كيف نتوب إلى الله

كيف نتوب إلى الله


في صراع الإنسان مع نفسه ومع الشيطان من أجل البقاء على طريق الحق وتجنب المحرمات والكبائر لا بد أن يقع في بعض الأحيان فالإنسان ليس معصوماً عن الخطأ إنّما يحاول جاهداً بإن يبقى على الطريق الصحيح الذي وضعه الله عز وجل بتعاليم الإسلام في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وعند وقوع العبد في زلة أو معصية كبيرة أو صغيرة فإنّ الله عز وجل الذي خلق الإنسان ويعلم بما توسوس له نفسه به قد أبقى باب التوبة مفتوحاً على الدوام وجعل من أسمائه التواب إذ أنّه يتوب على العبد مهما طال به الأمد عندما يعزم هذا العبد على الرجوع إلى الله عز وجل فباب التوبة متوح على الدوام لا يغلق حتى تبلغ الروح الحلقوم أو حتى تطلع الشمس من مغربها فحينها كما قال الله عز وجل في كتابه الحكيم :" لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ".

الإنسان المسلم بحاجة إلى توبة بعد كل ذنب يقترفه فقد قال صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة
 (يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة) وقال عليه السلام (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)، وباب التوبة مفتوح إلى أن تشرق الشمس من المغرب أو غرغرة الروح كما قال الله تعالى عن فرعون عندما نطق الشهادة وهو في حالة الغرق، ولكن كيفية التوبة وما علامات قبولها وكيف يستطيع المسلم الثبات على توبته.

للتوبة شروط لا تصح إلا بها وهي:
النية الصادقة بأن التوبة لله تعالى وليس رياءً أو تظاهراً امام الناس أو لهدف معين أو لمصلحة معينة
  • الإقلاع عن الذنب.
  • الندم على الذنب.
  • رد الحقوق إلى أصحابها إن كان في الذنب حقوق للناس.
  • النية وجهاد النفس على عدم العودة إلى الذنب.


أما علامات قبول التوبة فهي تظهر في نفس الشخص المسلم:
الندم الفعلي على التوبة والشعور بالإشمئزاز عند ذكره لها
  • الشعور بالراحة والطمأنينة في القرب من الله سبحانه وتعالى و وجود لذه في التعامل مع الطاعات.
  • تيسير الأمور وفتح الأبواب المغلقة في وجه العبد والشعور بالرضى الدائم، فمن المعروف أن المسلم قد يُحرم بعض رزقه أو يتأخر عنه الرزق بسبب ذنب معين.
  • نسيان المعصية وكأنها لم تحدث، وهذا من فضل الله على العبد حيثُ يُنسيه الله سبحانه وتعالى المعصية.

ومن أحوال التوبة وفضلها أيضاً أن الله يُبدل بفضله وكرمه سيئات المسلم إلى حسنات أن صدقت التوبة. ومن الدعاء المأثور أن يقول المسلم (اللهم أنك عفوٌ كريم تحب العفو فأُعفُ عني)، والعفو هو مسح الذنب مع نسيانه أي كأنه لم يكن وهو يختلف عن المغفرة.

أما طُرق الثبات على التوبة فهي تتلخص فيما يلي:
تغيير البيئة المحيطة بالشخص بشكل عام والتي تساعد على الإبتعاد عن الذنب، كتغيير أصدقاء السوء الذين يدعون إلى الذنب أو تغيير مكان المعيشة أو العمل إن كان الذنب مرتبط بظروف السكن أو العمل.
  • مداومة الطاعة والإلتزام بالفرائض والحرص على الإكثار من السُنن كصلاة الليل وصيام النفل وغيرها.
  • دوام محاسبة النفس ومراقبتها.
  • التذكير الدائم بالموت والقبر، وزيارة المرضى وأصحاب العلل والسقم ليعرف الشخص ويبقى على تذكير دائم بفضل الله عليه.
  • الإكثار من الصَحبة الصالحة فهي دائماً تُعين على الخير وتهدي إلى الصلاح.
  • تجديد التوبة دائما وفي كل يوم وعقد النية على عدم الرجوع إلى المعاصي، بل والبحث عن أي معصية صغيرة قد لا يُلقي لها الإنسان بالاً والتخلص في كل يوم من معصية صغيرة.

ويجب على كل مرء أن يعلم أنّ الله عز وجل غفور رحيم يقبل التوبة من عباده على الدوام وفي هذا الباب العديد من قصص السلف ممن قبل الله توبتهم كالذي قتل تسعاً وتسعين نفساً ثم أكملهم على المائة بعد ذلك وحينها قبل الله توبته بعد أن تاب إلى الله عز جل توبةً صادقةً لله وحده.