فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ
" فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ"
هكذا فعل سيدنا سليمان حين شغلته الخيل عن ذكر ربه فقال " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " ..قام بذبحها قاصدا أن يمحو كل ما ينسيه ذكر الله حتى لو كانت خيرا !
يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾
رغم أنه حق عليك أن تعطي وقتا لتجارتك و لذريتك و لتعمير الأرض لكن ينهى الله سبحانه وتعالى عباده مناديا إياهم بوصف الإيمان، ينهاهم أن تشغلهم الأموال والأولاد عن ذكر الله من صلاة و تلاوة قرآن و تسبيح و إستحضار لعظمته و قدرته جل وعلى، حتى لا يكونوا من الخاسرين النادمين.
فماذا إن كان ما يشغلك عن ذكر الله لا هو بخير ولا هو في أمر مالك أو أهلك؟
كيف إن كان عملا لا يقربك من الله سبحانه وتعالى شبرا واحدا؟
فإذا كان ما يشغلك عن ذكر الله لهو و لعب... مشغول بالمباحات و بحار الفتن و الشهوات ..فلربما كان الحل كما فعل سيدنا سليمان عليه السلام .." فطفق مسحا " .. قطع سبب الملهيات من جذورها تقربا إلى الله!
فالتقرب إلى الله بترك المحرمات أولا ثم ترك فضول المباحات زيادة في الورع وتقوى الله .
إبتعد عن كل ما يلهيك عن ذكر الله وكل مسببات الغفلة محتسبا الأجر مخلصا له وحده سبحانه.. و كما أبدل الله سيدنا سليمان بريح يصرفها كيف يشاء ..سيبدلك الله بخير مما تركت لأجله جل وعلا!