانت لمساكين ) عشرة ( يعملون في البحر ) بها مؤاجرة لها طلبا للكسب ( فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ) إذا رجعوا أو أمامهم الآن ( ملك ) كافر ( يأخذ كل سفينة ) صالحة ( غصبا ) نصبه على المصدر المبين لنوع الأخذ
80. ( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ) فإنه كما في حديث مسلم طبع كافرا ولو عاش لأرهقهما ذلك لمحبتهما له يتبعانه في ذلك
81. ( فأردنا أن يبدلهما ) بالتشديد والتخفيف ( ربهما خيرا منه زكاة ) أي صلاحا وتقى ( وأقرب ) منه ( رحما ) بسكون الحاء وضمها رحمة وهي البر بوالديه فأبدلهما تعالى جارية تزوجت نبيا فولدت نبيا فهدى الله تعالى به أمة
82. ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز ) مال مدفون من ذهب وفضة ( لهما وكان أبوهما صالحا ) فحفظا بصلاحه في أنفسهما ومالهما ( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ) أي إيناس رشدهما ( ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ) مفعول له عامله أراد ( وما فعلته ) أي ما ذكر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار ( عن أمري ) أي اختياري بل بأمر إلهام من الله ( ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ) ويقال استطاع واستطاع بمعنى أطاق ففي هذا وما قبله جمع بين اللغتين ونوعت العبارة فأردت فأردنا فأراد ربك
83. ( ويسألونك ) أي اليهود ( عن ذي القرنين ) اسمه الإسكندر ولم يكن نبيا ( قل سأتلوا ) سأقص ( عليكم منه ) من حاله ( ذكرا ) خبرا
84. ( إنا مكنا له في الأرض ) بتسهيل السير فيها ( وآتيناه من كل شيء ) يحتاج إليه ( سببا ) طريقا يوصله إلى مراده
85. ( فأتبع سببا ) سلك طريقا نحو الغرب
86. ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس ) موضع غروبها ( وجدها تغرب في عين حمئة ) ذات حمأة وهي الطين الأسود وغروبها في العين في رأي العين وإلا فهي اعظم من الدنيا ( ووجد عندها ) أي العين ( قوما ) كافرين ( قلنا يا ذا القرنين ) بإلهام ( إما أن تعذب) القوم بالقتل ( وإما أن تتخذ فيهم حسنا ) بالأسر
87. ( قال أما من ظلم ) بالشرك ( فسوف نعذبه ) نقتله ( ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا ) بسكون الكاف وضمها شديدا في النار
88. ( وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى ) أي الجنة والإضافة للبيان وفي قراءة جزاء وتنوينه قال الفراء ونصبه على التفسير أي لجهة النسبة ( وسنقول له من أمرنا يسرا ) أي نأمره بما يسهل عليه
89. ( ثم أتبع سببا ) نحو المشرق
90. ( حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) موضع طلوعها ( وجدها تطلع على قوم ) هم الزنج ( لم نجعل لهم من دونها ) أي الشمس ( سترا ) من لباس ولا سقف لأن أرضهم لا تحمل بناء ولهم سروب يغيبون فيها عند طلوع الشمس ويظهرون عند ارتفاعها
91. ( كذلك ) أي الأمر كما قلنا ( وقد أحطنا بما لديه ) أي عند ذي القرنين من الآلات والجند وغيرهما ( خبرا ) علما
92. ( ثم أتبع سببا )
93. ( حتى إذا بلغ بين السدين ) بفتح السين وضمها هنا وبعدهما جبلان بمنقطع بلاد الترك سد الإسكندر ما بينهما كما سيأتي ( وجد من دونهما ) أي أمامهما ( قوما لا يكادون يفقهون قولا ) أي لا يفهمونه إلا بعد بطء وفي قراءة بضم االياء وكسر القاف
94. ( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج ) بالهمز وتركه هما اسمان أعجميان لقبيلتين فلم ينصرفا ( مفسدون في الأرض ) بالنهب والغي عند خروجهم إلينا ( فهل نجعل لك خرجا ) جعلا من المال وفي قراءة خراجا ( على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ) حاجزا فلا يصلوا إلينا
95. ( قال ما مكني ) وفي قراءة بنونين من غير إدغام ( فيه ربي ) من المال وغيره ( خير ) من خرجكم الذي تجعلونه لي فلا حاجة بي إليه وأجعل لكم السد تبرعا ( فأعينوني بقوة ) لما أطلبه منكم ( أجعل بينكم وبينهم ردما ) حاجزا حصينا
96. ( آتوني زبر الحديد ) قطعة على قدر الحجارة التي يبنى بها فبنى بها وجعل بينها الحطب والفحم ( حتى إذا ساوى بين الصدفين ) بضم الحرفين وفتحهما وضم الأول وسكون الثاني أي جانبي الجبلين بالبناء ووضع المنافخ والنار حول ذلك ( قال انفخوا ) فنفخوا ( حتى إذا جعله ) أي الحديد ( نارا ) أي كالنار ( قال آتوني أفرغ عليه قطرا ) هو النحاس المذاب تنازع فيه الفعلان وحذف من الأول لاعمال الثاني فأفرغ النحاس المذاب على الحديد المحمي فدخل بين زبره فصار شيئا واحدا
97. ( فما اسطاعوا ) أي يأجوج ومأجوج ( أن يظهروه ) يعلوا ظهره لارتفاعه وملاسته ( وما استطاعوا له نقبا ) خرفا لصلابته وسمكه
98. ( قال ) ذو القرنين ( هذا ) أي السد أي الإقدار عليه ( رحمة من ربي ) نعمة لأنه مانع من خروجهم ( فإذا جاء وعد ربي) بخروجهم القريب من البعث ( جعله دكاء ) مدكوكا مبسوطا ( وكان وعد ربي ) بخروجهم وغيره ( حقا ) كائنا
99. ( وتركنا بعضهم يومئذ ) يوم خروجهم ( يموج في بعض ) يختلط به لكثرتهم ( ونفخ في الصور ) أي القرن للبعث ( فجمعناهم ) أي الخلائق في مكان واحد يوم القيامة ( جمعا )
100. ( وعرضنا ) قربنا ( جهنم يومئذ للكافرين عرضا )
101. ( الذين كانت أعينهم ) بدل من الكافرين ( في غطاء عن ذكري ) أي القرآن فهم عمي لا يهتدون به ( وكانوا لا يستطيعون سمعا ) أي لا يقدرون أن يسمعوا من النبي ما يتلو عليهم بغضا له فلا يؤمنوا به
102. ( أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي ) أي ملائكتي وعيسى وعزيزا ( من دوني أولياء ) أربابا مفعول ثان ليتخذوا والمفعول الثاني لحسب محذوف المعنى أظنوا أن الاتخاذ المذكور لا يغضبني ولا أعاقبهم عليه كلا ( إنا أعتدنا جهنم للكافرين ) هؤلاء وغيرهم ( نزلا ) أي هي معدة لهم كالمنزل المعد للضيف
103. ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ) تمييز طابق المميز وبينهم بقوله
104. ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ) بطل عملهم ( وهم يحسبون ) يظنون ( أنهم يحسنون صنعا ) عملا يجازون عليه
105. ( أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ) بدلائل توحيده من القرآن وغيره ( ولقائه ) أي وبالبعث والحساب والثواب والعقاب (فحبطت أعمالهم ) بطلت ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) أي لا نجعل لهم قدرا
106. ( ذلك ) أي الأمر الذي ذكرت عن حبوط أعمالهم وغيره مبتدأ خبره ( جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا ) أي مهزوءا بهما
107. ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم ) في علم الله ( جنات الفردوس ) هو وسط الجنة وأعلاها والإضافة إليه للبيان ( نزلا ) منزلا
108. ( خالدين فيها لا يبغون ) يطلبون ( عنها حولا ) تحولا إلى غيرها
109. ( قل لو كان البحر ) أي ماؤه ( مدادا ) هو ما يكتب به ( لكلمات ربي ) الدالة على حكمه وعجائبه بأن تكتب به ( لنفد البحر ) في كتابتها ( قبل أن تنفد ) بالتاء والياء تفرغ ( كلمات ربي ولو جئنا بمثله ) أي البحر ( مددا ) زيادة فيه لنفد ولم تفرغ هي ونصبه على التمييز
110. ( قل إنما أنا بشر ) آدمي ( مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ) أن المكفوفة بما باقية على مصدريتها والمعنى يوحى إلي وحدانية الإله ( فمن كان يرجوا ) يأمل ( لقاء ربه ) بالبعث والجزاء ( فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه ) أي فيها بأن يرائي ( أحدا )

19. سورة مريم
1. ( كهيعص ) الله أعلم بمراده بذلك
2. هذا ( ذكر رحمة ربك عبده ) مفعول لرحمة ( زكريا ) بيان له
3. ( إذ ) متعلق برحمة ( نادى ربه نداء ) مشتملا على دعاء ( خفيا ) سرا جوف الليل لأنه أسرع للإجابة
4. ( قال رب إني وهن ) ضعف ( العظم ) جميعه ( مني واشتعل الرأس ) مني ( شيبا ) تمييز محول عن الفاعل أي انتشر الشيب في شعره كما ينتشر النار في الحطب وإني أريد أن ادعوك ( ولم أكن بدعائك ) أي بدعائي إياك ( رب شقيا ) أي خائبا فيما مضى فلا تخيبني فيما يأتي
5. ( وإني خفت الموالي ) أي الذين يلوني في النسب كبني العم ( من ورائي ) أي بعد موتي على الدين أن يضيعوه كما شاهدته في بني إسرائيل من تبديل الدين ( وكانت امرأتي عاقرا ) لا تلد ( فهب لي من لدنك ) من عندك ( وليا ) ابنا
6. ( يرثني ) بالجزم جواب الأمر وبالرفع صفة وليا ( ويرث ) بالوجهين ( من آل يعقوب ) جدي العلم والنبوة ( واجعله رب رضيا ) أي مرضيا عندك قال تعالى في إجابة طلبه الابن الحاصل به رحمته
7. ( يا زكريا إنا نبشرك بغلام ) يرث كما سألت ( اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ) أي مسمى بيحيى
8. ( قال رب أنى ) كيف ( يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ) من عتا يبس إلى نهاية السن مائة وعشرين سنة وبلغت امرأته ثمانية وتسعين سنة وأصل عتي عتو وكسرت التاء تخفيفا وقلبت الواو الأولى ياء لمناسبة الكسرة والثانية ياء لتدغم فيها الياء
9. ( قال ) الأمر ( كذلك ) من خلق غلام منكما ( قال ربك هو علي هين ) أي بأن أرد عليك من قوة الجماع وأفتق رحم امرأتك للعلوق ( وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ) قبل خلقك ولإظهار الله هذه القدرة العظيمة ألهمه السؤال ليجاب بما يدل عليها ولما تاقت نفسه إلى سرعة المبشر به
10. ( قال رب اجعل لي آية ) أي علامة على حمل امرأتي ( قال آيتك ) عليه ( ألا تكلم الناس ) أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله ( ثلاث ليال ) أي بأيامها ( سويا ) حال من فاعل تكلم أي بلا علة
11. ( فخرج على قومه من المحراب ) أي المسجد وكانوا ينتظرون فتحه ليصلوا فيه بأمره على العادة ( فأوحى ) أشار ( إليهم أن سبحوا ) صلوا ( بكرة وعشيا ) أوائل النهار وأواخره على العادة فعلم بمنعه من كلامهم حملها بيحيى وبعد ولادته بسنتين قال تعالى له
12. ( يا يحيى خذ الكتاب ) أي التوراة ( بقوة ) بجد ( وآتيناه الحكم ) النبوة ( صبيا ) ابن ثلاث سنين
13. ( وحنانا ) رحمة للناس ( من لدنا ) من عندنا ( وزكاة ) صدقة عليهم ( وكان تقيا ) روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها
14. ( وبرا بوالديه ) أي محسنا إليهما ( ولم يكن جبارا ) متكبرا ( عصيا ) عاصيا لربه
15. ( وسلام ) منا ( عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ) أي في هذه الأيام المخوفة التي يرى فيها ما لم يره قبلها فهو آمن فيها
16. ( واذكر في الكتاب ) القرآن ( مريم ) أي خبرها ( إذ ) حين ( انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ) أي اعتزلت تفي مكان نحو الشرق من الدار
17. ( فاتخذت من دونهم حجابا ) أرسلت سترا تستتر به لتفلي رأسها أو ثيابها أو تغتسل من حيضها ( فأرسلنا إليها روحنا ) جبريل ( فتمثل لها ) بعد لبسها ثيابها ( بشرا سويا ) تام الخلق
18. ( قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) فتنتهي عني بتعوذي
19. ( قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ) بالنبوة
20. ( قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ) بتزوج ( ولم أك بغيا ) زانية
21. ( قال ) الأمر ( كذلك ) من خلق غلام منك من غير أب ( قال ربك هو علي هين ) أي بأن ينفخ بأمري جبريل فيك فتحملي به ولكون ما ذكر في معنى العلة عطف عليه ( ولنجعله آية للناس ) على قدرتنا ( ورحمة منا ) لمن آمن به ( وكان ) خلقه ( أمرا مقضيا ) به في علمي فنفخ جبريل في جيب درعها فأحست بالحمل في بطنها مصورا
22. ( فحملته فانتبذت ) تنحت ( به مكانا قصيا ) بعيدا عن أهلها
23. ( فأجاءها ) جاء بها ( المخاض ) وجع الولادة ( إلى جذع النخلة ) لتعتمد عليه فولدت والحمل والتصوير والولادة في ساعة ( قالت يا ) للتنبيه ( ليتني مت قبل هذا ) الأمر ( وكنت نسيا منسيا ) شيئا متروكا لا يعرف ولا يذكر
24. ( فناداها من تحتها ) أي جبريل وكان أسفل منها ( ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ) نهر ماء كان قد انقطع
25. ( وهزي إليك بجذع النخلة ) كانت يابسة والباء زائدة ( تساقط ) أصله بتاءين قلبت الثانية سينا وادغمت في السين وفي قراءة تركها ( عليك رطبا ) تمييز ( جنيا ) صفته
26. ( فكلي ) من الرطب ( واشربي ) من السري ( وقري عينا ) بالولد تمييز محول من الفاعل أي لتقر عينك به أي تسكن فلا تطمح إلى غيره ( فإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ( ترين ) حذفت منه لام الفعل وعينه والقيت حركتها على الراء وكسرت ياء الضمير لإلتقاء الساكنين ( من البشر أحدا ) فيسألك عن ولدك ( فقولي إني نذرت للرحمن صوما ) أي إمساكا عن الكلام في شأنه وغيره من الأناسي بدليل ( فلن أكلم اليوم إنسيا ) أي بعد ذلك
27. ( فأتت به قومها تحمله ) حال فرأوه ( قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا ) عظيما حيث أتيت بولد من غير أب
28. ( يا أخت هارون ) هو رجل صالح أي يا شبيهته في العفة ( ما كان أبوك امرأ سوء ) أي زانيا ( وما كانت أمك بغيا ) أي زانية فمن أين لك هذا الولد
29. ( فأشارت ) لهم ( إليه ) أن كلموه ( قالوا كيف نكلم من كان ) أي وجد ( في المهد صبيا )
30. ( قال إني عبد الله آتاني الكتاب ) أي الإنجيل ( وجعلني نبيا )
31. ( وجعلني مباركا أين ما كنت ) أي نفاعا للناس إخبار ما كتب له ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ) أمرني بهما ( ما دمت حيا )
32. ( وبرا بوالدتي ) منصوب بجعلني مقدرا ( ولم يجعلني جبارا ) متعاظما ( شقيا ) عاصيا لربه
33. ( والسلام ) من الله ( علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ) يقال فيه ما تقدم في السيد يحيى
34. ( ذلك عيسى ابن مريم قول الحق ) بالرفع خبر مبتدأ مقدر أي قول ابن مريم وبالنصب بتقدير قلت والمعنى القول الحق ( الذي فيه يمترون ) من المرية أي يشكون وهم النصارى قالوا إن عيسى ابن الله كذبوا
35. ( ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه ) تنزيها له عن ذلك ( إذا قضى أمرا ) أي أراد أن يحدثه ( فإنما يقول له كن فيكون ) بالرفع بتقدير هو وبالنصب بتقدير أن ومن ذلك خلق عيسى من غير أب
36. ( وإن الله ربي وربكم فاعبدوه ) بفتح أن بتقدير اذكر وبكسرها بتقدير قل بدليل ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ( هذا ) المذكور ( صراط ) طريق ( مستقيم ) مؤد إلى الجنة
37. ( فاختلف الأحزاب من بينهم ) أي النصارى في عيسى أهو ابن الله أم إله معه أو ثالث ثلاثة ( فويل ) فشدة عذاب ( للذين كفروا ) بما ذكر وغيره ( من مشهد يوم عظيم ) أي حضور يوم القيامة وأهواله
38. ( أسمع بهم وأبصر ) بهم صيغة تعجب بمعنى ما أسمعهم وما أبصرهم ( يوم يأتوننا ) في الآخرة ( لكن الظالمون ) من إقامة الظاهر مقام المضمر ( اليوم ) أي في الدنيا ( في ضلال مبين ) أي بين به صموا عن سماع الحق وعموا عن إبصاره أي إعجب منهم يا مخاطب في سمعهم وإبصارهم في الآخرة بعد أن كانوا في الدنيا صما عميا
39. ( وأنذرهم ) خوف يا محمد كفار مكة ( يوم الحسرة ) هو يوم القيامة يتحسر فيه المسيء على ترك الإحسان في الدنيا ( إذ قضي الأمر ) لهم فيه بالعذاب ( وهم ) في الدنيا ( في غفلة ) عنه ( وهم لا يؤمنون ) به
40. ( إنا نحن ) تأكيد ( نرث الأرض ومن عليها ) العقلاء وغيرهم بإهلاكهم ( وإلينا يرجعون ) فيه للجزاء
41. ( واذكر ) لهم ( في الكتاب إبراهيم ) أي خبره ( إنه كان صديقا ) مبالغا في الصدق ( نبيا ) ويبدل من خبره
42. ( إذ قال لأبيه ) آزر ( يا أبت ) التاء عوض عن ياء الإضافة ولا يجمع بينهما وكان يعبد الأصنام ( لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك ) لا يكفيك ( شيئا ) من نفع أو ضر
43. ( يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا ) طريقا ( سويا ) مستقيما
44. ( يا أبت لا تعبد الشيطان ) بطاعتك إياه في عبادة الأصنام ( إن الشيطان كان للرحمن عصيا ) كثير العصيان
45. ( يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ) إن لم تتب ( فتكون للشيطان وليا ) ناصرا وقرينا في النار
46. ( قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ) فتعيبها ( لئن لم تنته ) عن التعرض لها ( لأرجمنك ) بالحجارة أو بالكلام القبيح فاحذرني ( واهجرني مليا ) دهرا طويلا
47. ( قال سلام عليك ) مني أي لا أصيبك بمكروه ( سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ) من حفي أي بارا فيجيب دعائي وقد وفى بوعده المذكور في الشعراء واغفر لابي وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو لله كما ذكره في براءة
48. ( وأعتزلكم وما تدعون ) تعبدون ( من دون الله وأدعوا ) أعبد ( ربي عسى ) أن ( ألا أكون بدعاء ربي ) بعبادته (شقيا ) كما شقيتم بعبادة الأصنام
49. ( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله ) بأن ذهب الى الأرض المقدسة ( وهبنا له ) ابنين يأنس بهما ( إسحاق ويعقوب وكلا ) منهما ( جعلنا نبيا )
50. ( ووهبنا لهم ) للثلاثة ( من رحمتنا ) المال والولد ( وجعلنا لهم لسان صدق عليا ) رفيعا هو الثناء الحسن في جميع أهل الأديان
51. ( واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا ) بكسر اللام وفتحها من أخلص في عبادته وخلصه الله من الدنس (وكان رسولا نبيا )
52. ( وناديناه ) بقول يا موسى إني انا الله ( من جانب الطور ) اسم الجبل ( الأيمن ) أي الذي يلي يمين موسى حين أقبل من مدين ( وقربناه نجيا ) مناجيا بأن أسمعه الله تعالى كلامه
53. ( ووهبنا له من رحمتنا ) نعمتنا ( أخاه هارون ) بدل أو عطف بيان ( نبيا ) حال هي المقصودة بالهبة إجابة لسؤاله أن يرسل أخاه معه وكان أسن منه
54. ( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد ) لم يعد شيئا إلا وفى به وانتظر من وعد ثلاثة أيام أو حولا حتى رجع إليه في مكانه ( وكان رسولا ) إلى جرهم ( نبيا )
55. ( وكان يأمر أهله ) أي قومه ( بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ) اصله مرضو وأقبلت الواوان ياءين والضمة كسرة
56. ( واذكر في الكتاب إدريس ) هو جد أبي نوح ( إنه كان صديقا نبيا )
57. ( ورفعناه مكانا عليا ) هو حي في السماء الرابعة أو السادسة أو السابعة أو في الجنة ادخلها بعد أن اذيق الموت واحيي ولم يخرج منها
58. ( أولئك ) مبتدأ ( الذين أنعم الله عليهم ) صفة له ( من النبيين ) بيان له وهو في معنى الصفة وما بعده الى جملة الشرط صفة للنبيين فقوله ( من ذرية آدم ) أي إدريس ( وممن حملنا مع نوح ) في السفينة أي إبراهيم ابن ابنه سام ( ومن ذرية إبراهيم ) أي إسمعيل وإسحق ويعقوب ومن ذرية ( وإسرائيل ) وهو يعقوب أي موسى وهرون وزكريا ويحيى وعيسى ( وممن هدينا واجتبينا ) أي من جملتهم وخبر اولئك ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) جمع ساجد وباك أي فكونوا مثلهم وأصل بكي بكوي قلبت الواو ياء والضمة كسرة
59. ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ) بتركها كاليهود والنصارى ( واتبعوا الشهوات ) من المعاصي ( فسوف يلقون غيا ) وهو واد في جهنم أي يقعون فيه
60. ( إلا ) لكن ( من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون ) ينقصون ( شيئا ) من ثوابهم
61. ( جنات عدن ) إقامة بدل من الجنة ( التي وعد الرحمن عباده بالغيب ) حال أي غائبين عنها ( إنه كان وعده ) أي موعوده ( مأتيا ) بمعنى آتيا وأصله مأتوي أو موعوده هنا الجنة يأتيه أهله
62. ( لا يسمعون فيها لغوا ) من الكلام ( إلا ) لكن يسمعون ( سلاما ) من الملائكة عليهم أو من بعضهم على بعض ( ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ) أي على قدرهما في الدنيا وليس في الجنة نهار ولا ليل بل ضوء ونور أبدا
63. ( تلك الجنة التي نورث ) نعطي وننزل ( من عبادنا من كان تقيا ) بطاعته ونزل لما تأخر الوحي أياما وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك أن تزورنا
64. ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا ) أي أمامنا من أمور الآخرة ( وما خلفنا ) من امور الدنيا ( وما بين ذلك ) أي ما يكون في هذا الوقت إلى قيام الساعة أي له علم ذلك جميعه ( وما كان ربك نسيا ) بمعنى ناسيا أي تاركا لك بتأخير الوحي عنك
65. هو ( رب ) مالك ( السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته ) أي اصبر عليها ( هل تعلم له سميا ) أي مسمى بذلك لا
66. ( ويقول الإنسان ) المنكر للبعث ابي بن خلف أو الوليد بن المغيرة النازل فيه الآية ( أئذا ) بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال الألف بينهما بوجهيها وبين الأخرى ( ما مت لسوف أخرج حيا ) من القبر كما يقول محمد فالاستفهام بمعنى النفي أي لا أحيا بعد الموت وما زائدة للتأكيد وكذا اللام ورد عليه بقوله تعالى
67. ( أولا يذكر الإنسان أنا ) أصله يتذكر أبدلت التاء ذالا وادغمت في الذال وفي قراءة تركها وسكون الذال وضم الكاف ( خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك ) فيستدل بالابتداء على الإعادة
68. ( فوربك لنحشرنهم ) أي المنكرين للبعث ( والشياطين ) أي نجمع كلا منهم وشيطانه في سلسلة ( ثم لنحضرنهم حول جهنم ) من خارجها ( جثيا ) على الركب جمع جاث وأصله جثوو أو جثوي من جثا يجثو أو يجثي لغتان
69. ( ثم لننزعن من كل شيعة ) فرقة منهم ( أيهم أشد على الرحمن عتيا ) جراءة
70. ( ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها ) أحق بجهنم الأشد وغيره منهم ( صليا ) دخولا واحتراقا فتبدأ بهم وأصله صلوي من صلي بكسر اللام وفتحها
71. ( وإن ) أي ما ( منكم ) أحد ( إلا واردها ) أي داخل جهنم ( كان على ربك حتما مقضيا ) حتمه وقضى به لا يتركه
72. ( ثم ننجي ) مشددا ومخففا ( الذين اتقوا ) الشرك والكفر منها ( ونذر الظالمين ) بالشرك والكفر ( فيها جثيا ) على الركب
73. ( وإذا تتلى عليهم ) أي المؤمنين والكافرين ( آياتنا ) من القرآن ( بينات ) واضحات حال ( قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين ) نحن وأنتم ( خير مقاما ) منزلا ومسكنا بالفتح من قام وبالضم من أقام ( وأحسن نديا ) بمعنى النادي وهو مجتمع القوم يتحدثون فيه يعنون نحن فنكون خيرا منكم
74. ( وكم ) أي كثيرا ( أهلكنا قبلهم من قرن ) أي امة من الأمم الماضية ( هم أحسن أثاثا ) مالا ومتاعا ( ورئيا ) منظرا من الرؤية فكما أهلكناهم لكفرهم نهلك هؤلاء
75. ( قل من كان في الضلالة ) شرط جوابه ( فليمدد ) بمعنى الخبر أي يمد ( له الرحمن مدا ) في الدنيا يستدرجه (حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب ) كالقتل والأسر ( وإما الساعة ) المشتملة على جهنم فيدخلونها ( فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ) أعوانا أهم أم المؤمنون وجندهم الشياطين وجند المؤمنين عليهم الملائكة
76. ( ويزيد الله الذين اهتدوا ) بالإيمان ( هدى ) بما ينزل عليهم من الآيات ( والباقيات الصالحات ) هي الطاعة تبقى لصاحبها (خير عند ربك ثوابا وخير مردا ) أي ما يرد إليه ويرجع بخلاف أعمال الكفار والخيرية هنا في مقابلة قولهم أي الفريقين خير مقاما
77. ( أفرأيت الذي كفر بآياتنا ) العاصي بن وائل ( وقال ) لخباب بن الأرث القائل له تبعث بعد الموت والمطالب له بمال ( لأوتين ) على تقدير البعث ( مالا وولدا ) فأقضيك
78. ( أطلع الغيب ) أي أعلمه وأن يؤتى ما قاله واستغني بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل فحذفت ( أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) بأن يؤتى ما قاله
79. ( كلا ) أي لا يؤتى ذلك ( سنكتب ) نأمر بكتب ( ما يقول ونمد له من العذاب مدا ) نزيده بذلك عذابا فوق عذاب كفره
80. ( ونرثه ما يقول ) من المال والولد ( ويأتينا ) يوم القيامة ( فردا ) لا مال له ولا ولد
81. ( واتخذوا ) أي كفار مكة ( من دون الله ) الأوثان ( آلهة ) يعبدونهم ( ليكونوا لهم عزا ) شفعاء عند الله بأن لا يعذبوا
82. ( كلا ) أي لا مانع من عذابهم ( سيكفرون ) أي الآلهة ( بعبادتهم ) أي ينفونها كما في آية أخرى ما كانوا إيانا يعبدون (ويكونون عليهم ضدا ) اعوانا وأعداء
83. ( ألم تر أنا أرسلنا الشياطين ) سلطناهم ( على الكافرين تؤزهم ) تهيجهم الى المعاصي ( أزا )
84. ( فلا تعجل عليهم ) بطلب العذاب ( إنما نعد لهم ) الأيام والليالي أو الأنفاس ( عدا ) إلى وقت عذابهم
85. اذكر ( يوم نحشر المتقين ) بإيمانهم ( إلى الرحمن وفدا ) جمع وافد بمعنى راكب
86. ( ونسوق المجرمين ) بكفرهم ( إلى جهنم وردا ) جمع وارد بمعنى ماش عطشان
87. ( لا يملكون ) أي الناس ( الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) أي شهادة أن لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
88. ( وقالوا ) أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله ( اتخذ الرحمن ولدا ) قال تعالى لهم
89. ( لقد جئتم شيئا إدا ) أي منكرا عظيما
90. ( تكاد ) بالتاء والياء ( السماوات يتفطرن ) بالنون وفي قراءة بالتاء وتشديد الطاء بالانشقاق ( منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) أي تنطبق عليهم من أجل
91. ( أن دعوا للرحمن ولدا )
92. ( وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ) أي ما يليق به ذلك
93. ( إن ) أي ما ( كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ) ذليلا خاضعا يوم القيامة منهم عزيز وعيسى
94. ( لقد أحصاهم وعدهم عدا ) فلا يخفى عليه مبلغ جميعهم ولا واحد منهم
95. ( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) بلا مال ولا نصير يمنعه
312
96. ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) فيما بينهم يتوادون ويتحابون ويحبهم الله تعالى
97. ( فإنما يسرناه ) أي القرآن ( بلسانك ) العربي ( لتبشر به المتقين ) الفائزين بالإيمان ( وتنذر ) تخوف ( به قوما لدا ) جمع ألد أي جدل بالباطل وهم كفار مكة
98. ( وكم ) أي كثيرا ( أهلكنا قبلهم من قرن ) أي أمة من الأمم الماضية بتكذيبهم الرسل ( هل تحس ) تجد ( منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ) صوتا خفيا لا فكما أهلكنا اولئك نهلك هؤلاء

20. سورة طه
1. ( طه ) الله أعلم بمراده بذلك
2. ( ما أنزلنا عليك القرآن ) يا محمد ( لتشقى ) لتتعب بما فعلت بعد نزوله من طول قيامك بصلاة الليل أي خفف عن نفسك
3. ( إلا ) لكن أنزلناه ( تذكرة ) به ( لمن يخشى ) يخاف الله
4. ( تنزيلا ) بدل من اللفظ بفعله الناصب له ( ممن خلق الأرض والسماوات العلى ) جمع عليا ككبرى وكبر
5. هو ( الرحمن على العرش ) وهو في اللغة سرير الملك ( استوى ) استواء يليق به
6. ( له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما ) من المخلوقات ( وما تحت الثرى ) هو التراب الندي والمراد الأرضون السبع لأنها تحته
7. ( وإن تجهر بالقول ) في ذكر أو دعاء فالله غني عن الجهر به ( فإنه يعلم السر وأخفى ) منه أي ما حدثت به النفس وما خطر ولم تحدث به فلا تجهد نفسك بالجهر
8. ( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) التسع والتسعون الوارد بها الحديث والحسنى مؤنث الأحسن
9. ( وهل ) قد ( أتاك حديث موسى )
10. ( إذ رأى نارا فقال لأهله ) لامرأته ( امكثوا ) هنا وذلك في مسيره من مدين طالبا مصر ( إني آنست ) أبصرت (نارا لعلي آتيكم منها بقبس ) بشعلة في رأس فتيلة أو عود ( أو أجد على النار هدى ) أي هاديا يدلني على الطريق وكان أخطأها لظلمة الليل وقال لعل لعدم الجزم بوفاء الوعد
11. ( فلما أتاها ) وهي شجرة عوسج ( نودي يا موسى )
12. ( إني ) بكسر الهمزة بتأويل نودي بقيل وبفتحها بتقدير الباء ( أنا ) تأكيد لياء المتكلم ( ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس ) المطهر أو المبارك ( طوى ) بدل أو عطف بيان بالتنوين وتركه مصروف باعتبار المكان وغير مصروف للتأنيث باعتبار البقعة مع العلمية
13. ( وأنا اخترتك ) من قومك ( فاستمع لما يوحى ) إليك مني
14. ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) فيها
15. ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها ) عن الناس ويظهر لهم قربها بعلاماتها ( لتجزى ) فيها ( كل نفس بما تسعى ) به من خير أو شر
16. ( فلا يصدنك ) يصرفنك ( عنها ) أي عن الإيمان بها ( من لا يؤمن بها واتبع هواه ) في إنكارها ( فتردى ) أي فتهلك إن صددت عنها
17. ( وما تلك ) كائنة ( بيمينك يا موسى ) الاستفهام للتقرير ليرتب عليه المعجزة فيها
18. ( قال هي عصاي أتوكأ ) أعتمد ( عليها ) عند الوثوب والمشي ( وأهش ) أخبط ورق الشجر ( بها ) ليسقط ( على غنمي ) فتأكله ( ولي فيها مآرب ) جمع مأربة مثلث الراء أي حوائج ( أخرى ) كحمل الزاد والسقاء وطرد الهوان وزاد في الجواب بيان حاجاته بها
19. ( قال ألقها يا موسى )
20. ( فألقاها فإذا هي حية ) ثعبان عظيم ( تسعى ) تمشي على بطنها سريعا كسرعة الثعبان المسمى بالجان المعبر به فيها في آية أخرى
21. ( قال خذها ولا تخف ) منها ( سنعيدها سيرتها ) منصوب بنزع الخافض أي إلى حالتها ( الأولى ) فأدخل يده في فمها فعادت عصا فتبين أن موضع الإدخال موضع مسكها بين شعبتيها وأري ذلك السيد موسى لئلا يجزع إذا انقلبت حية لدى فرعون
22. ( واضمم يدك ) اليمنى بمعنى الكف ( إلى جناحك ) أي جنبك الأيسر تحت العضد إلى الإبط وأخرجها ( تخرج ) خلاف ما كانت عليه من الأدمة ( بيضاء من غير سوء ) أي برص تضيء كشعاع الشمس تغشي البصر ( آية أخرى ) وهي وبيضاء حالان من ضمير تخرج
23. ( لنريك ) بها إذا فعلت ذلك لإظهارها ( من آياتنا ) الآية ( الكبرى ) أي العظمى على رسالتك وإذا أراد عودها إلى حالتها الأولى ضمها إلى جناحه كما تقدم وأخرجها
24. ( اذهب ) رسولا ( إلى فرعون ) ومن معه ( إنه طغى ) جاوز الحد في كفره إلى ادعاء الإله
25. ( قال رب اشرح لي صدري ) وسعه لتحمل الرسالة
26. ( ويسر ) سهل ( لي أمري ) لأبلغها
27. ( واحلل عقدة من لساني ) حدثت من احتراقه بجمرة وضعها بفيه وهو صغير
28. ( يفقهوا ) يفهموا ( قولي ) عند تبليغ الرسالة
29. ( واجعل لي وزيرا ) معينا عليها ( من أهلي )
30. ( هارون ) مفعول ثاني ( أخي ) عطف بيان
31. ( اشدد به أزري ) ظهري
32. ( وأشركه في أمري ) أي الرسالة والفعلان بصيغتي الأمر والمضارع المجزوم وهو جواب الطلب
33. ( كي نسبحك ) تسبيحا ( كثيرا )
34. ( ونذكرك ) ذكرا ( كثيرا )
35. ( إنك كنت بنا بصيرا ) عالما فأنعمت بالرسالة
36. ( قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ) منا عليك
37. ( ولقد مننا عليك مرة أخرى )
38. ( إذ ) للتعليل ( أوحينا إلى أمك ) مناما أو إلهاما لما ولدتك وخافت أن يقتلك فرعون في جملة من يولد ( ما يوحى ) في أمرك ويبدل منه
39. ( أن اقذفيه ) ألقيه ( في التابوت فاقذفيه ) بالتابوت ( في اليم ) بحر النيل ( فليلقه اليم بالساحل ) أي شاطئه والأمر بمعنى الخبر ( يأخذه عدو لي وعدو له ) وهو فرعون ( وألقيت ) بعد أن أخذك ( عليك محبة مني ) لتحب في الناس فأحبك فرعون وكل من رآك ( ولتصنع على عيني ) تربى على رعايتي وحفظي لك
40. ( إذ ) للتعليل ( تمشي أختك ) مريم لتتعرف من خبرك وقد أحضروا مراضع وأنت لا تقبل ثدي واحدة منهن ( فتقول هل أدلكم على من يكفله ) فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها ( فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ) بلقائك ( ولا تحزن ) حينئذ (وقتلت نفسا ) هو القبطي بمصر فاغتممت لقتله من جهة فرعون ( فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ) اختبرناك في الإيقاع في غير ذلك وخلصناك منه ( فلبثت سنين ) عشرا ( في أهل مدين ) بعد مجيئك إليها من مصر عند شعيب النبي وتزوجك بابنته ( ثم جئت على قدر ) في علمي بالرسالة وهو أربعون سنة من عمرك ( يا موسى )
41. ( واصطنعتك ) اخترتك ( لنفسي ) بالرسالة
42. ( اذهب أنت وأخوك ) إلى الناس ( بآياتي ) التسع ( ولا تنيا ) تفترا ( في ذكري ) بتسبيح وغيره
43. ( اذهبا إلى فرعون إنه طغى ) بادعائه الربوبية
44. ( فقولا له قولا لينا ) في رجوعه عن ذلك ( لعله يتذكر ) يتعظ ( أو يخشى ) الله فيرجع والترجي بالنسبة إليهما لعلمه تعالى بأنه لايرجع
45. ( قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا ) أي يعجل بالعقوبة ( أو أن يطغى ) علينا أي يتكبر
46. ( قال لا تخافا إنني معكما ) بعوني ( أسمع ) ما يقول ( وأرى ) ما يفعل
47. ( فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ) إلى الشام ( ولا تعذبهم ) أي خل عنهم من استعمالك إياهم في أشغالك الشاقة كالحفر والبناء وحمل الثقيل ( قد جئناك بآية ) بحجة ( من ربك ) على صدقنا بالرسالة ( والسلام على من اتبع الهدى ) أي السلامة له من العذاب
48. ( إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب ) ما جئنا به ( وتولى ) أعرض عنه فأتياه وقالا جميع ما ذكره
49. ( قال فمن ربكما يا موسى ) اقتصر عليه لأنه الأصل ولإدلاله عليه بالتربية
50. ( قال ربنا الذي أعطى كل شيء ) من الخلق ( خلقه ) الذي هو عليه متميز به من غيره ( ثم هدى ) الحيوان منه
51. ( قال ) فرعون ( فما بال ) حال ( القرون ) الأمم ( الأولى ) كقوم نوح وهود ولوط وصالح في عبادتهم الأوثان
52. ( قال ) موسى ( علمها ) أي علم حالهم محفوظ ( عند ربي في كتاب ) هو اللوح المحفوظ يجازيهم عليها يوم القيامة ( لا يضل ) يغيب ( ربي ) عن شيء ( ولا ينسى ) ربي شيئا
53. هو ( الذي جعل لكم ) في جملة الخلق ( الأرض مهدا ) فراشا ( وسلك ) سهل ( لكم فيها سبلا ) طرقا ( وأنزل من السماء ماء ) مطرا قال تعالى تتميما لما وصفه به موسى وخطابا لأهل مكة ( فأخرجنا به أزواجا ) أصنافا ( من نبات شتى ) صفة أزواجا أي مختلفة الألوان والطعوم وغيرهما وشتى جمع شتيت كمريض ومرضى من شت الأمر تفرق
54. ( كلوا ) منها ( وارعوا أنعامكم ) فيها جمع نعم وهي الإبل والبقر والغنم يقال رعت الأنعام ورعيتها والأمر للاباحة وتذكير النعمة والجملة حال من ضمير أخرجنا أي مبيحين لكم الأكل ورعي الإنعام ( إن في ذلك ) المكور هنا ( لآيات ) لعبرا ( لأولي النهى) لأصحاب العقول جمع نهية كغرفة وغرف سمي به العقل لأنه ينهى صاحبه عن ارتكاب القبائح
55. ( منها ) أي من الأرض ( خلقناكم ) بخلق أبيكم آدم منها ( وفيها نعيدكم ) مقبورين بعد الموت ( ومنها نخرجكم ) عند البعث ( تارة ) مرة ( أخرى ) كما أخرجناكم عند ابتداء خلقكم
56. ( ولقد أريناه ) أي أبصرنا فرعون ( آياتنا كلها ) التسع ( فكذب ) بها وزعم أنها سحر ( وأبى ) أن يوحد الله تعالى
57. ( قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا ) مصر ويكون لك الملك فيها ( بسحرك يا موسى )
58. ( فلنأتينك بسحر مثله ) يعارضه ( فاجعل بيننا وبينك موعدا ) لذلك ( لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا ) منصوب بنزع الخافض في ( سوى ) بكسر أوله وضمه أي وسطا تستوي إليه مسافة الجائي من الطرفين
59. ( قال ) موسى ( موعدكم يوم الزينة ) يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون ( وأن يحشر الناس ) يجمع أهل مصر ( ضحى ) وقته للنظر فيما يقع
60. ( فتولى فرعون ) أدبر ( فجمع كيده ) أي ذوي كيده من السحرة ( ثم أتى ) بهم الموعد
61. ( قال لهم موسى ) وهم اثنان وسبعون مع كل واحد حبل وعصا ( ويلكم ) أي ألزمكم الله الويل ( لا تفتروا على الله كذبا ) بإشراك أحد معه ( فيسحتكم ) بضم الياء وكسر الحاء وبفتحهما أي يهلككم ( بعذاب ) من عنده ( وقد خاب ) خسر ( من افترى ) كذب على الله
62. ( فتنازعوا أمرهم بينهم ) في موسى وأخيه ( وأسروا النجوى ) أي الكلام بينهم فيهما
63. ( قالوا ) لأنفسهم ( إن هذان ) لأبي عمرو ولغيره وهو موافق للغة من يأتي في المثنى بالألف في أحواله الثلاث (لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ) مؤنث أمثل بمعنى أشرف أي باشرافكم بميلهم إليهما لغلبتهما
64. ( فأجمعوا كيدكم ) من السحر بهمزة وصل وفتح الميم من جمع أي لممم وبهمزة قطع وكسر الميم من أجمع أحكم ( ثم ائتوا صفا ) حال أي مصطفين ( وقد أفلح ) فاز ( اليوم من استعلى ) غلب
65. ( قالوا يا موسى ) اختر ( إما أن تلقي ) عصاك أولا ( وإما أن نكون أول من ألقى ) عصاه
66. ( قال بل ألقوا ) فألقوا ( فإذا حبالهم وعصيهم ) أصله عصوو قلبت الواوان ياءين وكسرت العين والصاد ( يخيل إليه من سحرهم أنها ) حيات ( تسعى ) على بطونها
67. ( فأوجس ) أحس ( في نفسه خيفة موسى ) أي خاف من جهة أن سحرهم من جنس معجزته أن يلتبس أمره على الناس فلا يؤمنوا به
68. ( قلنا ) له ( لا تخف إنك أنت الأعلى ) عليهم بالغلبة
69. ( وألق ما في يمينك ) وهي عصاه ( تلقف ) تبتلع ( ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ) أي جنسه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) بسحره فألقى موسى عصاه فتلقفت كل ما صنعوه
70. ( فألقي السحرة سجدا ) خروا ساجدين لله تعالى ( قالوا آمنا برب هارون وموسى )
71. ( قال ) فرعون ( آمنتم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا ( له قبل أن آذن ) أنا ( لكم إنه لكبيركم ) معلمكم (الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ) حال بمعنى مختلفة أي الأيدي اليمنى والأرجل اليسرى ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) أي عليها ( ولتعلمن أينا ) يعني نفسه ورب موسى ( أشد عذابا وأبقى ) أدوم على مخالفته
72. ( قالوا لن نؤثرك ) نختارك ( على ما جاءنا من البينات ) الدالة على صدق موسى ( والذي فطرنا ) خلقنا قسم أو عطف على ما ( فاقض ما أنت قاض ) أي إصنع ما قلته ( إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ) النصب على الاتساع أي فيها وتجزى عليه في الآخرة
73. ( إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا ) من الإشراك وغيره ( وما أكرهتنا عليه من السحر ) تعلما وعملا لمعارضة موسى (والله خير ) منك ثوابا إذا اطيع ( وأبقى ) منك عذابا إذا عصي
74. قال تعالى ( إنه من يأت ربه مجرما ) كافرا كفرعون ( فإن له جهنم لا يموت فيها ) فيستريح ( ولا يحيى ) حياة تنفعه
75. ( ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات ) الفرائض والنوافل ( فأولئك لهم الدرجات العلى ) جمع عليا مؤنث أعلى
76. ( جنات عدن ) أي إقامة بيان له ( تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ) تطهر من الذنوب
77. ( ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ) بهمزة قطع من أسرى وبهمزة وصل وكسر النون من سرى لغتان أي أسر بهم ليلا من أرض مصر ( فاضرب لهم ) اجعل لهم بعصاك ( طريقا في البحر يبسا ) أي يابسا فامتثل ما أمر به وأيبس الله الأرض فمروا فيها ( لا تخاف دركا ) أي أن يدركك فرعون ( ولا تخشى ) غرقا
78. ( فأتبعهم فرعون بجنوده ) وهو معهم ( فغشيهم من اليم ) أي البحر ( ما غشيهم ) فأغرقهم
79. ( وأضل فرعون قومه ) بدعائهم إلى عبادته ( وما هدى ) بل أوقعهم في الهلاك خلاف قوله وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
80. ( يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم ) فرعون بإغراقه ( وواعدناكم جانب الطور الأيمن ) فنؤتي موسى التوراة للعمل بها ( ونزلنا عليكم المن والسلوى ) هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر والمنادى من وجد من اليهود زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخوطبوا بما أنعم الله به على أجدادهم زمن النبي موسى توطئة لقوله تعالى لهم
81. ( كلوا من طيبات ما رزقناكم ) أي المنعم به عليكم ( ولا تطغوا فيه ) بأن تكفروا النعمة به ( فيحل عليكم غضبي ) بكسر الحاء أي يجب وبضمها أي ينزل ( ومن يحلل عليه غضبي ) بكسر اللام وضمها ( فقد هوى ) سقط في النار
82. ( وإني لغفار لمن تاب ) من الشرك ( وآمن ) وحد الله ( وعمل صالحا ) يصدق بالفرض والنفل ( ثم اهتدى ) باستمراره على ما ذكر إلى موته
83. ( وما أعجلك عن قومك ) لمجيء ميعاد أخذ التوراة ( يا موسى )
84. ( قال هم أولاء ) أي بالقرب مني يأتون ( على أثري وعجلت إليك رب لترضى ) عني أي زيادة على رضاك وقبل الجواب أتى بالاعتذار بحسب ظنه وتخلف المظنون لما
85. ( قال ) تعالى ( فإنا قد فتنا قومك من بعدك ) أي بعد فراقك لهم ( وأضلهم السامري ) فعبدوا العجل
86. ( فرجع موسى إلى قومه غضبان ) من جهتهم ( أسفا ) شديد الحزن ( قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا ) أي صدقا أنه يعطيكم التوراة ( أفطال عليكم العهد ) مدة مفارقتي إياكم ( أم أردتم أن يحل ) يجب ( عليكم غضب من ربكم ) بعبادتكم العجل ( فأخلفتم موعدي ) وتركتم المجيء بعدي
87. ( قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ) مثلث الميم أي بقدرتنا أو أمرنا ( ولكنا حملنا ) بفتح الحاء مخففا وبضمها وكسر الميم مشددا ( أوزارا ) أثقالا ( من زينة القوم ) أي حلي قوم فرعون استعارها منهم بنو إسرائيل بعلة عرس فبقيت عندهم ( فقذفناها ) طرحناها في النار بأمر السامري ( فكذلك ) كما ألقينا ( ألقى السامري ) ما معه من حليهم ومن التراب الذي أخذه من أثر حافر فرس جبريل على الوجه الآتي
88. ( فأخرج لهم عجلا ) صاغه من الحلي ( جسدا ) لحما ودما ( له خوار ) أي صوت يسمع أي انقلب كذلك بسبب التراب الذي أثره الحياة فيما يوضع فيه ووضعه بعد صوغه في فمه ( فقالوا ) أي السامري وأتباعه ( هذا إلهكم وإله موسى فنسي ) موسى ربه هنا وذهب يطلبه
89. ( أفلا يرون ألا ) ن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنه لا ( يرجع ) العجل ( إليهم قولا ) أي لا يرد لهم جوابا ( ولا يملك لهم ضرا ) أي دفعه ( ولا نفعا ) أي جلبه أي فكيف يتخذ إلها
90. ( ولقد قال لهم هارون من قبل ) أي قبل أن يرجع أن موسى ( يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني ) في (وأطيعوا أمري ) فيها
91. ( قالوا لن نبرح ) نزال ( عليه عاكفين ) على عبادته مقيمين ( حتى يرجع إلينا موسى )
92. ( قال ) موسى بعد رجوعه ( يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ) بعبادته
93. ( ألا تتبعن ) لا زائدة ( أفعصيت أمري ) بإقامتك بين من يعبد غير الله تعالى
94. ( قال ) هارون ( يا ابن أم ) بكسر الميم وفتحها أراد امي وذكرها أعطف لقلبه ( لا تأخذ بلحيتي ) وكان أخذها بشماله ( ولا برأسي ) وكان أخذ شعره بيمينه غضبا ( إني خشيت ) لو اتبعتك ولا بد أن يتبعني جمع ممن لم يعبدوا العجل ( أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ) وتغضب علي ( ولم ترقب ) تنتظر ( قولي ) فيما رأيته في ذلك
95. ( قال فما خطبك ) شأنك الداعي إلى ما صنعت ( يا سامري )
96. ( قال بصرت بما لم يبصروا به ) بالياء والتاء أي علمت بما لم يعلموه ( فقبضت قبضة من ) تراب ( أثر ) حافر فرس (الرسول ) جبريل ( فنبذتها ) القيتها في صورة العجل المصاغ ( وكذلك سولت ) زينت ( لي نفسي ) والقي فيها أن آخذ قبضة من تراب ما ذكر والقيها على ما لا روح له يصير له روح ورأيت قومك طلبوا منك أن تجعل لهم إلها فحدثتني نفسي أن يكون ذلك العجل إلاههم
97. ( قال ) له موسى ( فاذهب ) من بيننا ( فإن لك في الحياة ) أي مدة حياتك ( أن تقول ) لمن رأيته ( لا مساس ) أي لا تقربني فكان يهيم في البرية وإذ مس أحدا أو مسه أحد حما جميعا ( وإن لك موعدا ) لعذابك ( لن تخلفه ) بكسر اللام أي لن تغيب عنه وبفتحها أي بل تبعث إليه ( وانظر إلى إلهك الذي ظلت ) أصله ظللت بلا مين اولاهما مكسورة حذفت تخفيفا أي دمت ( عليه عاكفا ) أي مقيما تعبده ( لنحرقنه ) بالنار ( ثم لننسفنه في اليم نسفا ) نذرينه في هواء البحر وفعل موسى بعد ذبحه ما ذكره
98. ( إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ) تمييز محول عن الفاعل أي وسع علمه كل شيء

114. ( فتعالى الله الملك الحق ) عما يقول المشركون ( ولا تعجل بالقرآن ) أي بقراءته ( من قبل أن يقضى إليك وحيه ) أي يفرغ جبريل من إبلاغه ( وقل رب زدني علما ) أي بالقرآن فكلما انزل عليه شيء منه زاد به علمه
115. ( ولقد عهدنا إلى آدم ) ووصيناه أن لا يأكل من الشجرة ( من قبل ) أي قبل أكله منها ( فنسي ) ترك عهدنا ( ولم نجد له عزما ) حزما وصبرا عما منعناه عنه
116. ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ) وهو أبو الجن كان يصحب الملائكة ويعبد الله معهم ( أبى ) عن السجود لآدم فقال أنا خير منه
117. ( فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك ) حواء بالمد ( فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) تتعب بالحرث والزرع والحصد والطحن والخبز وغير ذلك واقتصر على شقائه لأن الرجل يسعى على زوجته
118. ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى )
119. ( وأنك ) بفتح الهمزة وكسرها عطف على اسم إن وجملتها ( لا تظمأ فيها ) تعطش ( ولا تضحى ) لا يحصل لك حر شمس الضحى لانتقاء شمس الضحى في الجنة
120. ( فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد ) أي التي يخلد من يأكل منها ( وملك لا يبلى ) لا يفنى وهو لازم الخلد
121. ( فأكلا ) أي آدم وحواء ( منها فبدت لهما سوآتهما ) أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منهما سوأة لأن انكشافه يسوء صاحبه ( وطفقا يخصفان ) أخذا يلزقان ( عليهما من ورق الجنة ) ليستترا به ( وعصى آدم ربه فغوى ) بالأكل من الشجرة
122. ( ثم اجتباه ربه ) قربه ( فتاب عليه ) قبل توبته ( وهدى ) أي هداه إلى المداومة على التوبة
123. ( قال اهبطا ) أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما ( منها ) من الجنة ( جميعا بعضكم ) بعض الذرية ( لبعض عدو) من ظلم بعضهم بعضا ( فإما ) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة ( يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي ) أي القرآن (فلا يضل ) في الدنيا ( ولا يشقى ) في الآخرة
124. ( ومن أعرض عن ذكري ) أي القرآن فلم يؤمن به ( فإن له معيشة ضنكا ) بالتنوين مصدر بمعنى ضيقة وفسرت في حديث بعذاب الكافر في قبره ( ونحشره ) أي المعرض عن القرآن ( يوم القيامة أعمى ) أعمى البصر
125. ( قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ) في الدنيا وعند البعث
126. ( قال ) الأمر ( كذلك أتتك آياتنا فنسيتها ) تركتها ولم تؤمن بها ( وكذلك ) مثل نسيانك آياتنا ( اليوم تنسى ) تترك في النار
127. ( وكذلك ) ومثل جزائنا من أعرض عن القرآن ( نجزي من أسرف ) أشرك ( ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد ) من عذاب الدنيا وعذاب القبر ( وأبقى ) أدوم
128. ( أفلم يهد ) يتبين ( لهم ) لكفار مكة ( كم ) خبرية مفعول ( أهلكنا ) أي كثيرا إهلاكنا ( قبلهم من القرون ) أي الأمم الماضية لتكذيب الرسل ( يمشون ) حال من ضمير لهم ( في مساكنهم ) في سفرهم إلى الشام وغيرها فيعتبروا وما ذكر من أخذ إهلاك من فعله الخالي عن حرف مصدري لرعاية المعنى لا مانع منه ( إن في ذلك لآيات ) لعبرا ( لأولي النهى ) لذوي العقول
129. ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) لتأخير العذاب عنهم إلى الآخرة ( لكان ) الإهلاك ( لزاما ) لازما لهم في الدنيا ( وأجل مسمى ) مضروب لهم معطوف على الضمير المستتر في كان وقام الفصل بخبرها مقام التأكيد
130. ( فاصبر على ما يقولون ) منسوخ بآية القتال ( وسبح ) صل ( بحمد ربك ) حال أي ملتبسا به ( قبل طلوع الشمس ) صلاة الصبح ( وقبل غروبها ) صلاة العصر ( ومن آناء الليل ) ساعاته ( فسبح ) صل المغرب والعشاء ( وأطراف النهار) عطف على محل من آناء المنصوب أي صل الظهر لأن وقتها يدخل بزوال الشمس فهو طرف النصف الأول وطرف النصف الثاني (لعلك ترضى ) بما تعطى من الثواب
131. ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا ) أصنافا ( منهم زهرة الحياة الدنيا ) زينتها وبهجتها ( لنفتنهم فيه ) بأن يطغوا (ورزق ربك ) في الجنة ( خير ) مما أوتوه في الدنيا ( وأبقى ) أدوم
132. ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر ) اصبر ( عليها لا نسألك ) نكلفك ( رزقا ) لنفسك ولا لغيرك ( نحن نرزقك والعاقبة ) الجنة ( للتقوى ) لأهلها
133. ( وقالوا ) أي المشركون ( لولا ) هلا ( يأتينا ) محمد ( بآية من ربه ) مما يقترحونه ( أولم تأتهم بينة ) بالتاء والياء ( ما ) بيان ( في الصحف الأولى ولو ) المشتمل عليه القرآن من أنباء الأمم الماضية وإهلاكهم بتكذيب الرسل
134. ( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله ) قبل محمد الرسول ( لقالوا ) يوم القيامة ( ربنا لولا ) هلا ( أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ) المرسل بها ( من قبل أن نذل ) في القيامة ( ونخزى ) في جهنم
135. ( قل ) لهم ( كل ) منا ومنكم ( متربص ) منتظر ما يؤول إليه الأمر ( فتربصوا فستعلمون ) في القيامة ( من أصحاب الصراط ) الطريق ( السوي ) المستقيم ( ومن اهتدى ) من الضلالة أنحن أم أنتم