تفسير الجلالين للقران الكريم أجزاء.. 23



تفسير الجلالين  للقران الكريم أجزاء.. 23


الجزء الثالث والعشرون

28. ( وما ) نافية ( أنزلنا على قومه ) قوم حبيب ( من بعده ) بعد موته ( من جند من السماء ) ملائكة لإهلاكهم ( وما كنا منزلين ) ملائكة لإهلاك أحد
29. ( إن ) ما ( كانت ) عقوبتهم ( إلا صيحة واحدة ) صاح بهم جبريل ( فإذا هم خامدون ) ساكنون ميتون
30. ( يا حسرة على العباد ) هؤلاء ونحوهم ممن كذب الرسل فاهلكوا وهي شدة التألم من الصوت ونداؤها مجاز أي هذا أو انك فاحضري ( ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) مسوق لبيان سببها لاشتماله على استهزائهم المؤدي إلى إهلاكهم المسبب عنه الحسرة
31. ( ألم يروا ) أهل مكة القائلون للنبي لست مرسلا والاستفهام للتقرير أي أعلموا ( كم ) خبرية بمعنى كثيرا معمولة لما بعدها معلقة لما قبلها عن العمل والمعنى إنا ( أهلكنا قبلهم ) كثيرا ( من القرون ) الأمم ( أنهم ) المهلكين ( إليهم ) أي المكذبين ( لا يرجعون ) أفلا يعتبرون بهم وأنهم الخ بدل مما قبله برعاية المذكور
32. ( وإن ) نافية أو مخففة ( كل ) كل الخلائق مبتدأ ( لما ) بالتشديد بمعنى إلا أو بالتخفيف فاللام فارقة وما مزيدة ( جميع ) خبر المتدأ أي مجموعون ( لدينا ) عندنا في الموقف بعد بعثهم ( محضرون ) للحساب خبر ثان
33. ( وآية لهم ) على البعث خبر مقدم ( الأرض الميتة ) بالتخفيف والتشديد ( أحييناها ) بالماء مبتدأ ( وأخرجنا منها حبا ) كالحنطة ( فمنه يأكلون )
34. ( وجعلنا فيها جنات ) بساتين ( من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ) أي بعضها
35. ( ليأكلوا من ثمره ) بفتحتين وضمتين أي ثمر المذكور من النخيل وغيره ( وما عملته أيديهم ) أي لم تعمل الثمر ( أفلا يشكرون ) انعمه تعالى عليهم
36. ( سبحان الذي خلق الأزواج ) الأصناف ( كلها مما تنبت الأرض ) من الحبوب وغيرها ( ومن أنفسهم ) من الذكور والإناث (ومما لا يعلمون ) من المخلوقات العجيبة الغريبة
37. ( وآية لهم ) على القدرة العظيمة ( الليل نسلخ ) نفصل ( منه النهار فإذا هم مظلمون ) داخلون في الظلام
38. ( والشمس تجري ) إلى آخره من جملة الآية لهم أو آية أخرى والقمر كذلك ( لمستقر لها ) إليه لا تتجاوزه ( ذلك ) جريها ( تقدير العزيز ) في ملكه ( العليم ) بخلقه
39. ( والقمر ) بالرفع والنصب وهو منصوب بفعل يفسره ما بعده ( قدرناه ) من حيث مسيره ( منازل ) ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما وليلة إن كان تسعة وعشرين يوما ( حتى عاد ) في آخر منازله في رأي العين ( كالعرجون القديم ) كعود الشماريخ إذا عتق فإنه يرق ويتقوس ويصفر
40. ( لا الشمس ينبغي ) يسهل ويصح ( لها أن تدرك القمر ) فتجتمع معه في الليل ( ولا الليل سابق النهار ) فلا يأتي قبل انقضائه ( وكل ) تنويه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر والنجوم ( في فلك ) مستدير ( يسبحون ) يسيرون نزلوا منزلة العقلاء
41. ( وآية لهم ) على قدرتنا ( أنا حملنا ذريتهم ) وفي قراءة ذرياتهم أي آباءهم الاصول ( في الفلك ) أي سفينة نوح ( المشحون ) المملوء
42. ( وخلقنا لهم من مثله ) أي مثل فلك نوح وهو ما عملوه على شكله من السفن الصغار والكبار بتعليم الله تعالى ( ما يركبون ) فيه
43. ( وإن نشأ نغرقهم ) مع إيجاد السفن ( فلا صريخ ) مغيث ( لهم ولا هم ينقذون ) ينجون
44. ( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين ) لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاء آجالهم
45. ( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم ) من عذاب الدنيا كغيركم ( وما خلفكم ) من عذاب الآخرة ( لعلكم ترحمون ) أعرضوا
46. ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين )
47. ( وإذا قيل ) أي قال فقراء الصحابة ( لهم أنفقوا ) علينا ( مما رزقكم الله ) الأموال ( قال الذين كفروا للذين آمنوا ) استهزاء بهم ( أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ) في معتقدكم هذا ( إن ) ما ( أنتم ) في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا (إلا في ضلال مبين ) بين وللتصريح بكفرهم موقع عظيم
48. ( ويقولون متى هذا الوعد ) بالبعث ( إن كنتم صادقين ) فيه
49. ( ما ينظرون ) ينتظرون ( إلا صيحة واحدة ) وهي نفخة إسرافيل الأولى ( تأخذهم وهم يخصمون ) بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وادغمت في الصاد أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك وفي قراءة يخصمون كيضربون أي يخصم بعضهم بعضا
50. ( فلا يستطيعون توصية ) أن يوصوا ( ولا إلى أهلهم يرجعون ) من أسواقهم وأشغالهم بل يموتون فيها
51. ( ونفخ في الصور ) هو قرن النفخة الثانية للبعث وبين النفختين أربعون سنة ( فإذا هم ) المقبورون ( من الأجداث ) القبور ( إلى ربهم ينسلون ) يخرجون بسرعة
52. ( قالوا ) الكفار منهم ( يا ) للتنبيه ( ويلنا ) هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من لفظة ( من بعثنا من مرقدنا ) لأنهم كانوا بين النفختين نائمين لم يعذبوا ( هذا ) البعث ( ما ) الذي ( وعد ) به ( الرحمن وصدق ) فيه ( المرسلون ) أقروا حين لا ينفعهم الإقرار وقيل يقال لهم ذلك
53. ( إن ) ما ( كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا ) عندنا ( محضرون )
54. ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ) جزاء ( ما كنتم تعملون )
55. ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل ) بسكون الغين وضمها عما فيه أهل النار مما يتلذذون به لا شغل يتعبون فيه لأن الجنة لا نصب فيها ( فاكهون ) ناعمون خبر ثان لإن والأول في شغل
56. ( هم ) مبندأ ( وأزواجهم في ظلال ) جمع ظلة أو ظل خبر أي لا تصيبهم الشمس ( على الأرائك ) جمع أريكة وهو السرير في الحجلة أو الفرش فيها ( متكئون ) خبر ثان متعلق على
57. ( لهم فيها فاكهة ولهم ) فيها ( ما يدعون ) يتمنون
58. ( سلام ) مبتدأ ( قولا ) أي بالقول خبره ( من رب رحيم ) بهم أي يقول لهم سلام عليكم
59. ويقول ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) أي انفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم
60. ( ألم أعهد إليكم ) آمركم ( يا بني آدم ) على لسان رسلي ( أن لا تعبدوا الشيطان ) لا تطيعوه ( إنه لكم عدو مبين ) بين العداوة
61. ( وأن اعبدوني ) وحدوني وأطيعوني ( هذا صراط ) طريق ( مستقيم )
62. ( ولقد أضل منكم جبلا ) خلقا جمع جبيل كقديم وفي قراءة بضم الباء ( كثيرا أفلم تكونوا تعقلون ) عداوته وإضلاله أو ما حل بهم من العذاب فتؤمنوا ويقال لهم في الآخرة
63. ( هذه جهنم التي كنتم توعدون ) بها
64. ( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون )
65. ( اليوم نختم على أفواههم ) أي الكفار والله ربنا ما كنا مشركين ( وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم ) وغيرها ( بما كانوا يكسبون ) فكل عضو ينطق بما صدر منه
66. ( ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ) لأعميناهم طمسا ( فاستبقوا ) ابتدروا ( الصراط ) الطريق ذاهبين كعادتهم ( فأنى ) فكيف ( يبصرون ) حينئذ أي لا يبصرون
67. ( ولو نشاء لمسخناهم ) قردة وخنازير أو حجارة ( على مكانتهم ) وفي قراءة مكاناتهم جمع مكانة بمعنى مكان أي في منازلهم ( فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ) لم يقدروا على عذاب ولا مجيء
68. ( ومن نعمره ) بإطالة أجله ( ننكسه ) وفي قراءة بالتشديد من التنكيس ( في الخلق ) أي خلقه فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفا وهرما ( أفلا يعقلون ) أن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنوا وفي قراءة بالتاء
69. ( وما علمناه ) أي النبي ( الشعر ) رد لقولهم إن ما أتى به من القرآن شعر ( وما ينبغي ) يسهل ( له ) الشعر ( إن هو) ليس الذي أتى به ( إلا ذكر ) عظة ( وقرآن مبين ) مظهر للأحكام وغيرها
70. ( لينذر ) بالياء والتاء به ( من كان حيا ) يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون ( ويحق القول ) بالعذاب ( على الكافرين ) وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به
71. ( أولم يروا أنا ) يعلموا والاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف ( خلقنا لهم مما ) في جملة الناس ( عملت أيدينا أنعاما ) عملناه بلا شريك ولا معين ( فهم ) هي الإبل والبقر والغنم ( لها مالكون وذللناها ) ضابطون
72. ( وذللناها ) سخرناها ( لهم فمنها ركوبهم ) ركوبهم ( ومنها يأكلون )
73. ( ولهم فيها منافع ) كأصوافها وأوبارها وأشعارها ( ومشارب ) من لبنها جمع مشرب أو موضعه ( أفلا يشكرون ) المنعم عليهم بها فيؤمنوا أي ما فعلوا ذلك
74. ( واتخذوا من دون الله ) غيرالله ( آلهة ) أصناما يعبدونها ( لعلهم ينصرون ) يمنعون من عذاب الله تعالى بشفاعة آلهتهم بزعمهم
75. ( لا يستطيعون ) أي آلهتهم نزلوا منزلة العقلاء ( نصرهم وهم ) آلهتهم من الأصنام ( لهم جند ) بزعمهم نصرهم ( محضرون ) في النار معهم
76. ( فلا يحزنك قولهم ) لك لست مرسلا وغير ذلك ( إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) من ذلك وغيره فنجازيهم عليه
77. ( أولم ير الإنسان أنا ) يعلم وهو العاصي ابن وائل ( خلقناه من نطفة فإذا ) مني إلى أن صيرناه شديدا قويا ( هو خصيم مبين ) شديد الخصومة لنا ( وضرب ) بينها في نفي البعث
78. ( وضرب لنا مثلا ) في ذلك ( ونسي خلقه ) من المني وهو أغرب من مثله ( قال من يحيي العظام وهي رميم ) أي بالية ولم يقل رميمة بالتاء لأنه اسم لا صفة وروي أنه أخذ عظما رميما ففتته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم أترى بحيي الله هذا بعد ما بلي ورم فقال صلى الله عليه وسلم نعم ويدخلك النار
79. ( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق ) مخلوق ( عليم ) مجملا ومفصلا قبل خلقه وبعد خلقه
80. ( الذي جعل لكم ) في جملة الناس ( من الشجر الأخضر ) المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب ( نارا فإذا أنتم منه توقدون ) تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب فلا الماء يطفيء النار ولا النار تحرق الخشب
81. ( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر ) مع عظمها ( على أن يخلق مثلهم بلى ) أي الأناسي في الصغر ( وهو ) أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه ( الخلاق العليم ) الكثير الخلق ( إنما ) بكل شيء
82. ( إنما أمره ) شأنه ( إذا أراد شيئا ) خلق شيء ( أن يقول له كن فيكون ) أي فهو يكون وفي قراءة بالنصب عطفا على يقول
83. ( فسبحان الذي بيده ملكوت ) ملك زيدت الواو والتاء للمبالغة أي القدرة على ( كل شيء وإليه ترجعون ) تردون في الآخرة

37. سورة الصافات
1. ( والصافات صفا ) الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به
2. ( فالزاجرات زجرا ) الملائكة تزجر السحاب تسوقه
3. ( فالتاليات ) أي قراء القرآن يتلونه ( ذكرا ) مصدر من معاني التاليات
4. ( إن إلهكم ) يا أهل مكة ( لواحد )
5. ( رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق ) أي والمغارب للشمس لها كل يوم مشرق ومغرب
6. ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ) بضوئها أو بها والإضافة للبيان كقراءة تنوين زينة المبينة بالكواكب
7. ( وحفظا ) منصوب بفعل مقدر أي حفظناها بالشهب ( من كل ) متعلق بالمقدر ( شيطان مارد ) عات خارج عن الطاعة
8. ( لا يسمعون ) أي الشياطين مستأنف وسماعهم هو في المعنى المحفوظ عنه ( إلى الملأ الأعلى ) الملائكة في السماء وعدي السماع بإلى لتضمنه معنى الإصغاء وفي قراءة بتشديد الميم والسين أصله يتسمعون ادغمت التاء في السين ( ويقذفون ) الشياطين بالشهب ( من كل جانب ) من آفاق السماء
9. ( دحورا ) مصدر دحره أي طرده وأبعده وهو مفعول له ( ولهم ) في الآخرة ( عذاب واصب ) دائم
10. ( إلا من خطف الخطفة ) مصدر أي المرة والاستثناء من ضمير يسمعون أي لا يسمع إلا الشيطان الذي سمع الكلمة من الملائكة فأخذها بسرعة ( فأتبعه شهاب ) كوكب مضيء ( ثاقب ) يثقبه أو يحرقه أو يخبله
11. ( فاستفتهم ) استخبر كفار مكة تقريرا أو توبيخا ( أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) من الملائكة والسموات والأرضين وما فيهما وفب الإتيان بمن تغليب العقلاء ( إنا خلقناهم ) أي اصلهم آدم ( من طين لازب ) لازم يلصق باليد المعنى أن خلقهم ضعيف فلا يتكبروا بإنكار النبي والقرآن المؤدي إلى هلاكهم اليسير
12. ( بل ) للانتقال من غرض إلى آخر وهو الإخبار بحاله وبحالهم ( عجبت ) بفتح التاء خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم من تكذيبهم إياك وهم ( ويسخرون ) من تعجبك
13. ( وإذا ذكروا ) وعظوا بالقرآن ( لا يذكرون ) لا يتعظون
14. ( وإذا رأوا آية ) كانشقاق القمر ( يستسخرون ) يستهزئون بها
15. ( وقالوا ) فيها ( إن ) ما ( هذا إلا سحر مبين ) بين وقالوا منكرين للبعث
16. ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ) في الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين
17. ( أو آباؤنا الأولون ) بسكون الواو عطفا بأو وبفتحها والهمزة للاستفهام والعطف بالواو والمعطوف عليه محل إن واسمها أو الضمير في لمبعوثون والفاصل همزة استفهام
18. ( قل نعم ) تبعثون ( وأنتم داخرون ) صاغرون
19. ( فإنما هي ) ضمير مبهم يفسره ( زجرة ) صيحة ( واحدة فإذا هم ) الخلائق أحياء ( ينظرون ) ما يفعل بهم
20. ( وقالوا ) الكفار ( يا ) للتنبيه ( ويلنا ) هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من لفظه وتقول لهم الملائكة ( هذا يوم الدين ) يوم الحساب والجزاء
21. ( هذا يوم الفصل ) بين الخلائق ( الذي كنتم به تكذبون ) ويقال للملائكة
22. ( احشروا الذين ظلموا ) أنفسهم بالشرك ( وأزواجهم ) قرناءهم من الشياطين ( وما كانوا يعبدون )
23. ( من دون الله ) غير الله الأوثان ( فاهدوهم ) دلوهم وسوقوهم ( إلى صراط الجحيم ) طريق النار
24. ( وقفوهم ) احبسوهم عند الصراط ( إنهم مسؤولون ) عن جميع أقوالهم وأفعالهم ويقال لهم توبيخا
52. ( يقول ) لي تبكيتا ( أئنك لمن المصدقين ) بالبعث
53. ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا ) في الهمزتين في الثلاثة مواضع ما تقدم ( لمدينون ) مجزيون ومحاسبون أنكر ذلك أيضا
54. ( قال ) ذلك القائل لإخوانه ( هل أنتم مطلعون ) معب إلى النار لننظر حاله فيقولون لا
55. ( فاطلع ) ذلك القائل من بعض كوى الجنة ( فرآه ) أي رأى قرينه ( في سواء الجحيم ) في وسط النار
56. ( قال ) له شماتة ( تالله إن ) إن مخففة من الثقيلة ( كدت ) قاربت ( لتردين ) لتهلكني بإغوائك
57. ( ولولا نعمة ربي ) علي بالإيمان ( لكنت من المحضرين ) معك في النار وتقول أهل الجنة
58. ( أفما نحن بميتين )
59. ( إلا موتتنا الأولى ) التي في الدنيا ( وما نحن بمعذبين ) هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة الله تعالى من تأييد الحياة وعدم التعذيب
60. ( إن هذا ) الذي ذكرت لأهل الجنة ( لهو الفوز العظيم )
61. ( لمثل هذا فليعمل العاملون ) قيل يقال لهم ذلك وقيل هم يقولونه
62. ( أذلك ) المذكور لهم ( خير نزلا ) وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره ( أم شجرة الزقوم ) المعدة لأهل النار وهي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله في الجحيم كما سيأتي
63. ( إنا جعلناها ) بذلك ( فتنة للظالمين ) الكافرين من أهل مكة إذ قالوا النار تحرق الشجر فكيف تنبته
64. ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) أي قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها
65. ( طلعها ) المشبه بطلع النخل ( كأنه رؤوس الشياطين ) الحيات القبيحة المنظر
66. ( فإنهم ) الكفار ( لآكلون منها ) مع قبحها لشدة جوعهم ( فمالئون منها البطون )
67. ( ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ) ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له
68. ( ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ) يفيد أنهم يخرجون منهالشراب الحميم وأنه خارجها
69. ( إنهم ألفوا ) وجدوا ( آباءهم ضالين )
70. ( فهم على آثارهم يهرعون ) يزعجون إلى اتباعهم فيسرعون إليه
71. ( ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ) من الأمم الماضية
72. ( ولقد أرسلنا فيهم منذرين ) من الرسل مخوفين
73. ( فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ) الكافرين أي عاقبتهم العذاب
74. ( إلا عباد الله المخلصين ) المؤمنين فإنهم نجوا من العذاب لاخلاصهم في العبادة أو لأن الله أخلصهم لها على قراءة فتح اللام
75. ( ولقد نادانا نوح ) بقوله رب إني مغلوب فانتصر ( فلنعم المجيبون ) له نحن أي دعانا على قومه فأهلكناهم بالغرق
76. ( ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ) أي الغرق
77. ( وجعلنا ذريته هم الباقين ) فالناس كلهم من نسله عليه السلام وكان له ثلاثة أولاد سام وهوأبو العرب وفارس والروم وحام وهو أبو السودان ويافث أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك
78. ( وتركنا ) أبقينا ( عليه ) ثناء حسنا ( في الآخرين ) من الأنبياء والامم إلى يوم القيامة
79. ( سلام ) منا ( على نوح في العالمين )
80. ( إنا كذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين )
81. ( إنه من عبادنا المؤمنين )
82. ( ثم أغرقنا الآخرين ) كفار قومه
83. ( وإن من شيعته ) ممن تابعه في أصل الدين ( لإبراهيم ) وإن طال الزمان بينهماوهو ألفان وستمائة وأربعون سنة وكان بينهما هود وصالح
84. ( إذ جاء ربه ) أي تابعه وقت مجيئه ( بقلب سليم ) من الشك وغيره
85. ( إذ قال ) في هذه الحالة المستمرة له ( لأبيه وقومه ) موبخا ( ماذا ) ما الذي ( تعبدون )
86. ( أئفكا ) في همزتيه ما تقدم ( آلهة دون الله تريدون ) وإفكا مفعول له وآلهة مفعول به لتريدون والافك أسوأ الكذب أي أتعبدون غير الله
87. ( فما ظنكم برب العالمين ) إذ عبدتم غيره أنه يترككم بلا عقاب لا وكانوا نجامين فخرجوا إلى عيد لهم وتركوا طعامهم عند أصنامهم زعموا التبرك عليه فاذا رجعوا أكلوه وقالوا لسيدنا إبراهيم اخرج معنا
88. ( فنظر نظرة في النجوم ) إيهاما لهم أنه يعتمد عليها ليعتمدوه
89. ( فقال إني سقيم ) عليل أي سأسقم
90. ( فتولوا عنه ) إلى عيدهم ( مدبرين )
91. ( فراغ ) مال في خفية ( إلى آلهتهم ) وهي الأصنام وعندها الطعام ( فقال ) استهزاء ( ألا تأكلون ) فلم ينطقوا
92. فقال ( ما لكم لا تنطقون ) فلم يجب
93. ( فراغ عليهم ضربا باليمين ) بالقوة فكسرها فبلغ قومه ممن رآه
94. ( فأقبلوا إليه يزفون ) أي يسرعون المشي فقالوا نحن نعبدها وأنت تكسرها
95. ( قال ) لهم موبخا ( أتعبدون ما تنحتون ) من الحجارة وغيرها أصناما
96. ( والله خلقكم وما تعملون ) من ناحتكم ومنحوتكم فاعبدوه وحده وما مصدرية وقيل موصولة وقسب موصوفة
97. ( قالوا ) بينهم ( ابنوا له بنيانا ) فاملؤوه حطبا وأضرموه بالنار فاذا التهب ( فألقوه في الجحيم ) النار الشديدة
98. ( فأرادوا به كيدا ) بالقائه بالنار لتهلكه ( فجعلناهم الأسفلين ) المقهورين فخرج من النار سالما
99. ( وقال إني ذاهب إلى ربي ) مهاجرر إليه من دار الكفر ( سيهدين ) إلى حيث أمرني ربي بالمصير إليه وهو الشام فلما وصل إلى الأرض المقدسة
100. ( رب هب لي ) ولدا ( من الصالحين )
101. ( فبشرناه بغلام حليم ) أي ذي حلم كثير
102. ( فلما بلغ معه السعي ) أي أن يسعى معه ويعينه قيل بلغ سبع سنين وقيل ثلاث عشرة سنة ( قال يا بني إني أرى ) أي رأيت ( في المنام أني أذبحك ) ورؤيا الأنبياء حق وأفعالهم بأمر الله تعالى ( فانظر ماذا ترى ) من الرأي شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للأمر به ( قال يا أبت ) التاء عوض عن ياء الإضافة ( افعل ما تؤمر ) به ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) على ذلك
103. ( فلما أسلما ) خضعا وانقادا لأمر الله تعالى ( وتله للجبين ) صرعه عليه ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة وكان ذلك بمعنى وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الإلهية
104. ( وناديناه أن يا إبراهيم )
105. ( قد صدقت الرؤيا ) بما أتيت به مما أمكنك من أمر الذبح أي يكفيك ذلك فجملة نناديناه جواب لما بزيادة الواو (إنا كذلك ) كما جزيناك ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم بامتثال الأمر بافراج الشدة عنهم
106. ( إن هذا ) الذبح المأمور به ( لهو البلاء المبين ) الاختبار الظاهر
107. ( وفديناه ) أي المامور بذبحه وهو إسماعيل أو اسحق قولان ( بذبح ) بكبش ( عظيم ) من الجنة وهو الذي قربه هابيل جاء به جبريل عليه السلام فذبحه السيد إبراهيم مكبرا
108. ( وتركنا ) أبقينا ( عليه في الآخرين ) ثناء حسنا
109. ( سلام ) منا ( على إبراهيم )
110. ( كذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم
111. ( إنه من عبادنا المؤمنين )
112. ( وبشرناه بإسحاق ) استدل بذلك على أن الذبيح غيره ( نبيا ) حال مقدرة أي يوجد مقدرا نبوته ( من الصالحين )
113. ( وباركنا عليه ) بتكثير ذريته ( وعلى إسحاق ) ولده بجعلنا أكثر الأنبياء من نسله ( ومن ذريتهما محسن ) مؤمن ( وظالم لنفسه ) كافر ( مبين ) بين الكفر
114. ( ولقد مننا على موسى وهارون ) بالنبوة
115. ( ونجيناهما وقومهما ) بني إسرائيل ( من الكرب العظيم ) أي استعباد فرعون إياهم
116. ( ونصرناهم ) على القبط ( فكانوا هم الغالبين )
117. ( وآتيناهما الكتاب المستبين ) البليغ البيان فيما أتى به من الحدود والأحكام وغيره وهو التوراة
118. ( وهديناهما الصراط ) الطريق ( المستقيم )
119. ( وتركنا ) أبقينا ( عليهما في الآخرين ) ثناء حسنا
120. ( سلام ) منا ( على موسى وهارون )
121. ( إنا كذلك ) كما جزيناهما ( نجزي المحسنين )
122. ( إنهما من عبادنا المؤمنين )
123. ( وإن إلياس ) بالهمز أوله وتركه ( لمن المرسلين ) قيل هو ابن أخي هرون أخي موسى وقيل غيره ارسل إلى قوم ببعلبك ونواحيها
124. ( إذ ) منصوب باذكر مقدرا ( قال لقومه ألا تتقون ) الله
125. ( أتدعون بعلا ) اسم صنم لهم من ذهب وبه سمي البلد أيضا مضافا إلى بك أي أتعبدونه ( وتذرون ) تتركون ( أحسن الخالقين ) فلا تعبدونه
126. ( الله ربكم ورب آبائكم الأولين ) برفع الثلاثة على إضمار هو وبنصبها على البدل من أحسن
127. ( فكذبوه فإنهم لمحضرون ) في النار
128. ( إلا عباد الله المخلصين ) أي المؤمنين فأنهم نجوا منها
129. ( وتركنا عليه في الآخرين ) ثناء حسنا
130. ( سلام ) منا ( على إلياسين ) هو الياس المتقدم ذكره وقيل هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغلبا كقولهم للمهلب وقومه المهلبون وعلى قراءة آل ياسين بالمد أي أهله المراد به الياس أيضا
131. ( إنا كذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين )
132. ( إنه من عبادنا المؤمنين )
133. ( وإن لوطا لمن المرسلين )
134. اذكر ( إذ نجيناه وأهله أجمعين )
135. ( إلا عجوزا في الغابرين ) أي الباقين في العذاب
136. ( ثم دمرنا ) أهلكنا ( الآخرين ) كفار قومه
137. ( وإنكم لتمرون عليهم ) على آثارهم ومنازلهم في أسفاركم ( مصبحين ) أي وقت الصباح يعني بالنهار
138. ( وبالليل أفلا تعقلون ) يا أهل مكة ما حل بهم فتعتبروا به
139. ( وإن يونس لمن المرسلين )
140. ( إذ أبق ) هرب ( إلى الفلك المشحون ) السفبنة المملوءة حين غاضب قومه لما لم ينزل بهم العذاب الذي وعدهم به فركب السفينة فوقفت في لجة البحر فقال الملاحون هنا عبد أبق من سيده تظهره القرعة
141. ( فساهم ) قارع أهل السفينة ( فكان من المدحضين ) المغلوبين فألقوه في البحر
142. ( فالتقمه الحوت ) ابتلعه ( وهو مليم ) أي آت بما يلام عليه من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينة بلا إذن من ربه
143. ( فلولا أنه كان من المسبحين ) الذاكرين بقوله كثيرا في بطن الحوت لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
144. ( للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) لصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة
145. ( فنبذناه ) ألقيناه من بطن الحون ( بالعراء ) بوجه الأرض أي بالساحل من يومه أو بعد ثلاثة أو سبعة أيام أو عشرين أو أربعين يوما ( وهو سقيم ) عليل كالفرخ الممعط
146. ( وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ) وهي القرع تظله بساق على خلاف العادة في القرع معجزة له وكانت تأتيه وعلة صباحا ومساء يشرب من لبنها حتى قوي
147. ( وأرسلناه ) بعد ذلك كقبله إلى قوم بنينوى من أرض الموصل ( إلى مئة ألف أو ) بل ( يزيدون ) عشرين أو ثلاثين أو سبعين ألفا
148. ( فآمنوا ) عند معاينة العذاب الموعودين به ( فمتعناهم ) أبقيناهم ممتعين بما لهم ( إلى حين ) تنقضي آجالهم فيه
149. ( فاستفتهم ) استخبر كفار مكة توبيخا لهم ( ألربك البنات ) بزعمهم أن الملائكة بنات الله ( ولهم البنون ) فيختصبون بالأسنى
150. ( أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ) خلقنا فيقولون ذلك
151. ( ألا إنهم من إفكهم ) كذبهم ( ليقولون )
152. ( ولد الله ) بقولهم الملائكة بنات الله ( وإنهم لكاذبون ) فيه
153. ( أصطفى ) بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل فحذفت أي اختار ( البنات على البنين )
154. ( ما لكم كيف تحكمون ) هذا الحكم الفاسد
155. ( أفلا تذكرون ) بإدغام التاء في الذال أنه سبحانه وتعالى منزه عن الولد
156. ( أم لكم سلطان مبين ) حجة واضحة أن لله ولدا
157. ( فأتوا بكتابكم ) التوراة فأروني ذلك فيه ( إن كنتم صادقين ) في قولكم ذلك
158. ( وجعلوا ) أي المشركون ( بينه ) تعالى ( وبين الجنة ) أي الملائكة لاجنتابهم عن الأبصار ( نسبا ) بقولهم إنها بنات الله ( ولقد علمت الجنة إنهم ) أي قائلي ذلك ( لمحضرون ) للنار يعذبون فيها
159. ( سبحان الله ) تنزيها له ( عما يصفون ) بأن لله ولدا
160. ( إلا عباد الله المخلصين ) أي المؤمنين استثناء منقطع أي فإنهم ينزهون الله تعالى عما يصفه هؤلاء
161. ( فإنكم وما تعبدون ) من الأصنام
162. ( ما أنتم عليه ) أي على معبودكم وعليه متعلق بقوله ( بفاتنين ) أحدا
163. ( إلا من هو صال الجحيم ) في علم الله تعالى
164. قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ( وما منا ) معشر الملائكة أحد ( إلا له مقام معلوم ) في السموات يعبد الله فيه لا يتجاوزه
165. ( وإنا لنحن الصافون ) أقدامنا في الصلاة
166. ( وإنا لنحن المسبحون ) المنزهون الله عما لا يليق به
167. ( وإن ) مخففة من الثقيلة ( كانوا ) أي كفار مكة ( ليقولون )
168. ( لو أن عندنا ذكرا ) كتابا ( من الأولين ) أي من كتب الأمم الماضية
169. ( لكنا عباد الله المخلصين ) العبادة له
170. ( فكفروا به ) بالكتاب الذي جاءهم وهو القرآن الأشرف من تلك الكتب ( فسوف يعلمون ) عاقبة كفرهم
171. ( ولقد سبقت كلمتنا ) بالنصر ( لعبادنا المرسلين ) وهي لأغلبن أنا ورسلي
172. أو هي قوله ( إنهم لهم المنصورون )
173. ( وإن جندنا ) المؤمنين ( لهم الغالبون ) الكفار بالحجة والنصرة عليهم في الدنيا وإن لم ينتصر بعض منهم في الدنيا ففي الآخرة
174. ( فتول عنهم ) أعرض عن كفار مكة ( حتى حين ) تؤمر فيه بقتالهم
175. ( وأبصرهم ) إذ نزل بهم العذاب ( فسوف يبصرون ) عاقبة كفرهم
176. فقالوا استهزاء متى نزول هذا العذاب قال تعالى تهديدا لهم ( أفبعذابنا يستعجلون )
177. ( فإذا نزل بساحتهم ) بفنائهم قال الفراء العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم ( فساء ) بئس صباحا ( صباح المنذرين ) فيه إقامة الظاهر مقام المضمر
178. ( وتول عنهم حتى حين )
179. ( وأبصر فسوف يبصرون ) كرر تأكيدا لتهديدهم وتسلية له صلى الله عليه وسلم
180. ( سبحان ربك رب العزة ) الغلبة ( عما يصفون ) بأن له ولدا
181. ( وسلام على المرسلين ) المبلغين عن الله التوحيد والشرائع
182. ( والحمد لله رب العالمين ) على نصرهم وهلاك الكافرين

38. سورة ص
1. ( ص ) الله أعلم بمراده به ( والقرآن ذي الذكر ) أي البيان أو الشرف وجواب هذا القسم محذوف أي ما الأمر كما قال كفار مكة من تعدد الآلهة
2. ( بل الذين كفروا ) من أهل مكة ( في عزة ) حمية وتكبر عن الإيمان ( وشقاق ) خلاف وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم
3. ( كم ) أي كثير ( أهلكنا من قبلهم من قرن ) أي امة من الأمم الماضية ( فنادوا ) حين نزول القرآن بهم ( ولات حين مناص ) أي ليس الحين حين فرار والتاء زائدة والجملة حال من فاعل نادوا أي استغاثوا والحال أن لا مهرب ولا منجى وما اعتبر بهم كفار مكة
4. ( وعجبوا أن جاءهم منذر منهم ) رسول من أنفسهم ويخوفهم النار بعد البعث وهو النبي صلى الله عليه وسلم ( وقال الكافرون ) فيه وضع الظاهر موضع المضمر ( هذا ساحر كذاب )
5. ( أجعل الآلهة إلها واحدا ) حيث قال لهم قولوا لا إله إلا الله أي كيف يسع الخلق كلهم إله واحد ( إن هذا لشيء عجاب ) أي عجيب
6. ( وانطلق الملأ منهم ) من مجلس اجتماعهم عند أبي طالب وسماعهم فيه من النبي صلى الله عليه وسلم قولوا لا إله إلا الله ( أن امشوا ) يقول بعضهم لبعض امشوا ( واصبروا على آلهتكم ) اثبتوا على عبادتها ( إن هذا ) المذكور من التوحيد ( لشيء يراد ) منا
7. ( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ) ملة عيسى ( إن ) ما ( هذا إلا اختلاق ) كذب
8. ( أأنزل ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه ( عليه ) على محمد ( الذكر ) القرآن (من بيننا ) وليس بأكبرنا ولا أشرفنا أي لم ينزل عليه قال تعالى ( بل هم في شك من ذكري ) وحيي القرآن حيث كذبوا الجائي به ( بل لما ) لم ( يذوقوا عذاب ) ولو ذاقوه لصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ولا ينفعهم التصديق حينئذ
9. ( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز ) الغالب ( الوهاب ) من النبوة وغيرها فيعطوها من شاؤوا
10. ( أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما ) إن زعموا ذلك ( فليرتقوا في الأسباب ) الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاؤوا وأم في الموضعين بمعنى همزة الانكار
11. ( جند ما ) جند حقير ( هنالك ) في تكذيبهم لك ( مهزوم ) صفة جند ( من الأحزاب ) صفة جند أيضا كالأجناد من جنس الأحزاب المتحزبين على الأنبياء قبلك واولئك قد قهروا واهلكوا فكذلك نهلك هؤلاء
12. ( كذبت قبلهم قوم نوح ) تأنيث قوم باعتبار المعنى ( وعاد وفرعون ذو الأوتاد ) كان يتد لكل من يغضب عليه أربعة أوتاد يشد إليها يديه ورجليه ويعذبه
13. ( وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة ) الغيضة وهم قوم شعيب عليه السلام ( أولئك الأحزاب )
14. ( إن ) ما ( كل ) من الأحزاب ( إلا كذب الرسل ) لأنهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوا جميعهم لأن دعوتهم واحدة وهي دعوة التوحيد ( فحق ) وجب ( عقاب )
15. ( وما ينظر ) ينتظر ( هؤلاء ) كفار مكة ( إلا صيحة واحدة ) هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب ( ما لها من فواق ) بفتح الفاء وضمها رجوع
16. ( وقالوا ) لما نزل فأما من اوتي كتابه بيمينه الخ ( ربنا عجل لنا قطنا ) كتاب أعمالنا ( قبل يوم الحساب ) قالوا ذلك استهزاء
17. ( اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد ) القوة في العبادة كان يصوم يوما ويفطر يوما ويقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه ( إنه أواب ) رجاع إلى مرضاة الله
18. ( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن ) بتسبيحه ( بالعشي ) وقت صلاة العشاء ( والإشراق ) وقت صلاة الضحى وهو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوؤها
19. وسخرنا ( والطير محشورة ) مجموعة إليه تسبح معه ( كل ) من الجبال والطير ( له أواب ) رجاع إلى طاعته بالتسبيح
20. ( وشددنا ملكه ) قويناه بالحرس والجنود وكان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثون ألف رجل ( وآتيناه الحكمة ) النبوة والإصابة في الأمور ( وفصل الخطاب ) البيان الشافي في كل قصد
21. ( وهل ) معنى الاستفهام هنا التعجب والتشويق إلى استماع ما بعده ( أتاك ) يا محمد ( نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ) محراب داود أي مسجده حيث منعوا الدخول عليه من الباب لشغله بالعبادة أي خبرهم وقصتهم
22. ( إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف ) نحن ( خصمان ) قيل فريقان ليطابق ما قبله من ضمير الجمع وقيل اثنان والضمير بمعناها والخصم يطلق على الواحد وأكثر وهما ملكان جاءا في الصورة خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الفرض لتنبيه داود عليه السلام على ما وقع منه وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخل بها ( بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط ) تجر ( واهدنا ) أرشدنا ( إلى سواء الصراط ) وسط الطريق الصواب
23. ( إن هذا أخي ) أي على ديني ( له تسع وتسعون نعجة ) يعبر بها عن المرأة ( ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها ) اجعلني كافلها ( وعزني ) غلبني ( في الخطاب ) أي الجدال وأقره الآخر على ذلك
24. ( قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك ) ليضمها ( إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ) الشركاء ( ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ) ما لتأكيد القلة فقال الملكان صاعدين في صورتيهما إلى السماء قضى الرجل على نفسه فتنبه داود قال تعالى ( وظن ) أيقن ( داود أنما فتناه ) أوقعناه في فتنة أي بلية بمحبته تلك المرأة ( فاستغفر ربه وخر راكعا ) ساجدا ( وأناب )
25. ( فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى ) زيادة خير في الدنيا ( وحسن مآب ) مرجع في الآخرة
26. ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) تدبر أمر الناس ( فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى ) هوى النفس (فيضلك عن سبيل الله ) عن الدلائل الدالة على توحيده ( إن الذين يضلون عن سبيل الله ) عن الإيمان بالله ( لهم عذاب شديد بما نسوا ) بنسينهم ( يوم الحساب ) المرتب عليه تركهم الإيمان ولو أيقنوا بيوم الحساب لآمنوا في الدنيا
27. ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ) عبثا ( ذلك ) أي خلق ذلك لا لشيء ( ظن الذين كفروا ) من أهل مكة (فويل ) واد ( للذين كفروا من النار )
28. ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) نزل لما قال كفار مكة للمؤمنين إنا نعطى في الآخرة مثل ما تعطون وأم بمعنى همزة الانكار
29. ( كتاب ) خبر مبتدأ محذوف أي هذا ( أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ) أصله يتدبروا ادغمت التاء في الدال ( آياته ) ينظروا في معانيها فيؤمنوا ( وليتذكر ) يتعظ ( أولوا الألباب ) أصحاب العقول
30. ( ووهبنا لداود سليمان ) ابنه ( نعم العبد ) سليمان ( إنه أواب ) رجاع في التسبيح والذكر في جميع الأوقات
31. ( إذ عرض عليه بالعشي ) هو ما بعد الزوال ( الصافنات ) الخيل جمع صافنة وهي القائمة على ثلاث وإقامة الأخرى على طرف الحافر وهو من صفن يصفن صفونا ( الجياد ) جمع جواد وهو السابق المعنى أنها إذا استوقفت سكنت وإن ركضت سبقت وكانت ألف فرس عرضت عليه بعد أن صلى الظهر لإرادته الجهاد عليها لعدو فعند بلوغ العرض منها تسعمائة غربت الشمس ولم يكن صلى العصر فاغتم
32. ( فقال إني أحببت ) أردت ( حب الخير ) أي الخيل ( عن ذكر ربي ) صلاة العصر ( حتى توارت ) الشمس ( بالحجاب) أي استترت بما يحجبها عن الأبصار
33. ( ردوها علي ) الخيل المعروضة فردوها ( فطفق مسحا ) بالسيف ( بالسوق ) جمع ساق ( والأعناق ) أي ذبحها وقطع أرجلها تقربا إلى الله تعالى حيث اشتغل بها عن الصلاة وتصدق بلحمها فعوضه الله خيرا منها وأسرع وهي الريح تجري بأمره كيف شاء
34. ( ولقد فتنا سليمان ) ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوجه بامرأة عشقها وكانت تعبد الصنم في داره من غير علمه وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته المسماة بالأمنية على عادته فجاءها جني في صورة سليمان فأخذه منها (وألقينا على كرسيه جسدا ) هو ذلك الجني وهو صخر أو غيره جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال للناس أنا سليمان فأنكروه ( ثم أناب ) رجع إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه
35. ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي ) لا يكون ( لأحد من بعدي ) أي سواي نحو فمن يهديه من بعد الله أي سوى الله ( إنك أنت الوهاب )
36. ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء ) لينة ( حيث أصاب ) أراد
37. ( والشياطين كل بناء ) يبني الأبنية العجيبة ( وغواص ) في البحر يستخرج اللؤلؤ
38. ( وآخرين ) منهم ( مقرنين ) مشدودين ( في الأصفاد ) القيود بجمع أيديهم إلى أعناقهم
39. وقلنا له ( هذا عطاؤنا فامنن ) أعط منه من شئت ( أو أمسك ) عن العطاء ( بغير حساب ) أي لا حساب عليك في ذلك
40. ( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) تقدم مثله
41. ( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني ) أي بأني ( مسني الشيطان بنصب ) بضر ( وعذاب ) ألم ونسب ذلكك إلى الشيطان وإن كانت الأشياء كلها مع الله تأدبا معه تعالى
42. وقيل له ( اركض ) اضرب ( برجلك ) الأرض فضرب فنبعث عين ماء فقيل ( هذا مغتسل ) ماء تغتسل فيه ( بارد وشراب) تشرب منه فاغتسل وشرب فذهب عنه كل داء كان بباطنه وظاهره
43. ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم ) أي أحيا الله من مات من أولاده ورزقه مثلهم ( رحمة ) نعمة ( منا وذكرى ) عظة ( لأولي الألباب ) لأصحاب العقول
44. ( وخذ بيدك ضغثا ) هو حزمة من حشيش أو قضبان ( فاضرب به ) زوجتك وكان قد حلف ليضربنها مائة ضربة لابطائها عليه يوما ( ولا تحنث ) بترك ضربها فأخذ مائة عود من الاذخر أو غيره فضربها به ضربة واحدة ( إنا وجدناه صابرا نعم العبد) أيوب ( إنه أواب ) رجاع إلى الله تعالى
45. ( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي ) أصحاب القوى في العبادة ( والأبصار ) البصائر في الدين وفي قراءة عبدنا وإبراهيم بيان له وما بعده عطف على عبدنا
46. ( إنا أخلصناهم بخالصة ) هي ( ذكرى الدار ) الآخرة أي ذكرها والعمل لها وفي قراءة بالإضافة وهي للبيان
47. ( وإنهم عندنا لمن المصطفين ) المختارين ( الأخيار ) جمع خير بالتشديد
48. ( واذكر إسماعيل واليسع ) وهو نبي واللام زائدة ( وذا الكفل ) اختلف في نبوته قيل كفل مائة نبي فروا إليه من القتل ( وكل ) كلهم ( من الأخيار ) جمع خير بالثقيل
49. ( هذا ذكر ) لهم بالثناء الجميل هنا ( وإن للمتقين ) الشاملين لهم ( لحسن مآب ) مرجع في الآخرة
50. ( جنات عدن ) بدل أو عطف بيان لحسن مآب ( مفتحة لهم الأبواب ) منها
51. ( متكئين فيها ) على الأرائك ( يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب )
52. ( وعندهم قاصرات الطرف ) حابسات العين على أزواجهن ( أتراب ) أسنانهن واحدة وهي بنات ثلاث وثلاثين سنة
53. ( هذا ) المذكور ( ما توعدون ) بالغيبة والخطاب التفاتا ( ليوم الحساب ) أي لأجله
54. ( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) انقطاع والجملة حال من رزقنا أو خبر ثان لان أي دائما أو دائم
55. ( هذا ) المذكور للمؤمنين ( وإن للطاغين ) مستأنف ( لشر مآب )
56. ( جهنم يصلونها ) يدخلونها ( فبئس المهاد ) الفراش
57. ( هذا ) العذاب المفهوم مما بعده ( فليذوقوه حميم ) ماء حار محرق ( وغساق ) بالتخفيف ما يسيل من صديد أهل النار
58. ( وآخر ) بالجمع والافراد ( من شكله ) مثل المذكور من الحميم والغساق ( أزواج ) أصناف عذابهم من أنواع مختلفة
59. ويقال لهم عند دخولهم النار ( هذا فوج ) جمع ( مقتحم ) داخل ( معكم ) النار بشدة فيقول المتبعون ( لا مرحبا بهم ) لا سعة عليهم ( إنهم صالوا النار )
60. ( قالوا ) الأتباع ( بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا ) أي الكفر ( فبئس القرار ) لنا ولكم النار
61. ( قالوا ) أيضا ( ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا ) مثل عذابه على كفره ( في النار )
62. ( وقالوا ) كفار مكة وهم في النار ( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم ) في الدنيا ( من الأشرار )
63. ( أتخذناهم سخريا ) بضم السين وكسرها كنا نسخر بهم والياء للنسب أمفقودون هم ( أم زاغت ) مالت ( عنهم الأبصار ) فلم ترهم وهم فقراء المسلمين كعمار وبلال وصهيب وسلمان
64. ( إن ذلك لحق ) واجب وقوعه وهو ( تخاصم أهل النار ) كما تقدم
65. ( قل ) يا محمد لكفار مكة ( إنما أنا منذر ) مخوف بالنار ( وما من إله إلا الله الواحد القهار ) لخلقه
66. ( رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز ) الغالب على أمره ( الغفار ) لأوليائه
67. ( قل ) لهم ( هو نبأ عظيم )
68. ( أنتم عنه معرضون ) أي القرآن الذي أنبأتكم به وجئتكم فيه بما لا يعلم إلا بوحي وهو قوله
69. ( ما كان لي من علم بالملأ الأعلى ) الملائكة ( إذ يختصمون ) في شأن آدم حين قال الله إني جاعل في الأرض خليفة الخ
70. ( إن ) ما ( يوحى إلي إلا أنما أنا ) أي أني ( نذير مبين ) بين الانذار
71. اذكر ( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين ) هو آدم
72. ( فإذا سويته ) أتممته ( ونفخت ) أجريت ( فيه من روحي ) فصار حيا وإضافة الروح إليه تشريف لآدم والروح جسم لطيف يحيا به الإنسان بنفوذه فيه ( فقعوا له ساجدين ) سجود تحية بالانحناء
73. ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) فيه تأكيدان
74. ( إلا إبليس ) هو ابن الجن كان بين الملائكة ( استكبر وكان من الكافرين ) في علم الله تعالى
75. ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق تولى الله خلقه ( أستكبرت ) الآن عن السجود استفهام توبيخ ( أم كنت من العالين ) المتكبرين فتكبرت عن السجود لكونك منهم
76. ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )
77. ( قال فاخرج منها ) من الجنة وقيل من السموات ( فإنك رجيم ) مطرود
78. ( وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ) الجزاء
79. ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ) أي الناس
80. ( قال فإنك من المنظرين )
81. ( إلى يوم الوقت المعلوم ) وقت النفخة الأولى
82. ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين )
83. ( إلا عبادك منهم المخلصين ) المؤمنين
84. ( قال فالحق والحق أقول ) بنصبهما ورفع الأول ونصب الثاني فنصبه بالفعل بعده ونصب الأول قيل بالفعل المذكور وقيل على المصدر أي أحق الحق وقيل على نزع حرف القسم ورفعه على أنه مبتدأ محذوف الخبر أي فالحق مني وقيل فالحق قسمي وجواب القسم
85. ( لأملأن جهنم منك ) بذريتك ( وممن تبعك منهم ) الناس ( أجمعين )
86. ( قل ما أسألكم عليه ) على تبليغ الرسالة ( من أجر ) جعل ( وما أنا من المتكلفين ) المتقولين القرآن من تلقاء نفسي
87. ( إن هو ) أي ما القرآن ( إلا ذكر ) عظة ( للعالمين ) للانس والجن والعقلاء دون الملائكة
88. ( ولتعلمن ) يا كفار مكة ( نبأه ) خبر صدقه ( بعد حين ) أي يوم القيامة وعلم بمعنى عرف واللام لام قسم مقدر أي والله

39. سورة الزمر
1. ( تنزيل الكتاب ) القرآن مبتدأ ( من الله ) خبره ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
2. ( إنا أنزلنا إليك ) يا محمد ( الكتاب بالحق ) متعلق بأنزل ( فاعبد الله مخلصا له الدين ) من الشرك أي موحدا له
3. ( ألا لله الدين الخالص ) لا يستحقه غيره ( والذين اتخذوا من دونه ) الأصنام ( أولياء ) وهم كفار مكة قالوا ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قربى مصدر بمعنى تقريبا ( إن الله يحكم بينهم ) وبين المسلمين ( فيما هم فيه يختلفون ) من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار ( إن الله لا يهدي من هو كاذب ) في نسبة الولد إليه ( كفار ) بعبادته غير الله
4. ( لو أراد الله أن يتخذ ولدا ) كما قالوا اتخذ الرحمن ولدا ( لاصطفى مما يخلق ما يشاء ) واتخذه ولدا غير من قالوا إن الملائكة بنات الله وعزيز ابن الله والمسيح ابن الله ( سبحانه ) تنزيها له عن اتخاذ الولد ( هو الله الواحد القهار ) لخلقه
5. ( خلق السماوات والأرض بالحق ) متعلق بخلق ( يكور ) يدخل ( الليل على النهار ) فيزيد ( ويكور النهار ) يدخله ( على الليل ) فيزيد ( وسخر الشمس والقمر كل يجري ) في فلكه ( لأجل مسمى ) ليوم القيامة ( ألا هو العزيز ) الغالب على أمره المنتقم من أعدائه ( الغفار ) لأوليائه
6. ( خلقكم من نفس واحدة ) أي آدم ( ثم جعل منها زوجها ) حواء ( وأنزل لكم من الأنعام ) الإبل والبقر والغنم والضأن والمعز ( ثمانية أزواج ) من كل زوجين ذكرا وأنثى كما بين في سورة الأنعام ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ) أي نطفا ثم علقا ثم مضغا ( في ظلمات ثلاث ) هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ( ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون ) عن عبادته إلى عبادة غيره
7. ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا ) الله فتؤمنوا ( يرضه ) بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه أي الشكر ( لكم ولا تزر ) نفس ( وازرة وزر ) نفس ( أخرى ) أي لا تحمله ( ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ) بما في القلوب
8. ( وإذا مس الإنسان ) الكافر ( ضر دعا ربه ) تضرع ( منيبا ) راجعا ( إليه ثم إذا خوله نعمة ) أعطاه إنعاما ( منه نسي ) ترك ( ما كان يدعو ) يتضرع ( إليه من قبل ) وهو الله فما في موضع من ( وجعل لله أندادا ) شركاء ( ليضل ) بفتح الياء وضمها ( عن سبيله ) دين الإسلام ( قل تمتع بكفرك قليلا ) بقية أجلك ( إنك من أصحاب النار )
9. ( أم من ) بتخفيف الميم ( هو قانت ) قائم بوظائف الطاعات ( آناء الليل ) ساعاته ( ساجدا وقائما ) للصلاة ( يحذر الآخرة) يخاف عذابها ( ويرجوا رحمة ) جنة ( ربه ) كمن هو عاص بالكفر أو غيره وفي قراءة أم من فأم بمعنى بل والهمزة ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل ( إنما يتذكر ) يتعظ ( أولوا الألباب ) أصحاب العقول
10. ( قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم ) أي عذابه بأن تطيعوه ( للذين أحسنوا في هذه الدنيا ) بالطاعة ( حسنة ) هي الجنة ( وأرض الله واسعة ) فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات ( إنما يوفى الصابرون ) على الطاعة وما يبتلون به (أجرهم بغير حساب ) بغير مكيال ولا ميزان
11. ( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ) من الشرك
12. ( وأمرت لأن ) بأن ( أكون أول المسلمين ) من هذه الأمة
13. ( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )
14. ( قل الله أعبد مخلصا له ديني ) من الشرك
15. ( فاعبدوا ما شئتم من دونه ) غيره فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ) بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا ( ألا ذلك هو الخسران المبين ) البين
16. ( لهم من فوقهم ظلل ) طباق ( من النار ومن تحتهم ظلل ) من النار ( ذلك يخوف الله به عباده ) أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه ( يا عباد فاتقون )
17. ( والذين اجتنبوا الطاغوت ) الأوثان ( أن يعبدوها وأنابوا ) أقبلوا ( إلى الله لهم البشرى ) بالجنة ( فبشر عباد )
18. ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) وهو ما فيه صلاحهم ( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) أصحاب العقول
19. ( أفمن حق عليه كلمة العذاب ) أي لأملأن جهنم الآية ( أفأنت تنقذ ) تخرج ( من في النار ) جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للانكار والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار
20. ( لكن الذين اتقوا ربهم ) بأن أطاعوه ( لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار ) أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية ( وعد الله ) منصوب بفعله المقدر ( لا يخلف الله الميعاد ) وعده
21. ( ألم تر ) تعلم ( أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع ) أدخله أمكنة نبع ( في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج ) ييبس ( فتراه ) بعد الخضرة مثلا ( مصفرا ثم يجعله حطاما ) فتاتا ( إن في ذلك لذكرى ) تذكيرا (لأولي الألباب ) يتذكرون به للدلالة على وحدانية الله تعالى وقدرته
22. ( أفمن شرح الله صدره للإسلام ) فاهتدى ( فهو على نور من ربه ) كمن طبع على قلبه دل على هذا ( فويل ) كلمة عذاب ( للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) أي عن قبول القرآن ( أولئك في ضلال مبين ) بين
23. ( الله نزل أحسن الحديث كتابا ) بدل من أحسن أي قرآنا ( متشابها ) يشبه بعضه بعضا في النظم وغيره ( مثاني) ثني فيه الوعد والوعيد وغيرهما ( تقشعر منه ) ترتعد عند ذكر وعيده ( جلود الذين يخشون ) يخافون ( ربهم ثم تلين ) تطمئن (جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) عند ذكر وعده ( ذلك ) أي الكتاب ( هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد )
24. ( أفمن يتقي ) يلقى ( بوجهه سوء العذاب يوم القيامة ) أشده بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة ( وقيل للظالمين ) كفار مكة ( ذوقوا ما كنتم تكسبون ) أي جزاءه
25. ( كذب الذين من قبلهم ) رسلهم في إتيان العذاب ( فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ) من جهة لا تخطر ببالهم
26. ( فأذاقهم الله الخزي ) الذل والهوان من المسخ والقتل وغيره ( في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا ) المكذبون ( يعلمون ) عذابها ما كذبوا
27. ( ولقد ضربنا ) جعلنا ( للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ) يتعظون
28. ( قرآنا عربيا ) حال مؤكدة ( غير ذي عوج ) لبس واختلاف ( لعلهم يتقون ) الكفر
29. ( ضرب الله ) للمشرك والموحد ( مثلا رجلا ) بدل من مثل ( فيه شركاء متشاكسون ) متنازعون سيئة أخلاقهم ( ورجلا سلما) خالصا ( لرجل هل يستويان مثلا ) تمييز أي لا يستوي العبد لجماعة والعبد لواحد فإن الأول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحير فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك والثاني مثل للموحد ( الحمد لله ) وحده ( بل أكثرهم ) أهل مكة (لا يعلمون ) ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون
30. ( إنك ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( ميت وإنهم ميتون ) ستموت ويموتون فلا شماتة بالموت نزلت لما استبطئوا موته صلى الله عليه وسلم
31. ( ثم إنكم ) أيها الناس فيما بينكم من المظالم ( يوم القيامة عند ربكم تختصمون )